صوّت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة لصالح قرار يدين "بأشد العبارات" الغزو الروسي لأوكرانيا، بأغلبية أصوات 141 دولة، بينها الإمارات التي امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن الدولي أواخر الأسبوع الماضي على قرار مماثل.
وتبنّت الجمعية قراراً يطالب روسيا "بالتوقف فوراً عن استخدام القوة ضد أوكرانيا"، فيما عارضت القرار 5 دول هي روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا، وامتنعت 35 دولة عن التصويت، بينها الصين والهند وإيران وباكستان والعراق والجزائر والسودان.
ويطالب القرار الذي قوبل بالتصفيق بعد أكثر من يومين من المداخلات، موسكو "بأن تسحب على نحو فوري وكامل وغير مشروط جميع قواتها العسكرية من أوكرانيا"، و"يدين قرار روسيا زيادة حالة تأهب قواتها النووية".
كما دعا قرار الدورة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة روسيا إلى إلغاء اعترافها باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الأوكرانيتين فوراً.
ويأتي التحول في الموقف الإماراتي بالتزامن مع إعلان سفارة أوكرانيا في الإمارات، الأربعاء، أن الدولة الخليجية أعادت فرض متطلبات تأشيرة الدخول على الأوكرانيين، على خلفية تصاعد الأزمة الحالية.
والجمعة الماضي، امتنعت الإمارات، إلى جانب الصين والهند، عن التصويت على مشروع قرار أمريكي وألباني في مجلس الأمن يدين الغزو الروسي لأوكرانيا ويطالب موسكو بسحب قواتها، واستخدمت روسيا، كما كان متوقعاً، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار.
وشرح مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية "أنور قرقاش" في تغريدة الأحد، أن "موقف الإمارات راسخ إزاء المبادئ الأساسية للأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة الدول ورفض الحلول العسكرية".
وقال: "نؤمن بأن الاصطفاف والتموضع لن يفضي إلا إلى المزيد من العنف، وفي الأزمة الأوكرانية أولوياتنا تشجيع جميع الأطراف لتبني الدبلوماسية والتفاوض لإيجاد تسوية سياسية تنهي هذه الأزمة".
وعلى غرار دول الخليج الأخرى، تقيم الإمارات، الطامحة للعب دور سياسي أكبر على الساحتين الاقليمية والدولية، علاقات أمنية واقتصادية وعسكرية مهمة مع واشنطن، لكن الروابط المتنامية مع موسكو باتت تجبر هذه الدول على السعي لتحقيق توازن صعب في مواقفها.
فبينما سارع العالم لإدانة غزو روسيا لجارتها الأصغر، لزمت السعودية والبحرين وسلطنة عمان الصمت إلى حد كبير، بينما امتنعت الكويت وقطر عن انتقاد موسكو مباشرة واكتفتا بإدانة العنف.
ولطالما كان ينظر إلى الإمارات، ولا سيما إمارة دبي، على أنها نقطة جذب للاستثمارات الروسية، ووجهة النخب الروسية لقضاء الإجازات.
وقفزت التجارة بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي من حوالي 3 مليارات دولار في العام 2016، إلى أكثر من 5 مليارات دولار في 2021، غالبيتها مع الإمارات والسعودية، وفقا لإحصائيات رسمية.
وبصفتها لاعبا رئيسيا في أسواق الطاقة، تقيم كل دول مجلس التعاون الخليجي علاقة مع روسيا في مجال الطاقة، بينما تقود الرياض وموسكو منذ سنوات تحالف "أوبك+"، حيث تتحكمان معا في الإنتاج لتحقيق استقرار في سوق الأسعار.
وتولت الإمارات، الدولة غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن منذ يناير/كانون الثاني، رئاسة المجلس اعتبارًا من الثلاثاء وطيلة شهر مارس/آذار.
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.