ضوابط غير معلنة.. مخابرات مصر تفرض رقابة على محتوى الدراما الرمضانية

السبت 2 أبريل 2022 08:49 م

"مدرسية إرشادية خارج الزمن.. ولم يعد لها وجود في العالم".. بهذه الكلمات تحدث مؤلف شهير لعدد من المسلسلات المعروفة، في مصر، عن الضوابط التي تفرضها السلطات على ما تعرضه الدراما والإعلانات على شاشات الفضائيات المصرية.

المؤلف، الذي تحدث لصحيفة "العربي الجديد"، رافضاً الكشف عن اسمه، قال إنه "اختنق من ضوابط غير معلنة"، وصفها بأنها "الأخطر"، ولا تخص الأخلاق، بل تتعداها للسياسة.

وأضاف: "هذه الضوابط يتلقاها المؤلف والمنتج، ويحرص المخرج على تنفيذها بحذافيرها، وإلا فستكون في انتظاره عقوبات أخطر من تلك التي ينفذها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (حكومي) بحق العمل وصنّاعه، تصل إلى حد منعه من العمل مستقبلاً حال تجاوزها".

ومن ضمن هذه الضوابط المشددة وغير المعلنة، مثلاً، حسب المؤلف الكبير، أن يحرص صنّاع العمل على ظهور رجل الأمن بمظهر مثالي، مهما كانت نوعية العمل والرسالة من ورائه، فلا يظهر ضابط فاسد أو مرتشٍ.

وعدّد المؤلف نوعيات أخرى من الضوابط، كلها تصبّ في خانة تمجيد فئة معينة، وشيطنة أخرى لا ترضى عنها السلطة، إلى جانب الحرص على إبراز المناطق والشخصيات المترفة في المجتمع، وكأنه مجتمع قد خلا من الفقراء والعشوائيات، لذلك تكثر مسلسلات "الكومباوندات" التي تناقش مشكلات اجتماعية خاصة بسكانها، ولا تهمّ معظم المصريين.

بالنظر إلى شركة "سيرنجي" المنتجة لمسلسل "الاختيار" بأجزائه الثلاثة، فإن العين لا تخطئ سيطرة الدولة على صناعة الدراما والسينما خلال السنوات الأخيرة، حيث تتبع الشركة مجموعة "إعلام المصريين" المملوكة لجهاز المخابرات العامة المصرية.

وجسد الجزء الأول من مسلسل "الاختيار" ملامح من سيرة قائد الكتيبة 103 صاعقة في القوات المسلحة المصرية، العقيد "أحمد المنسي" الذي يقدمه الإعلام المصري باعتباره "أيقونة قوات الصاعقة" إثر مصرعه في عملية إرهابية استهدفت كتيبته في شهر رمضان العام 2017.

وأغرى نجاح الجزء الأول الذي جرت معظم أحداثه في شبه جزيرة سيناء، الشركة المنتجة، لتقديم جزء ثان يبيض صورة ممارسات الأمن المصري خلال عملية فض "رابعة" التي راح ضحيتها 632 قتيلا، منهم 8 فقط من عناصر الشرطة، وفق تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي).

وبينما قدرت مؤسسة الكرامة الدولية لحقوق الإنسان (غير حكومية)، عدد الضحايا بـ985 شخصا، أعلن التحالف الداعم للرئيس الراحل "محمد مرسي"، حينها، أن إجمالي الوفيات في فض اعتصام رابعة وحده بلغ 2600 قتيل.

وتجاهل المسلسل روايات شهود العيان عن المجزرة، وأسر الضحايا، والمصابين، وتقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الذي وصف مجزرة الفض بأنها "واحدة من كبرى وقائع قتل المتظاهرين في العالم في يوم واحد، في التاريخ الحديث"، مؤكدة ضلوع الجيش المصري في المذبحة، وتعمد قوات الأمن استهداف المستشفيات الميدانية، وإشعال الحرائق في مسجد رابعة.

وهناك من يربط بين توقيت المسلسل واستحضار المذبحة من جديد، كمحاولة لاستعادة التعبئة ضد جماعة "الإخوان المسلمون"، وقطع الطريق على أية محاولة للمصالحة معها، أو التقارب السياسي، بعد التهدئة مع قطر وتركيا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دراما دراما مصر مصر المخابرات

دراما رمضان بمصر.. المخابرات ترفض وقف تصوير مسلسلاتها

السيسي ومرسي.. صراع مصري ساخن في حلبة الدراما

ذراع المخابرات المصرية تستحوذ على أصول 3 من أكبر المؤسسات الصحفية