في تصريحات اعتبرت صادمة، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقطع فيديو للسفير السعودي في بريطانيا، الأمير "خالد بن بندر"، ينفي فيها الصبغة الدينية عن السعودية.

"الأمر لا يتعلق بالنبي محمد، نحن فقط مجرد قبيلة من البدو صادف أنها انتصرت في الحرب"، كانت هذه هي أبرز عبارة قالها "بن بندر"، خلال جلسة حوارية له بجامعة "أوكسفورد"، وأثارت جدلا، حول مسألة ارتباط القيادة السعودية بالإسلام، باعتبار أنها الأرض التي شهدت مهد رسالته.

وقال "بن بندر"، في الجلسة، إن "الحضارة الإسلامية الأولى التي نشأت في المدينة المنورة استغرقت فقط جيلا واحدا وانتقلت إلى دمشق".

واعتبر أنه "لذلك كانت الجزيرة العربية مهمة تاريخيا مرتين فقط، في بداية ظهور الإسلام، وعندما أصبح النفط ذا قيمة في أوائل السبعينات".

وتابع الأمير السعودي حديثه قائلا: "من المهم أن نقول أن حكومتي (الحكومة السعودية) لم تدعي وجود قيادة دينية مطلقا، والطريقة التي نتخذها في حكومتنا أنه ليس لدينا دور لنلعبه في تطوير الدين".

وأردف بالقول: "لكن بالتأكيد نحن نؤثر على علماء الدين".

ومضى قائلا: "العائلة المالكة في السعودية مرة أخرى تقول إن الامر لا يتعلق بالنبي محمد، نحن فقط قبيلة من البدو صادف أنها فازت في الحرب".

وجاءت تصريحات السفير السعودي في لندن، بعد أسابيع من أخرى أطلقها ولي العهد، الأمير "محمد بن سلمان"، قال فيها إن الشيخ "محمد بن عبدالوهاب"، الذي ينسب له تأسيس النفوذ الديني يالسعودية بالتحالف مع "آل سعود" الذين شكلوا له الحاضنة السياسية، هو "مجرد داعية".

وأوضح "بن سلمان"، في مقابلة مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، أوائل مارس/آذار المنصرم، أن "المشكلة في الجزيرة العربية كانت آنذاك أن الناس الذين كانوا قادرين على القراءة أو الكتابة هم فقط طلاب محمد بن عبدالوهاب، فتمت كتابة التاريخ بمنظورهم، وقد أسيء استخدام ذلك من متطرفين عديدين".

ويحاول ولي العهد السعودي انتهاج سياسة تشير لانفتاحه على الغرب وتبرؤه من الإرث الديني الذي حافظ عليه أسلافه بدرجات متفاوتة، ويمارس جهودا لتغيير الصورة النمطية للسعودية والتي كانت تقوم على أنها دولة محافظة، باعتبارها مهد الرسالة الإسلامية.