باحثة إسرائيلية: زيارة هرتسوج لتركيا انعكاس إقليمي لاتفاقيات إبراهيم

الأحد 3 أبريل 2022 12:12 م

اعتبرت الباحثة في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي "جاليا ليندا شتراوس" الزيارة الأخيرة للرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج" (9-10 مارس/آذار الماضي) إلى تركيا بداية لمرحلة جديدة للعلاقات بين أنقرة وتل أبيب، واصفة إياها بأنها "نتيجة غير مباشرة لتوقيع اتفاقيات إبراهيم في صيف عام 2020".

وذكرت "شتراوس"، في تحليل نشرته بموقع المعهد الإيطالي لدراسات السياسة الدولية، أن التقارب التركي الإسرائيلي نوع من تأثير الدومينو الذي أحدثه التقارب بين أنقرة وأبوظبي، والذي جاء بدوره كأحد انعكاسات اتفاق إبراهيم، الذي طبعت الإمارات بموجبه العلاقات مع إسرائيل.

وقارنت الباحثة بين زيارة "هرتسوج" إلى تركيا وبين زيارتين أخريين لرئيسين إسرائيليين سابقين، هما: والد الرئيس الحالي "حاييم هرتسوج" و"شمعون بيريز"، باعتبار أن كلا الزيارتين كان لهما أثرا نوعيا في علاقة أنقرة بتل أبيب.

ففي عام 1992، زار "حاييم هرتسوج" تركيا إيذانا ببدء ما أطلق عليه فيما بعد "العصر الذهبي" للعلاقات التركية الإسرائيلية في التسعينيات، فيما أجرى "بيريز" زيارته في عام 2007، حيث تحدث مع الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" أمام البرلمان التركي، في أول خطاب لرئيس إسرائيلي أمام المجلس التشريعي لدولة ذات أغلبية مسلمة، وفي إطار ذروة مشاركة تركيا في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية آنذاك.

وذكرت "شتراوس" إلى أن التخطيط لزيارة "هرتسوج" إلى تركيا كان قبل بدء الحرب في أوكرانيا، لكن التداعيات المبكرة لهذه الحرب قدمت مؤشرا على أن التقارب بين إسرائيل وتركيا يأتي في وقت يمكن فيه لكلتا الدولتين تحقيق مكاسب كبيرة من تنسيق أفضل بينهما.

وأشارت إلى أن كلا من إسرائيل وتركيا حاولتا التوسط بين روسيا وأوكرانيا والضغط من أجل وقف إطلاق النار، حيث تشعر كل منهما بالقلق من الانحياز كثيرًا إلى أوكرانيا وانعكاسه على مصالحهما الحيوية مع روسيا، لاسيما فيما يتعلق بالوضع في سوريا، حيث تتمتع روسيا بنفوذ كبير هناك.

كما تسعى كل من أنقرة وتل أبيب إلى لعب دور "البديل" في إمداد السوق الدولية بالبديل المحتمل للغاز الروسي، خاصة في ظل ​الاستكشافات المحتملة للغاز بالبحر المتوسط، بحسب الباحثة الإسرائيلية.

وأشارت "جاليا" إلى أن تشكيل "آلية تسوية النزاعات" بين تركيا وإسرائيل من النتائج المهمة لزيارة "هرتسوج" الأخيرة؛ "لأن التقارب بين الدولتين لايزال هشا في الواقع".

ونوهت الباحثة، في هذا الصدد، إلى اتفاق التطبيع بين أنقرة وتل ابيب لعام 2016، الذي انهار بعد أقل من عامين من توقيعه في أعقاب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وأوضحت أن هناك قلق من تأثير سلبي على العلاقات التركية الإسرائيلية سواء عبر اشتعال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو عبر انتخابات 2023 المقبلة في تركيا، إذ كثيرا ما أدت جولات الانتخابات التركية السابقة إلى زيادة الخطاب المعادي لإسرائيل.

ومع ذلك، فإن "البراجماتية الدبلوماسية التي يمليها تدهور الوضع الاقتصادي في تركيا قد تظل قائمة حتى في الفترة التي تسبق الانتخابات" حسبما ترى "جاليا".

وبما أن "هرتسوج" لا يتمتع بسلطة تنفيذية في إسرائيل، حيث يظل منصب الرئيس شرفيا، فإن أعمال المتابعة لزيارته يجب أن تقوم بها الحكومة، وهو ما أبدى كل من رئيس الوزراء "نفتالي بينيت" ووزير الخارجية "يائير لابيد" استعدادهما له.

ورغم أن "بينيت" سبق أن أطلق تصريحات سلبية بشأن أنقرة، إلا  أنه شرح مؤخرا سبب دعمه الآن لمبادرات "هرتسوج" فيما يتعلق بتركيا، مشيرا إلى أن "إسرائيل يجب أن تكون ركيزة للاستقرار في المنطقة وهذا يعني بناء الجسور".

وهنا تشير "شتراوس" إلى أن "إسرائيل، والدول الفاعلة الأخرى في الشرق الأوسط، ترى محاولات الولايات المتحدة لتقليص وجودها في الشرق الأوسط وتقر بضرورة تدخل اللاعبين الإقليميين للحفاظ على النظام".

 ومن وجهة نظر تل أبيب، فإن التهديد الرئيسي الذي تواجهه يأتي من إيران، وبالتالي "يُنظر إلى الأزمة مع تركيا على أنها تشتت عن تحديات الدولة الرئيسية" بحسب الباحثة الإسرائيلية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا إسرائيل إسحاق هرتسوج رجب طيب أردوغان نفتالي بينيت يائير لابيد

جاويش أوغلو: استدامة العلاقات التركية الإسرائيلية تتطلب احترام القضية الفلسطينية 

جاويش أوغلو: سأزور إسرائيل في الأسبوع الثالث من مايو

الرئيس الإسرائيلي يستضيف سفراء عرب بمأدبة إفطار في منزله

هل ينهي خط أنابيب الغاز الإسرائيلي التركي اعتماد أوروبا على روسيا؟

لابيد وبن زايد يبحثان توسيع دائرة اتفاقيات التطبيع