حذر الرئيس اللبناني "ميشال عون"، من أن أي محاولة لعزل "حزب الله" عن المشهد اللبناني تعني "حربًا أهلية".

وفي مقابلة مع موقع "أساس ميديا" الإخباري، أجاب "عون"، عما إذا كان حجم الاختلافات مع "حزب الله" قد يؤدي إلى فك التحالف معه، قائلا: "عزل حزب الله يعني حربا أهلية.. فهل نذهب إلى حرب أهلية؟".

‎ثمّ تحدّث "عون" عن إيجابيّة "حزب الله" في التعامل مع المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وكشف للمرّة الأولى: "الحزب منطقيّ، وترك للحكومة التعاطي مع هذا الملفّ، وهو يدعم ما سيتقرّر في هذا المجال في ضوء نتائج المفاوضات والخطّ الرسمي الذي سيُعتمد، سواء كان 23 أو غيره".

وجدد "عون"، ما قاله قبل أسابيع، من أن الوضع في لبنان يحتاج الى "استقرار داخلي"، مؤكدا أن "حزب الله" يلتزم بتنفيذ كل شيء مطلوب منه، ولم يتجاوز بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1701، والتزم بهذا القرار كاملا.

وتتهم دول خليجية "حزب الله" بالسيطرة على النفوذ في لبنان، ووضع قدم لإيران فيها، وهو ما تنفيه بيروت، وتؤكد دوما أن الحزب سياسي، داعية إلى الحوار معه حول ما يمتلكه من سلاح.

وبخصوص الانتخابات النيابية المرتقبة، قال الرئيس اللبناني: "الحالة الوحيدة التي يخشى فيها أن تتأجل الانتخابات بسببها هي المقاطعة السنية".

وأضاف: "لا يمكن احتمال المقاطعة السنية.. شفنا شو صار بـالعام 1992".

وشهدت انتخابات لبنان 1992، مقاطعة واسعة لا سيما بين المسيحيين، الذين اعتبروا أن المسار السياسي الذي كانت تهيمن عليه سوريا في ذلك الوقت "يهمشهم".

وأضاف "عون": "مجلس الوزراء عيّن أعضاء هيئة الإشراف على الانتخابات الشاغرة أماكنهم، أذهب وأنام مرتاحاً لأنّني قمت بكلّ ما يتوجّب عليّ لإجراء الانتخابات.. أمّا إذا أراد أحد تعطيلها فهذا لا يعنيني".

ويدرك الرئيس اللبناني، حجم الامتعاض العامّ من القوى السياسية، ويكشف أنّ الإحصاءات تُظهر بوضوح هذا الامتعاض، قائلا: "60% من الذين يُسألون عمّن سينتخبون، يجيبون: لا أحد".

ومن المقرر إجراء الانتخابات خلال مايو/أيار المقبل، وفق قانون أقر في عام 2017، وتم التخلي فيه عن النظام الأكثري الذي كان متبعا منذ بدايات الجمهورية.

وتكتسي الانتخابات البرلمانية المقررة في لبنان، أهميّة قصوى، كونها الأولى التي تُجرى منذ الحراك الشعبي الذي اندلع عام 2019، وفي ظل إعلان تيار "المستقبل" الذي يتزعمه "سعد الحريري" مقاطعة الانتخابات.

كما أنها تتزامن مع أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان في تاريخه والتي صُنفت باعتبارها أحد أسوأ الأزمات في العالم.

وعن الجدل الذي نشأ بسبب موقف وزارة الخارجية اللبنانية من الهجوم الروسي على أوكرانيا، قال "عون": "موقف لبنان واضح لجهة ضرورة حلّ الخلافات بالحوار، ولا سيما أنّ لبنان واجه خلافات ومواجهات وأحداثاً أمنيّة صعبة انتهت كلّها بالحوار".

وأضاف: "لذلك لبنان مع التفاوض السياسي لحلّ النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا وفق المبادىء المحدّدة في ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية ذات الصلة التي تتوسّل السبل السلميّة لمعالجة النزاعات بين الدول".

وانتقد "حزب الله" اللبناني، السبت، موقف وزارة خارجية بلاده، بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

والخميس، أعلنت وزارة الخارجية، في بيان، أن "لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض".

بيد أن نائب بـ"حزب الله"، قال إن "ما صدر عن وزارة الخارجية اللبنانية لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني، ولا عن موقف الدولة اللبنانية، لأن الموقف لم يصدر عن مجلس الوزراء ولم يناقشه".

وكانت السفارة الروسية في بيروت ردت الجمعة، على بيان الخارجية اللبنانية بالقول إنه "أثار الدهشة لدينا"، معتبرة أن لبنان "خالف سياسة النأي بالنفس، واتخذ طرفا ضد طرف آخر".