سلطت صحيفة أمريكية الضوء، السبت، على انعكاسات الحرب في أوكرانيا على البلدان العربية والمسلمة مع اقتراب شهر رمضان ومخاوف من تأثيرها على أهم مادة في الإفطار، ما يهدد بعودة "شبح" الربيع العربي من جديد.
وذكرت "واشنطن بوست"، في تقرير لها، أن الخبز، الذي يعد المادة الأساسية في شهر رمضان، قد يؤدي ارتفاع سعره بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى تذمر شعبي في البلدان المسلمة.
وأوضحت الصحيفة أن سعر القمح ارتفع، منذ بعد بداية غزو روسيا لجارتها أوكرانيا، وهما من أهم مصدري القمح في العالم وموردين أساسيين للمادة في العالم العربي، ونتيجة لذلك، ارتفع سعر الخبز في جميع بلدان المنطقة.
وأضافت أن برنامج الأغذية العالمي يحذر من زيادة الجوع في عدد من البلدان، وأن منظمات حقوق الإنسان تقول إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معرضة للخطر بشكل خاص بسبب نظامها الغذائي الغني بالقمح.
وأشار التقرير إلى أن احتجاجات حدثت بالفعل على أسعار المواد الغذائية في العراق، وفي لبنان بسبب ارتفاع أسعار الخبز.
ومنذ احتجاجات الربيع العربي، تفادت الأنظمة العربية اضطرابات سياسية، لكن الارتفاع الناجم عن الحرب في أوكرانيا هو الأكثر حدة منذ أكثر من عقد من الزمان، ويأتي في وقت يشهد اضطرابات سياسية في معظم أنحاء الشرق الأوسط.
وتابعت "واشنطن بوست" أن ارتفاع سعر الخبز يأتي في وقت تشهد فيه دول عربية اضطرابات، إذ لا وجود لبرلمانات وحكومات فاعلة في لبنان والعراق، فيما اختفت الديمقراطية التونسية من قبل "مستبد"، في إشارة إلى الرئيس "قيس سعيد"، بحسب تعبيرها، وسط مخاوف من أن ليبيا قد تنزلق مرة أخرى إلى حرب أهلية، ومؤشرات على تراجع الجيش السوداني عن وعده بتسليم السلطة للمدنيين.
وبحسب الصحيفة، فإنه ليس من الصعب تخيل غضب كبير من تضخم الغذاء قد يحول الاضطرابات السياسية في العديد من تلك البلدان إلى اشتباكات عنيفة بين الشعوب وحكوماتها، مشيرة إلى أنه "يجب على القادة العرب أن يقلقوا".
