أشاد وزير الخارجية الروسي، "سيرجي لافروف" بـ"الموقف المتوازن" الذي تتخذه دولة الإمارات إزاء آخر مستجدات الوضع في أوكرانيا، حيث تشن موسكو عملية عسكرية في الأراضي الأوكرانية.
جاء ذلك في مستهل محادثات مع نظيره الإماراتي "عبدالله بن زايد" في موسكو، الخميس، وفق إعلام روسي.
وأقر "لافروف" بأن مستجدات الوضع في أوكرانيا تتصدر الأجندة الدولية حاليا، مبديا نيته إطلاع الوزير الإماراتي على "الخطوات التي تتخذها روسيا بغية حل المشاكل المتراكمة هناك منذ سنوات".
وتابع: "في الوقت نفسه أود التعبير عن امتناننا لموقف الإمارات المدروس والمتوازن إزاء هذا الوضع".
وأشار "لافروف" إلى أن الاتصالات المستمرة بين روسيا والإمارات "تؤكد الطابع الخاص الذي تتمتع به العلاقات بين الدولتين وسعي قيادتهما المشترك إلى مواصلة تطويرها في كافة الاتجاهات".
و"عبدالله بن زايد" هو رابع وزير خارجية أجنبي يزور موسكو منذ مطلع الشهر الجاري، بعد محادثات أجراها "لافروف" هناك مع نظرائه التركي "مولود جاويش أوغلو" الأربعاء، والإيراني "حسين أمير عبداللهيان" الثلاثاء، والقطري "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني" الإثنين.
والشهر الماضي، امتنعت الإمارات، إلى جانب الصين والهند، عن التصويت على مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن يدين الغزو الروسي لأوكرانيا ويطالب موسكو بسحب قواتها، واستخدمت روسيا، كما كان متوقعاً، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار.
وبعد غضب دولي تجاهها إثر تأييدها الضمني للحرب الروسية على أوكرانيا، صوتت الإمارات في الثاني من الشهر الجاري، لصالح قرار يدين "بأشد العبارات" الغزو الروسي، وذلك في موقف مغاير لتوجهاتها السابقة.
وعلى غرار دول الخليج الأخرى، تقيم الإمارات، الطامحة للعب دور سياسي أكبر على الساحتين الإقليمية والدولية، علاقات أمنية واقتصادية وعسكرية مهمة مع واشنطن، لكن الروابط المتنامية مع موسكو باتت تجبرها على السعي لتحقيق توازن صعب في مواقفها.
وقفزت التجارة بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي من حوالي 3 مليارات دولار في العام 2016، إلى أكثر من 5 مليارات دولار في 2021، غالبيتها مع الإمارات والسعودية، وفقا لإحصائيات رسمية.
وأطلقت روسيا فجر 24 فبراير/شباط الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.