طالبان تعين رئيسا جديدا للوزراء في أفغانستان.. من هو الملا برادر؟

الخميس 24 مارس 2022 12:04 م

أعلنت "طالبان" في أفغانستان، عن تغييرات في مناصبها العليا، الخميس، بعد اجتماع استمر لمدة يومين في مدينة قندهار (جنوبي البلاد).

وأسفر الاجتماع عن تغييرات حكومية شملت تعيين الملا "عبدالغني برادر"، رئيسا للوزراء، بدلا من الملا "حسن أخوند".

كما تقرر تعيين "خليفة سراج الدين حقاني" وزيرا الداخلية بالوكالة، إلى جانب منصب النائب الأول لرئيس الوزراء.

وفي المقابل، يبقى وزراء الحكومة الآخرون في مناصبهم بصفة مؤقتة، إلى حين الاتفاق على تعيين وزراء جدد.

وكان "برادر"، يتولى منصب نائب رئيس الوزراء ورئيس المكتب السياسي لـ"طالبان".

وفي هذه السطور، نستعرض السيرة الذاتية لـ"برادر"، وكيف اعتقلته المخابرات الأمريكية بمساعدة الباكستانيين في مدينة كراتشي، ولماذا اعتقل؟ ولماذا فشلت جهود الرئيس الأفغاني السابق في الإفراج عنه؟ وكيف خرج من السجن وصار نائبا للشؤون السياسية لزعيم "طالبان" ورئيس مكتبها السياسي لاحقا في قطر؟ إلى أن وصل لرئيس الحكومة الأفغانية.

ولد الملا "عبدالغني برادر"، عام 1968 في مديرية ده راوت بولاية أروزغان (جنوبي أفغانستان)، وينتمي إلى قبيلة "بوبل زاي" الشهيرة في الولايات الجنوبية.

حارب الملا "برادر" خلال الثمانينات في الحرب السوفييتية الأفغانية، في مديرية بنجواي بولاية قندهار.

سمي "برادر" (الأخ) لعلاقة الصداقة بينه وبين مؤسس حركة "طالبان"، وأدار لاحقا مدرسة دينية في مديرية ميوند بولاية قندهار، وأسسا فيها "طالبان"، وكان أحد الرجال الأربعة الذين أسسوا الحركة في أفغانستان عام 1994.

شغل "برادر" (1996-2001) عدة مناصب في حركة "طالبان"، من أهمها حاكم ولايتي نيمروز وهرات، ومسؤول عسكري في غربي أفغانستان.

حسب وثيقة لوزارة الخارجية الأمريكية، فإنه تولى نائب رئيس أركان الجيش، وقائد فيلق الجيش المركزي في العاصمة كابل.

شغل منصب نائب مؤسس حركة "طالبان" الملا "محمد عمر" (صهره)، الذي توفي عام 2013 في ظروف غامضة.

وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 والإطاحة بحكومة حركة "طالبان"، أصبح الملا "برادر" الشخصية المحورية للحركة وقائد عملياتها.

وبعد الإطاحة بـ"طالبان" بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، قررت قيادة الحركة مغادرة الأراضي الأفغانية، لأن عددا كبيرا من القيادات العسكرية قتلوا في الغارات الأمريكية، وأشهرهم الملا "داد الله" الذي قتل في ولاية هلمند (جنوبي أفغانستان) عام 2007، وتتحدث مصادر عن أنه كان منافسا للملا "برادر".

بعد مقتل "داد الله"، ارتقى الملا "برادر"، إلى قيادة مجلس شورى "طالبان"، وأصبح الزعيم الفعلي بتوصية مباشرة من مؤسس الحركة الملا "محمد عمر".

برز دوره كقائد وصاحب رؤية عسكرية، وبسبب دوره المحوري في الحركة، يُعتقد أنه كان يتولى القيادة بشكل مباشر، وكذلك التحكم في الأمور المالية المتعلقة بها.

وكان له دور كبير في كل الحروب التي خاضتها "طالبان" في أفغانستان، وكان ضمن القيادة العليا في مناطق هيرات وكابل، وعند إسقاط الحركة من الحكم في أفغانستان، كان الملا "برادر" نائباً لوزير الدفاع.

ورغم أنشطته العسكرية، ورد أن الملا "برادر"، كان وراء العديد من المحاولات لبدء محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، وتحديدا في عامي 2004 و2009.

في فبراير/شباط 2010، رأت المخابرات الباكستانية والأمريكية، أن الملا "برادر" يغرد خارج السرب، فتم اعتقاله في مدينة كراتشي الباكستانية، ما مثل ضربة قاسية لعملية المفاوضات التي بدأها بموافقة الملا "محمد عمر"، مع الرئيس الأفغاني السابق "حامد كرزاي"، الذي ينتمي إلى القبيلة نفسها، وإثر اعتقاله توقفت العملية 10 سنوات.

حاول "كرزاي" مع عدة حكومات باكستانية إطلاق سراح الملا "برادر" من أجل دفع عملية المفاوضات، لكن الباكستانيين رفضوا طلب الحكومة الأفغانية باستمرار.

في عام 2018، أفرج عن الملا "برادر"، بناء على طلب من المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان "زلماي خليل زاد".

بعد إطلاق سراحه، عيّنه زعيم حركة "طالبان" الشيخ "هبة الله آخوند زاده" نائبا للشؤون السياسة ورئيس المكتب السياسي في الدوحة.

ويعد "برادر"، هو القيادي الوحيد في حركة "طالبان" الذي تحدث إلى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، لمدة 35 دقيقة بشأن المفاوضات بين الطرفين.

قاد المفاوضات مع الأمريكيين التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تأتِ بنتيجة.

في 29 فبراير/شباط 2020، شارك في توقيع اتفاقية سلام تاريخية مع الولايات المتحدة، واعتبرتها حينها إدارة "ترامب"، خطوة حقيقية نحو تحقيق السلام.

تولى بعد ذلك رئاسة الوفود التي سافرت إلى عدة دول في العالم، سعيًا من الحركة للحصول على اعتراف وقبول دولي، قبل أن يلتقي في سبتمبر/أيلول 2020، وزير خارجية الولايات المتحدة "مايك بومبيو" في قطر.

يحظى الملا "برادر" باحترام مختلف فصائل "طالبان" التي تصغي إليه.

تمكن "برادر" من بناء علاقات مع عدد من الدول، من بينها روسيا والصين ودولة قطر، لكنه يواجه منافسة من بعض القيادات التي يمكن وصفها بـ"الصقور".

في 28 يوليو/تموز 2021، ترأس "برادر" وفدا من الحركة وأجرى زيارة إلى الصين، حيث التقى وزير الخارجية "وانج يي"، ونائب وزير الخارجية والممثل الصيني الخاص لشؤون أفغانستان.

كما شارك في الأيام الأخيرة في محادثات فاشلة مع إدارة الرئيس السابق "أشرف غني"، الذي فر من أفغانستان في 15 أغسطس/أب.

في 15 أغسطس/آب 2021، وبعد سيطرة الحركة على كابل، قال في شريط فيديو بُث على شبكات التواصل الاجتماعي: "حان الوقت الآن لتقييم الأوضاع وإثبات حسن النوايا، واليوم يجب أن نظهر أنه يمكننا خدمة أمتنا وضمان سلامتها وراحتها في كل أوجه الحياة"، داعيا في الوقت نفسه قواته للالتزام بالانضباط.

وفي 17 أغسطس/آب 2021، عاد إلى قندهار وبعدها بـ4 أيام وصل إلى كابل، حيث كانت المرة الأولى التي يعود فيها زعيم كبير في حركة "طالبان" علنا إلى كابل منذ عقدين.

في 23 أغسطس/آب 2021، عقد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "وليام برنز" اجتماعا سريا في مطار كابل مع الملا "برادر"، وهذا اللقاء هو الأعلى مستوى بين مسؤول أمريكي وآخر في "طالبان" منذ دخول العاصمة الأفغانية كابل.

تقرر تعيينه نائبا لرئيس أول حكومة تشكلها "طالبان" عقب السيطرة على أفغانستان، قبل أن يحصل على ثقة الحركة ليكون رئيسا جديدا للحكومة الأفغانية.

وتسعى الحركة المتشددة إلى انتزاع اعتراف دولي بحكمها لأفغانستان، وتحسين صورتها أمام العالم من أجل استعادة دعم ضروري لمواجهة تحديات اقتصادية خانقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان حكومة طالبان برادر عبدالغني برادر

بلومبرج: عبدالغني برادر أمام مهمة دقيقة لإقناع العالم بحكومة طالبان

عبدالغني برادر.. شبح طالبان القوي رئيسا محتملا لأفغانستان