تحت عنوان "مليونية الآباء والأمهات"، تظاهر آلاف السودانيين في الخرطوم السبت، مطالبين بالحكم المدني الديموقراطي، وتسليم السلطة للمدنيين، والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
ورفع المتظاهرون شعار "كلنا معكم"، ويقصدون به أن الآباء والأمهات يقفون إلى جانب أبنائهم الشباب، الذين ينخرطون في الاحتجاجات منذ سيطرة الجيش على السلطة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتجمعت الحشود في شارع الستين (شرقي العاصمة الخرطوم، بعد أن وصلته من مناطق متفرقة، وهي تردد الشعار الأبرز في الحراك الاحتجاجي "العسكر للثكنات" في إشارة لضرورة مغادرة الجيش للمشهد السياسي.
وحمل آلاف المتظاهرين في الخرطوم الأعلام الوطنية، هاتفين بشعارات مطالبة بالحكم المدني، مرددين "الشعب شعب أقوى"، و"الردة مستحيلة"، و"الثورة ثورة شعب"، و"السلطة سلطة شعب.. والعسكر للثكنات"، وغيرها من الشعارات.
كما رفع بعض المتظاهرين لافتات عليها صور لعدد من ضحايا الاحتجاجات، وأخرى تضامنية من أمهات وآباء المحتجين مع أبنائهم.
موكب ٢٦ فبراير.. الآباء والامهات pic.twitter.com/0RShOHWtNj
— Siddig Tawer | صديق تاور (@SiddigKafi) February 26, 2022
كلنا_معاكم
— Hercules هرقل (@Herculesami) February 26, 2022
موكب الآباء والأمهات ضد الانقلاب العسكري #السودان #مليونية26فبراير pic.twitter.com/dITRv6MgBa
موكب الاباء والأمهات لدعم شباب الثورة
— Atif (@elsadig_atif) February 26, 2022
بشارع الستين اليوم السبت 26 فبراير 2022#كلنا_معاكم#مليونية26فبراير pic.twitter.com/3GVrqrzClp
وفي مدينة ود مدني، حمل مئات المتظاهرين الأعلام الوطنية، ورفعوا لافتات عليها عبارات من قبيل "موكب الأمهات والآباء.. لن تسيروا وحدكم".
وشهدت المظاهرات مشاركة لافتة لعائلات ضحايا الاحتجاجات وأصدقائهم وهم يحملون صورهم، داعين لضرورة محاسبة من قتلهم.
وفي وقت سابق اليوم السبت، أعلنت "لجنة أطباء السودان" (غير حكومية)، ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات في البلاد إلى 83 قتيلا، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من دون تعليق من السلطات السودانية التي تنفي عادة مثل هذه الاتهامات.
وقالت اللجنة في بيان "ارتقت صباح اليوم روح الشهيد مهتدي حيدر عثمان (26 سنة) بعد معاناة في العناية المكثفة إثر إصابته برصاص حي في الحوض".
وأضافت أن الراحل أصيب خلال مشاركته في مليونية (مظاهرة) 14 فبراير/شباط، بمدينة أم درمان (غربي العاصمة الخرطوم).
لجنة أطباء السودان المركزية
— لجنة أطباء السودان المركزية-CCSD (@SD_DOCTORS) February 26, 2022
عـــــاجل
ارتقت صباح اليوم 26 فبرايــــر 2022
روح الشهيد: مهتــــدي حيدر عثمان
بعد معاناة في العناية المكثفة إثر إصابته برصاص حي (يرجح سلاح الخرطوش) في الحوض والذي أصيب بها مباشرةً أثناء مشاركته في #مليونية14فبراير بأمدرمان. pic.twitter.com/0EVI9Xjvpv
يأتي ذلك، في وقت تستعد "لجان المقاومة السودانية" لإعلان ميثاق سياسي يهدف إلى "محاسبة الضالعين في انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول"، تزامنا مع إلغاء البعثة الأممية "اليونيتامس" مؤتمرا صحفيا مبرمجا الأحد المقبل، لتقديم نتائج المرحلة الأولية من المشاورات بشأن العملية السياسية في البلاد.
وكشفت اللجان في الخرطوم رسميا، الجمعة، عن طرح إعلان سياسي للتوقيع عليه، الأحد، ويهدف الميثاق لانقلاب "البرهان"، ومحاسبة كل الضالعين فيه من المدنيين والعسكريين، وإلغاء الوثيقة الدستورية ومراجعة الاتفاقيات المبرمة والمراسيم الصادرة منذ 11 أبريل/نيسان 2019.
وتكونت "لجان المقاومة" في المدن والقرى السودانية عقب اندلاع احتجاجات 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وكان لها دور بارز في إدارة المظاهرات بالأحياء والمدن حتى عزل الرئيس السابق عمر البشير ونظامه، في 11 أبريل/نيسان 2019.
وقال بيان أصدرته اللجان إن "ميثاق تأسيس سلطة الشعب الذي عكفت على صياغته تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم يعد طوقا للنجاة وبداية جديدة لاستعادة الديمقراطية في لحظة من أهم لحظات التحول الحرجة على مسار الحراك الثوري الذي يخوضه الشعب ضد الانقلابات العسكرية".
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد السودان أزمة سياسية واحتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها "البرهان"، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.
وقوبل الانقلاب بإدانة دولية واسعة وإجراءات عقابية، لكنه وبعد نحو أربعة أشهر، فإن السودان يشهد فتورا في المبادرات الأممية والدولية لإيجاد حل للأزمة.
وبرغم عدم انقطاع اللقاءات الأممية مع طرفي النزاع، فإن أي تقدم لم يسجل منذ الاستقالة الثانية لرئيس الحكومة "عبدالله حمدوك"، مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.
وطلب "حمدوك" حينها من السودانيين الركون إلى الحوار، في طاولة مستديرة تجمع كافة الأطراف، والقوى السياسية، لرسم خارطة طريق والتوافق على ميثاق وطني، إلا أن ذلك لم يحدث.