جوائز أوسكار.. كواد يكسح وفوز أول أصم وصفعة سميث تقلب الأجواء

الاثنين 28 مارس 2022 06:32 ص

مفاجآت غير متوقعة وأحداث ساخنة، شهدها مسرح دولبي في هوليود، التزامن مع عودة جوائز الأوسكار الـ94، حيث تم تكريم أفضل الأفلام من العام الماضي، من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.

الحفل شهد جدلا واسعا، قبل وقد واجه الحفل جدلًا قبل وقت طويل من بدايته، عندما أُعلن في فبراير/شباط أنه سيتم تقديم 8 جوائز فقط، من أجل تقصير البث، وإتاحة المزيد من الوقت للخطابات والنمر الموسيقية، قبل أن يتم التراجع عن هذه الخطوة.

وبينما عاد حفل توزيع جوائز الأوسكار إلى منزله المعتاد بعد حفل تم تعديله العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19، ظلت بعض البروتوكولات سارية، طُلب من جميع الحاضرين إظهار دليل على التطعيم أو إعفاء طبي صالح.

وقدم العرض كل من "ريجينا هول" و"إيمي شومر" و"واندا سايكس"، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها حفل توزيع الجوائز عدة مضيفين، منذ أن شاركت "آن هاثاواي" و"جيمس فرانكو"، في تقديم الحفل الـ83 في عام 2011.

وشهد الحفل اعتداء الممثل الأمريكي "ويل سميث"، على الكوميديان "كريس روك"، مقدم حفل توزيع جوائز الأوسكار، في مشهد صدم الحضور.

وكان "روك"، قد سخر من الرأس الحليق لـ"جادا بينكت سميث" زوجة "سميث"، وهي مصابة بمرض يؤدي إلى تساقط الشعر بكثافة.

فما كان من "سميث"، إلا أن خرج من مقعده، وصفع "روك" على وجهه، وسط ضحك الحضور الذين ظنوا أن الأمر كله دعابة متفق عليها.

لكن حين عاد "سميث" إلى مقعده، وبدأ في توجيه السباب النابي إلى "روك"، أدرك الجميع أن الشجار حقيقي.

وقال "سميث" مخاطبا "روك": "أبق اسم زوجتي بعيدًا عن فمك اللعين".

ولاحقا، توجه الممثل باكيا "بالاعتذار من الأكاديمية" (الجهة القائمة على جوائز الأوسكار)، وذلك بعدما أثار ذهولا لدى الحاضرين بعد صفعة "روك"، وقال: "الحب يجعلكم تقومون بأمور مجنونة".

وفاز فيلم "كثيب" بـ4 جوائز هي أفضل صوت وتصميم الإنتاج وموسيقى تصويرية والمونتاج قبل بدء الحفل الأصلي، ثم أضاف جائزتي أفضل تصوير وأفضل مؤثرات بصرية في وقت لاحق من الحفل.

وعلى الرغم من تصدر فيلم "قوة الكلب" (The Power of the Dog) ترشيحات الأوسكار بما مجموعه 12 ترشيحًا، وحصول اقتباس "دينيس فيلنوف" لرواية الخيال العلمي الملحمية "كثيب" (Dune)  لـ"فرانك هربرت" على 10 ترشيحات.

إلا أن أتت الجوائز أتت بالكثير من المفاجآت غير المتوقعة، ففيلم "قوة الكلب" صاحب أكبر عدد من الترشيحات فاز بجائزة واحدة فقط، وهي أفضل مخرجة، بينما فيلم "كودا" (CODA) الذي ترشح لـ3 جوائز فقط هي أفضل ممثل في دور مساعد وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل فيلم فاز بها جميعًا، بما فيها الجائزة الكبرى والأهم على الإطلاق، لينصب أفضل أفلام العام.

نافس "كودا" 9 أفلام أخرى، بعضها فاز بجوائز سابقة مثل "قودي سيارتي" و"قوة الكلب"، لكن يبدو أن اتجاه الأكاديمية هذا العام هو الجنوح للأفلام البسيطة والتقليدية، لتختار فيلمًا معاد إنتاجه، مقتبسًا عن عمل فرنسي.

وبهذه الضربة غير المتوقعة فازت منصة "آبل" صاحبة عرض فيلم "كودا" على منصة "نتفليكس" منتجة فيلم "قوة الكلب"، في شرف أول فيلم معروض على منصة إلكترونية، يحصل على أوسكار أفضل فيلم.

كما فاز النجم الأسمر "ويل سميث" بأوسكار أفضل ممثل لأول مرة عن فيلمه "الملك ريتشارد" (King Richard)  بعد منافسة قوية للغاية مع النجوم "بيندكت كمبرباتش" و"أندرو غارفيلد" و"خافيير بارديم" و"دينزل واشنطن".

وقدم "سميث" دور "ريتشارد ويليامز" والد "فينوس" و"سيرينا ويليامز" لاعبتي التنس الأسطورتين، حيث عمل هذا الأب على بناء المسيرة الرياضية لابنتيه، قبل حتى ولادتهما، وقد أعد للطفلتين برنامجًا رياضيًا محددًا منذ نعومة أظفارهما، متحديًا صعوبات مثل الفقر والعرق في رياضة كانت حكرًا في السابق على أصحاب البشرة البيضاء.

وكذلك فازت الممثلة "جيسيكا تشاستين" بالأوسكار الأولى لها عن دورها في الفيلم المقتبس عن قصة حقيقية "عيون تامي فاي" (The Eyes of Tammy Faye)، الذي قدمت فيه دور "تامي فاي" الفتاة الجامعية التي تركت دراستها لمساعدة زوجها الشاب في نجاحه كواحد من أشهر رجال الدين في الولايات المتحدة، قبل أن تنقلب حياتها رأسًا على عقب، مع الكشف عن الفضائح المالية لزوجها ومؤسسته الدينية.

وافتتحت النجمة "بيونسيه" حفل توزيع جوائز الأوسكار بأغنيتها "كن على قيد الحياة" (Be Alive) من فيلم "الملك ريتشارد".

وقدمت "بيونسيه" لاعبتي التنس "سيرينا" و"فينوس ويليامز"، اللتين دارت أحداث الفيلم حول بداية مسيرتهما الرياضية، والدور الذي لعبه والدهما في نجاحهما.

وقالت "فينوس"، مشيرة إلى ملاعب التنس التي تم تصوير فيديو الأغنية فيه: "نحن فخورون بأن ينضم إلينا بعض عشاق الأفلام المميزين في مكان لعب دورًا مهمًا في حياتنا".

وأكملت "سيرينا": "ملاعب التنس في مسقط رأسنا في قلب كومبتون الجميلة، المركز النابض بالحياة في لوس أنجلوس، حيث نشأنا".

ونافست "ديزني" نفسها في فئة أفلام الرسوم المتحركة ككل عام، وقد قدمت 3 أعمال لهذه الفئة من أفلام 2021، هي "إنكانتو" (Encanto) و"لوكا" (Luca) و"ريا والتنين الأخير" (Raya and the Last Dragon)  في منافسة غير عادلة مع فيلمين فقط من خارجها، وهما "فِرار" (Flee) و"عائلة ميتشل مقابل الآلات" (The Mitchells vs the Machines).

ولكن مثل كل عام أيضًا، ما عدا استثناءات قليلة، فاز فيلم "بيكسار" وديزني "إنكانتو" بأوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة، وهو فيلم واقعية سحرية، تدور أحداثه في كولومبيا، حول عائلة "المادريغال" الذين يمتلكون كلهم قوى سحرية ما عدا "ميرابيل" المراهقة، التي يقع عليها عبء إنقاذ أسرتها في النهاية، رغم كونها بشرية عادية.

أما فئة أفضل ممثل وأفضل ممثلة مساعدة هي من أكثر الفئات تنافسية هذا العام، ففي كل منها عدد من المرشحين الذين قدموا أداءات مميزة للغاية كانت أساسية لنجاح هذه الأعمال.

وفي فئة أفضل ممثل مساعد، تنافس من فيلم "قوة الكلب"" (Power Of The Dog) جيسي بليموث" و"كودي سميت ماكفي"، ومن فيلم "بلفاست"" (Belfast) سياران هيندز"، و"جي كيه سيمونز" من فيلم "أن تكون من آل ريكاردو"  (Being the Ricardos).

أما بجائزة أفضل ممثل مساعد، فحصل عليها الممثل الأصم "تروي كوتسور" عن فيلم "كودا" (Coda)، الفيلم الأول الذي حصل على ترشح لأفضل فيلم، ويتكون أغلب فريق ممثليه الأساسي من ممثلين يعانون من الصمم.

أما في فئة أفضل ممثلة مساعدة فكانت المنافسة بين "جيسي بكلي" في فيلم "الابنة الضائعة" (The Lost Daughter)  والمخضرمة "جودي دينش" في فيلم "بلفاست" (Belfast) و"كريستين دانست" في "قوة الكلب"(The Power of the Dog)  و"آن يون آليس" في فيلم "الملك ريتشارد" (King Richard)، ولكن حصلت على الجائزة "آريانا ديبوس" عن أدائها الرائع في الفيلم الموسيقي "قصة الحي الغربي"" (West Side Story).

وأصبحت "ديبوس"، أول ممثلة سوداء تعرف نفسها علنا بأنها "كويرية" تفوز بجائزة أوسكار.

ويشير مصطلح "الكوير" إلى أي شخص له ميول جنسية أو هوية جندرية مغايرة، دون أن يحصر نفسه في الثنائيات التقليدية.

أما جوائز السيناريو في الأوسكار فتنقسم إلى فئتين، الفئة الأولى هي أفضل سيناريو أصلي أي مكتوب مباشرة للشاشة، وهي الجائزة التي فاز بها فيلم المخرج "كينيث براناه" عن فيلم "بلفاست" (Belfast).

أما الفئة الثانية، فهي جائزة أفضل سيناريو مقتبس، أي مأخوذ من أي وسيط آخر، التي فاز بها فيلم "كودا" (Coda) المأخوذ عن فيلم فرنسي إنتاج 2014.

ويجمع بين سيناريو هذين العملين البساطة الشديدة، سواء في البناء أو الفكرة ذاتها، فتدور أحداث "بلفاست" في مدينة أيرلندية صغيرة، تسود فيها العنصرية والتطرف الديني، مما يدفع عائلة البطل لمجابهة الخيار الصعب ما بين البقاء في الحي القديم حيث أفراد العائلة والأصدقاء والأحباب، أو الهجرة لحياة أكثر أمانًا.

ونتابع السرد من عيني البطل الطفل، مما يجعل الفيلم أقرب إلى سيرة ذاتية للمخرج والكاتب "كينيث براناه"، الذي قامت عائلته بالخيار نفسه منذ سنوات طويلة.

بينما يشبه فيلم "كودا"، عشرات الأفلام التي تناولت قصة مراهقة تخرج من عباءة عائلتها لتبدأ حياة جديدة، مع تعقيد يتمثل في أن كل أفراد أسرتها يعانون من الصمم، وهي صلة الوصل بينهم وبين العالم الخارجي، لكن يظل الفيلم هو الأكثر كلاسيكية وتقليدية بين باقي أفلام هذه الفئة مثل "قودي سيارتي" أو "قوة الكلب"، في مفاجأة كبيرة من الأوسكار.

كما فازت "جين كامبيون" عن فيلمها "قوة الكلب" (The Power Of The Dog) بجائزة أفضل مخرجة، وهو العام الثاني الذي تحصل فيه امرأة على هذه الجائزة، بعد "كلوي زاو" العام الماضي عن فيلمها "أرض الرحل"" (Nomad land).

وفي "قوة الكلب" استخدمت المخرجة السمات المميزة في نوع أفلام "الويسترن" أو الغرب الأمريكي لقلبها في الاتجاه المعاكس تمامًا، فنجد أن الذكورية التي تشتهر بها هذه الأعمال تحولت في فيلم "قوة الكلب" إلى ذكورية سامة، قاتلة بشكل حقيقي، لا تؤذي فقط الأشخاص حول الشخصية الرئيسية ولكن تقتلها هي ذاتها.

ولكن رغم فوز "كامبيون"، فإن عدد الجوائز التي حصل عليها هذا الفيلم محبط، بالتأكيد نسبة إلى الترشيحات الـ12 التي حصل عليها.

كما فاز فيلم "كرويلا" (Cruella) بجائزة أفضل تصميم أزياء بعد منافسة مع أفلام "سيرانو" (Cyrano)  و"كثيب" (Dune) و"زقاق الكوابيس" (Nightmare Alley) و"قصة الحي الغربي" (West Side Story).

كما فاز فيلم "عيون تامي فاي" (The Eyes of Tammy Faye) بجائزة أفضل مكياج وتصفيف شعر بعدما تنافس مع "القدوم إلى أميركا" (Coming 2 America) و"كرويلا" (Cruella) و"كثيب" (Dune) و"بيت غوتشي" (House of Gucci).

أيضًا فاز فيلم "صيف الروح" (Summer of Soul) بجائزة أفضل فيلم وثائقي، بعد منافسة مع فيلم "… أو ، عندما لا يمكن بث الثورة على التلفزيون" (…Or, When the Revolution Could Not Be Televised) و"الصعود" (Ascension) و"أتيكا" (Attica) و"فِرار" (Flee) و"الكتابة بالنار" (Writing with Fire).

بينما فازت المغنية "بيلي إيليش" بأوسكار أفضل أغنية عن فيلم "لا وقت للموت" (No Time To Die)، الذي تنافس في هذه الفئة مع أفلام "الملك ريتشارد" (King Richard) و"إنكانتو" (Encanto) و"بلفاست" (Belfast) و"4 أيام جيدة" (Four Good Days)..

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أوسكار جوائز أوسكار أول أصم ويل سميث

بسبب كورونا.. أكاديمية الأوسكار تقبل أفلام المنصات الرقمية

بـ30 مليون دولار.. حلبات الملاكمة تدعو ويل سميث وروك بعد صفعة الأوسكار

بحضور الشرطة.. كواليس ما بعد صفعة ويل سميث في الأوسكار

بعد تصرفه في حفل الجوائز.. ويل سميث يستقيل من أكاديمية الأوسكار