مفاجأة الضمانات الأمريكية المكتوبة لإيران وروسيا
روسيا وايران بهذا المعنى انتزعتا ضمانات مكتوبة من واشنطن، وفي ذروة الاشتباك الامريكي الروسي في اوكرانيا.
أكد مسؤول أمريكي أن المبنى الذي أصابته صواريخ الحرس الثوري الإيراني الباليستية في أربيل كان بالفعل منشأة تدريب إسرائيلية.
ضمانات نصية من أمريكا تم إدراجها في نص الاتفاق عينه حول استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
هل تعني الضمانات أن أمريكا تعمل بيأس على توفير النفط ومشتقاته للأسواق العالمية ولو على حساب حلفائها بالخليج بل والكيان الصهيوني ذاته؟
توفر الوثائق الأمريكية حماية لكل المشاريع المقتضى تنفيذها بموجب خطة العمل وبمشاركة شركات وخبراء روس بما فيه تعاونهم مع إيران ضمن محطة بوشهر النووية.
* * *
فاجأ سيرغي لافروف الصحفيين والمراقبين في المؤتمر الصحفي الذي جمعة في موسكو اليوم الثلاثاء بوزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان بالقول:
"لقد تلقينا ضمانات نصية من الولايات المتحدة، وتم إدراجها في نص الاتفاق عينه حول استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني".
يبدو ان القصف الذي قامت به ايران لأحد المواقع القريبة من القنصلية الامريكية في أربيل مركز كردستان العراق يوم أول امس الاثنين أتى أُكله؛ اذ كشف لافروف في المؤتمر الصحفي أن الوثائق الامريكية توفر حماية لكل المشاريع المقتضى بتنفيذها بموجب خطة العمل، ومنها مشاركة شركات وخبراء روس، بما في ذلك تعاونهم مع الجانب الإيراني ضمن مشروع محطة بوشهر النووية.
روسيا وايران بهذا المعنى انتزعتا ضمانات مكتوبة من واشنطن، وفي ذروة الاشتباك الامريكي الروسي في اوكرانيا، فهل يعني ذلك ان امريكا تعمل بيأس على توفير النفط ومشتقاته للاسواق العالمية، وإن كان على حساب حلفائها في الخليج العربي ومن ضمنها السعودية والامارات العربية المتحدة، بل الكيان الصهيوني ذاته، خصوصًا ان مسؤولا امريكيا مطلعا اكد لصحيفة "نيويورك تايمز" أن المبنى الذي أصابته الصواريخ الباليستية للحرس الثوري الإيراني في أربيل كان بالفعل منشأة تدريب إسرائيلية.
واشنطن تُصعد في أوكرانيا، ولكنها في المقابل تفقد المزيد من المساحات في العالم بما فيها منطقة الخليج العربي وأمريكا الجنوبية ممثلة بفنزويلا والأرجنتين والبرازيل حيث النفط والتجارة مع الخصم الصيني تتسع وتزاداد أهمية لدول القارة اللاتينية، وهي تتمدد باتجاه الخليج العربي بتسارع كبير في الآن ذاته.
لعل أكثر صور هذا التسارع الدعوة الرسمية التي قدمتها القيادة السعودية للرئيس الصيني شي جينبنغ لزيارة المملكة العربية السعودية بعد ساعات قليلة من اللقاء الفاشل الذي جمع جيك سوليفان مستشار الامن القومي الامريكي بعضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي الصيني مسؤول لجنة الشؤون الخارجية يانغ جيتشي في روما يوم امس الاثنين؛ لقاءٌ انتهى بتهديدات أمريكية لبكين في حال تقديمها المساعدة والدعم لروسيا في حملتها العسكرية على اوكرانيا.
العالم يتغير بسرعة، ومساحة الاشتباك الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والأمني تتسع لدرجة أن القصف الإيراني لموقع قريب من القنصلية الامريكية في أربيل وجد صداه في موسكو والرياض وبكين، فمن قال إن قصف تل ابيب لن يجدي نفعًا، ولن يترك أثرًا عالميا في حال شهدنا تصعديا كبيرا في رمضان القادم في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ختامًا.. العالم يتغير والساحات كلها باتت مرشحة لمزيد من التصعيد والاشتعال، ولمزيد من النزيف الإستراتيجي الذي لن يقتصر على روسيا؛ فأمريكا شريك في هذ الفوضى وهي تدفع حصتها أيضًا.
* حازم عياد كاتب وباحث سياسي