اقترب القتال بين القوات الروسية والأوكرانية، الجمعة، من منشأة زابوريجيا النووية، التي تعد الأكبر في أوروبا، ما تسبب باندلاع حريق دفع قادة العالم إلى دقّ ناقوس الخطر والتحذير من وقوع كارثة شاملة.
وتاليا أبرز المعلومات حول المنشأة النووية التي اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقصفها ليلا:
تقع المنشأة في جنوب أوكرانيا على نهر دنيبر، على بعد نحو 525 كيلومترا جنوب تشرنوبيل، حيث وقع أسوأ حادث نووي في التاريخ عام 1986، موقعًا مئات القتلى.
تبلغ الطاقة الإجمالية لمحطة زابوريجيا نحو 6 آلاف ميجاوات، وهي طاقة تكفي لنحو 4 ملايين منزل.
في الأوضاع العادية، تؤمّن المحطة خُمس احتياجات الكهرباء في أوكرانيا، وقرابة نصف الطاقة التي تنتجها المنشآت النووية في البلاد.
بدأت عملية بناء المفاعل الأول في المحطة عام 1979، ويضم المرفق حاليًا 6 مفاعلات (في في إي آر-1000) من الطراز السوفييتي، علمًا أن بناء المفاعل الأخير بدأ عام 1995.
ويقدر عمر كل مفاعل بين 40 و60 عامًا، وقد يطول أكثر مع تقدم التكنولوجيا النووية.
ماذا جرى؟
قالت السلطات الأوكرانية إن القوات الروسية قصفت منشأة زابوريجيا النووية، ما أسفر عن اندلاع حريق في مبنى للتدريب.
وبعد ساعات، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أوكرانيا لم ترصد "أي تغير" في مستوى الإشعاعات في المحطة عقب القصف.
وطمأن مسؤولون أمريكيون أن "المفاعلات في المنشأة محمية من هياكل قوية ويتم إغلاق المفاعلات بشكل آمن".
ومفاعلات زابوريجيا هي من نوع مفاعلات الماء المضغوط، التي تعد من بين الأكثر أمانًا.
وتوجد مفاعلات مماثلة في بلاكوفو على نهر فولجا في جنوب غربي روسيا، وفي كوزلوديو على نهر الدانوب في بلغاريا.
وتم تطوير التصميم الأساسي من مفاعل على غواصة نووية، ما يختلف بشكل كلي عن تصميم مفاعل الغرافيت في تشرنوبيل.
وبخلاف زابوريجيا، جرى تصميم مفاعل تشرنوبيل أساسًا لإنتاح البلوتونيوم، وليس توليد الطاقة.
ماذا عن الإشعاعات؟
تعمل مفاعلات محطة زابوريجيا على الوقود المخصب بيورانيوم 235 (fissile isotope Uranium-235)، ويتم تشغيلها بوساطة نظام تسخين يحول المياه إلى بخار.
وبخلاف مفاعلات أخرى، لا يتم استخدام البخار النووي الملوث لتوليد الطاقة، بل لتشغيل دائرة بخار أخرى غير ملوثة، تشغل بدورها التوربينات.
ويعني ذلك أن مستويات الإشعاع للعاملين في المحطة منخفضة نسبيا.
ووفق مشغل المحطة، تبلغ مستويات الإشعاع الخلفية حول الموقع نحو 0.1 ميكروسيفرت في الساعة، أي أنها ما دون المتوسط العالمي لإشعاع الخلفية، وأقل بكثير من الطيران على متن طائرة أو الخضوع للأشعة السينية.
وخلال كارثة تشرنوبيل، بلغت مستويات الإشعاع نحو 300 سيفرت في الساعة، أي أعلى بملايين المرات.
ما هو الوضع حاليا؟
بعد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2014، طورت كييف أنظمة أمان جديدة تضمن الحماية المادية للمنشآت النووية في أنحاء البلاد، بما في ذلك عمليات تفتيش منتظمة وتقييم مواضع الضعف وتطبيق أنظمة تحكم آلي بالبيانات.
وجرى تعزيز أنظمة الدفاع الجوية فوق زابوريجيا.
وأعلنت أجهزة الطوارئ المحلية أنه بحلول الساعة السادسة والثلث من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي، تم إخماد حريق خلّفه القصف الروسي على المحطة، مؤكدة عدم وقوع أي ضحايا.
لكن الحريق الذي استمر لوقت قصير لم يمر دون ردود فعل فورية قوية، إذ حذر رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" من أن تصرفات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" "المتهورة" يمكن أن "تهدد مباشرة سلامة أوروبا بأسرها".
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ لبحث هذه المسألة.
بدوره، ندد الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" بالهجوم، مطالبًا بمساعدة دولية.
وقال: "إذا حدث انفجار، فستكون نهاية كل شيء، ستكون نهاية أوروبا"، مضيفًا: "وحده تحرك أوروبي فوري يمكنه أن يوقف القوات الروسية".