اعتبر مسؤول سعودي بارز أن سيطرة جماعة "الحوثي" اليمنية، المدعومة من إيران، على محافظة مأرب (وسط) تعني خسارة الحرب وفقدان الأمن والاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول المذكور لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأحد، بالتزامن مع تصعيد قوات التحالف بقيادة السعودية، قصفها الجوي وضرباتها الصاروخية ضد الحوثيين لمنعهم من السيطرة الكاملة على شمال البلاد.
ونفذ التحالف بقيادة السعودية، ما يقرب من 700 غارة جوية في فبراير/شباط؛ ما يجعلها فترة القصف الأكثر شدة منذ 2018. وفي الأشهر الأربعة الماضية، قُتل أو جُرح أكثر من 1500 مدني يمني، ارتفاعًا من 823 في الأشهر الأربعة الماضية، وكانت الغارات الجوية للتحالف السعودي مسؤولة عن الغالبية العظمى من الضحايا، وفق الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن السعودية وحلفاؤها، مع وكلائها المحليين، يحاولون التمسك بالأراضي التي تقع تحت سيطرتهم، بالتزامن مع تقليص واشنطن دعمها للصراع، وتكثيف ضرباتهم الجوية؛ من أجل تغيير مسار الحرب في اليمن ودفع الحوثيين للتفاوض.
ويقول المسؤولون السعوديون إن الهدف الرئيسي من الضربات الجوية يتمثل في محاولة إجبار الحوثيين على التراجع وإلحاق الأذى بهم بدرجة كافية تجعلهم يشعرون أنهم مضطرون للتفاوض على إنهاء الحرب، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات السلام تعثرت منذ شهور مع محاولة الحوثيين السيطرة على مأرب.
وفي غضون ذلك، حثت الولايات المتحدة والأمم المتحدة السعودية على تخفيف ضرباتها الجوية، لكن المسؤولين في الرياض واليمن يقولون إنهم يعتزمون ضرب الحوثيين بشكل أقوى.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ "سلطان العرادة"، محافظ مأرب الذي دمر منزله في سبتمبر / أيلول بصاروخين باليستيين اطلقهما الحوثيون: "علينا مواصلة القتال.. هذا هو المسار الصحيح، لكنه مجرد البداية".
ويقول المقاتلون المدعومين من السعودية إنهم حققوا بعض المكاسب في الأسابيع الأخيرة.
لكن على الرغم من ذلك، لا يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء وجزء كبير من المرتفعات الشمالية في البلاد، بينما تحتفظ الحكومة اليمنية المنقسمة وحلفاؤها بالسيطرة الهشة في الجنوب والشرق.
وإذا استولى الحوثيون على مأرب؛ فسيمنحهم ذلك سيطرة فعّالة على شمال اليمن بالكامل، إلى جانب أموال النفط التي يمكنهم استخدامها لمواصلة تمويل معركتهم.
