هاجم رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق "السعيد شنقريحة"، ما أسماه "الخيانة"، و"الاستقواء بالعدو على الشقيق"، وذلك فيما بدا إشارة للمغرب التي تخوض بلاده أزمة دبلوماسية معها، خصوصا بعد انخراط الرباط في تطبيع مع إسرائيل.

وخلال لقاء جمعه بقيادات وأفراد المنطقة العسكرية الأولى، الثلاثاء، اعتبر "شنقريحة" أن "الخيانة أصبحت وجهة نظر، وخذلان الصديق نباهة، والاستقواء بالعدو على الشقيق سياسة حكيمة في هذا الزمن".

وتابع: "إنني على قناعة تامة بأن لكل جيل معركته، فإذا كانت معركة أجدادكم وآبائكم هي تحرير الأرض من براثن الاستعمار، وإذا كانت معركة زملائكم وإخوانكم هي التصدي لآفة الإرهاب الهمجي، فإن معركتكم أنتم شباب الجيش الوطني الشعبي، ومن خلالكم شباب الجزائر قاطبة، هي مواصلة المسيرة والحفاظ على استقلال الوطن وسيادته، وهي معركة وعي بامتياز".

واعتبر هذه المعركة "الأخطر على الإطلاق؛ لأنها تتعلق بمستويات غير مادية كالفكر والقيم وميدانها الفضاء الافتراضي والمعرفي، حيث تستخدم فيه أسلحة غير تقليدية، ولأن العدو فيها غير مرئي في الكثير من الأحيان ويملك من وسائل التأثير على الوعي الفردي والجماعي ما يصعب مجابهته والتصدي له في ظل عولمة كاسحة جارفة".

وأضاف: "معركة اليوم صعبة كذلك لكوننا نعيش في زمن تسارعت فيه الأحداث واختلطت فيه المفاهيم وذابت فيه القيم والمبادئ، فأصبحت الخيانة وجهة نظر وخذلان الصديق في وقت الضيق نباهة، والاستقواء بالعدو على الأخ والشقيق سياسة حكيمة، فما كان مذموما مرفوضا بالأمس القريب أصبح اليوم مقبولا، بل مستحبا".

رئيس الأركان الجزائري، حث كذلك الشباب على "التسلح بالوعي الدائم والعلم النافع والعمل المخلص ورص الصفوف من أجل كسب هذه المعركة حتى يكونوا في مستوى ثقة شعبهم وفي مستوى متطلبات الحفاظ على وديعة شهداء الثورة وشهداء الواجب الوطني".

وكانت وزير الخارجية الجزائري "رمطان لعمامرة"، قد قال تعليقا على التطبيع المغربي مع إسرائيل، إن بلاده "ترى أن الأنسب فيما يتعلق بعلاقات الدول العربية مع المحتل الإسرائيلي هو دعم الجهود الرامية إلى إحقاق الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني الشقيق، ودفع عمل الأمم المتحدة تجاه بعث المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بدلا من أن تساعد بعض الدول العربية الكيان الإسرائيلي في التوسع والتوجه إلى مناطق عربية أخرى".

ويأتي تعليق المسؤول العسكري الجزائري بعد أقل من عامين على استئناف المغرب وإسرائيل علاقاتهما الدبلوماسية أواخر عام 2020، في إطار اتفاق ثلاثي اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

وكانت الجزائر قررت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أغلق المجال الجوّي الجزائري على كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، ردا على "الممارسات العدائية من الجانب المغربي"، وفق تعبير بيان للرئاسة الجزائرية، وذلك بعد شهرين من قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها.