من خلال بن سلمان.. كيف جعلت لوكهيد مارتن نظام "ثاد" لا غنى عنه للسعودية؟

الثلاثاء 15 مارس 2022 03:43 م

نفذت شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية لصناعة الطائرات وأنظمة التسليح الصواريخ ما يشبه استراتيجية استباقية للاستحواذ على كواليس مهمة داخل القطاع الدفاعي السعودي بشكل غير مسبوق، حتى بات نظام "ثاد" للدفاع الجوي، والمضاد للطائرات والصواريخ الباليستية أحد أكثر الأنظمة التي لم تعد تستغني عنها الرياض التي باتت تعاني بازدياد من هجمات باليستية حوثية وإيرانية.

ما سبق كان خلاصة تقرير نشرته مجلة "إنتلجنس أونلاين" الفرنسية، وترجمه "الخليج الجديد"، تعليقا على إعلان السعودية، في 7 مارس/آذار الجاري، التوصل لاتفاق مع "لوكهيد مارتن" على تصنيع أجزاء من منظومة "ثاد" الصاروخية للدفاع الجوي في المملكة، الساعية لتعزيز قدراتها لمواجهة هجمات متمردي اليمن.

حينها، نشرت وكالة الأنباء السعودية أن الهيئة العامة للصناعات العسكرية، أعلنت موافقتها على "مشروعي توطين صناعة منصات إطلاق صواريخ الاعتراض بالإضافة إلى تصنيع حاويات الصواريخ محلياً".

وتابعت أنّ هذا سيتم "بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن العربية السعودية المحدودة، التي تأتي كأحد مشاريع توطين منظومة الدفاع الجوي الصاروخي (ثاد)".

وشركة "لوكهيد مارتن العربية السعودية المحدودة"، هي الفرع المحلي للشركة الأم الأمريكية.

وقالت المجلة الفرنسة إن هذا الإعلان جاء في أروقة معرض الدفاع العالمي الأول، الذي جمع جميع الصناعيين الدفاعيين في الرياض في الفترة من 6 إلى 9 مارس/آذار الجاري، وعلى لسان "قاسم الميمني"، نائب محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية.

وأشارت المجلة إلى أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، سمحت الطبيعة المتسرعة لصفقة في هذا الوقت، والتي تزودت بموجبها الرياض بنظام "ثاد" مقابل 15 مليار دولار، لشركة "لوكهيد مارتن" بتجاوز مؤسسات الدفاع في المملكة، وعلى رأسها الشركة السعودية للصناعات العسكرية "سامي"، وهي الشركة التي أنشأها "محمد بن سلمان" للتفاوض بشأن عمليات نقل التكنولوجيا العسكرية وتوطينها.

وقالت "إنتلجنس أونلاين" إن فريقا من "لوكهيد مارتن"، متخصص في نظام "ثاد" ومتكامل ومتداخل بشكل جيد في النظام الدفاعي السعودي، لعب دوره على أكمل وجه لإقرار صفقة 2018، والصفقة الجديدة التي أعلن عنها قبل أيام.

وفي الواقع، بحسب التقرير، فإن مدير فرع السعودية وأفريقيا في "لوكهيد مارتن" منذ سبتمبر/أيلول 2018، "جوزيف رانك"، ليس سوى ملحق الدفاع السابق في سفارات الولايات المتحدة في صنعاء وبيروت وعمان وأبوظبي.

وخلال الفترة التي قضاها في العاصمة الإماراتية، قاد "رانك" أحد أكبر برامج المبيعات العسكرية الخارجية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، للإمارات بقيمة إجمالية قدرها 22 مليار دولار بين عامي 2015 و2017، حيث أشرف على أول نشر لنظام الدفاع الصاروخي "ثاد" خارج الولايات المتحدة.

وهناك، نجح "رانك" في استقطاب المواطن السعودي صاحب الخبرات "خلف الخطالمي" بعيدا عن "الشركة السعودية للصناعات العسكرية"، وعهد إليه ببرنامج "ثاد" التابع لشركة "لوكهيد مارتن" في المملكة.

وكان "الخطالمي" قد خدم سابقًا في الجيش السعودي كطيار في البحرية، وفي فرع "بوينج" في الرياض كمدير لتحديث أساطيل طائرات الهليكوبتر السعودية من طراز F-15 و AH-64 Apache.

بالإضافة إلى ذلك، حافظ "جوزيف رانك" على اتصالات منتظمة مع مسؤولين دفاعيين سعوديين، بمن في ذلك نائب قائد سلاح الجو الملكي السعودي "طلال بن سليمان الغامدي"، المسؤول عن انتشار "ثاد" داخل القوات المسلحة السعودية، وكذلك لعب نائبه "كيليتين جوردان" دورا مهما، كمندوب من الشركة الأمريكية لتوطين الصناعات في المملكة.

وتستمر المجلة بسرد أبعاد الاستراتيجية الأمريكية قائلة إن العديد من المديرين التنفيذيين لـ"الشركة السعودية للصناعات العسكرية" الذين يسافرون إلى الولايات المتحدة شاركوا بصورة منتظمة في جولات نظمتها شركة "لوكهيد مارتن".

كما أصبح الفرع السعودي للمجموعة الأمريكية أقرب إلى شبكة أعمال يقودها مباشرة ولي العهد "محمد بن سلمان"، وصندوق الاستثمارات العامة، وأيضًا من قبل شركة "دسر" (مملوكة بنسبة 50% لصندوق الاستثمارات العامة) والهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية (SAGIA).

أيضا، عمل "جوزيف رانك" مع برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية المؤثر (NIDLP)، الذي أنشأه "بن سلمان" في عام 2019 للإشراف على الهيئات الحكومية المسؤولة عن التنمية الصناعية في البلاد في إطار رؤية السعودية 2030، ويرأسه الرئيس التنفيذي السابق لشركة "أرامكو" السعودية، "خالد الفالح"، الذي أصبح وزيرا للاستثمار.

ويسيطر NIDPL على 10 قطاعات واعدة في الاقتصاد السعودي في المستقبل، مثل صناعة الدفاع، والتي تضم حوالي 40 مجموعة عامة، بما في ذلك "سامي".

وقال التقرير إن تصعيد الحوثيين لهجماتهم على السعودية والإمارات، بعد تكبدهم خسائر فادحة في مأرب اليمنية، عزز استراتيجية "لوكهيد مارتن" الاستباقية في السعودية، خاصة بعد إعلان الجيش الإماراتي نجاح "ثاد" في  اعتراض صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإسرائيلي "يسحق هرتسوج" إلى أبوظبي في 30 يناير/كانون الثاني الماضي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لوكهيد مارتن ثاد دفاع جوي هجمات حوثية الشركة السعودية للصناعات الدفاعية العلاقات السعودية الأمريكية

مليار دولار دفعة سعودية أولى لشراء منظومة ثاد الدفاعية

وثيقة تكشف موعد ومواقع نشر وتخزين منظومة ثاد الصاروخية في السعودية