استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تونس والفرص الضائعة

الاثنين 4 أبريل 2022 07:35 ص

تونس والفرص الضائعة

لا يبدو أنّ هناك مناخاً للإنصات وسماع الرأي المخالف والتأمل في تاريخ البلاد والعالم، واستخلاص الدروس التي تستوجبها لحظة صعبة للغاية.

ينادي العالم المهتم بتونس بضرورة بحث حلول تشاركية تنهي الأزمة ويصرّ سعيّد ومعه حالمون باحتلال المقاعد الشاغرة على تقسيم البلاد لنصفين.

لا يستقيم التفكير الإقصائي مطلقاً ولا يؤدي لأيّ خير لأنّ التاريخ ينبئ أنّ الشعوب والدول المنقسمة مآلها ضياع وأزمات وفقر لو نجحت بتجنب ويلات الفتن والاقتتال.

لم تنجح أيّ دولة في تحقيق أيّ شيء لشعبها وهي منقسمة وجريحة ومتوترة وتعيش غموض مستقبلها، بينما ترزح تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة لم تعرفها بتاريخها.

* * *

يبشر الرئيس التونسي قيس سعيّد التونسيين، بأن "هلالاً جديداً سيصل إلى ليلة التمام وسيشرق فجر جديد على تونس".

ويؤكد، في تهنئة بمناسبة دخول شهر رمضان، أنه "بدأنا اليوم، وعزمنا ليلة هذا الشهر، ولن يثنينا شيء عن عزمنا في تطهير البلاد والمضي قدماً في بناء جمهورية جديدة"، معتبراً أن "الحوار الوطني سيجرى مع الصادقين والثابتين والوطنيين".

لا يذكر تاريخ أيّ دولة أنّها نجحت في تحقيق أيّ شيء لشعوبها، وهي منقسمة وجريحة ومتوترة، وتعيش مرحلة غموض بشأن مستقبلها، بينما ترزح تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة لم تعرفها في تاريخها.

وهو حال تونس اليوم، التي تتساءل يومياً كيف ستواجه طلبات أساسية لمواطنيها، مثل القمح والزيت ومعاشات آخر الشهر، بينما يرى المواطنون طوابير لم يألفوها أمام المخابز، وصعوبة كبيرة في الحصول على سلع أخرى، على افتراض أنّهم يملكون ثمنها أصلاً.

وبينما ينادي كلّ العالم المهتم بتونس بضرورة البحث عن حلول تشاركية تنهي الأزمة، يصرّ سعيّد ومعه جزء من الحالمين باحتلال المقاعد الشاغرة، على تقسيم البلاد إلى نصفين.

وهم يمعنون في ذلك، حد التبشير المعلن بسقوط الخصوم واقترابهم من أبواب السجون، لأنّ البلاد سيتغير حالها بعد ذلك، وستنتهي كلّ مشاكلها، وسيعود الجميع إلى العمل والإنتاج وملء الخزائن بالخيرات، بعدما تكون البلاد قد حسمت أمر مئات الآلاف من الأشرار.

لا يستقيم هذا التفكير مطلقاً، ولا يمكن أن يؤدي إلى أيّ خير، لأنّ التاريخ القريب والبعيد ينبئ أنّ الشعوب والدول المنقسمة مآلها الضياع والأزمات والفقر، إذا نجحت أصلاً في تجنب ويلات الفتن والاقتتال.

وبرغم الحرب الروسية الأوكرانية، وانشغال العالم بهذه الكارثة العالمية، لا يزال مهتمون بتونس يتابعون تطوراتها لحظة بلحظة. وهم يؤكدون في كل مرة أن فتح حنفيات التمويل الدولي مشروط بالحلول المشتركة وعودة الوضع الطبيعي، بينما تحتاج البلاد إلى كلّ عون ممكن في أزمتها المرشحة للتعقيد، بما يحمله ذلك من انعكاس على استقرارها وأمنها.

لكن، لا يبدو أنّ هناك مناخاً للإنصات وسماع الرأي المخالف والتأمل في تاريخ البلاد والعالم، واستخلاص الدروس التي تستوجبها لحظة صعبة للغاية. لكنها في الحقيقة فرصة تاريخية يمكن البناء عليها، وتجاوز العثرات وتصويب الأخطاء وتجميع الجهود والتأسيس لمشترك وطني يحافظ على تجربة ديمقراطية غالية، وحرية اكتسبها المواطنون بدمائهم، وكذلك إنهاء معاناة الناس، التي طالت وطال معها صبر سينفد حتماً وقريباً جداً، ووقتها ستضيع كلّ الفرص الممكنة.

* وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس، قيس سعيّد، الحرب الروسية، أوكرانيا، رمضان، تطهير البلاد، جمهورية جديدة، الحوار الوطني،