مصر.. حملات أمنية بحثا عن العملات الأجنبية في الأقصر تهدد السياحة

الأربعاء 13 أبريل 2022 11:06 ص

بدأ عمال السياحة وأصحاب البازارات في مدينة الأقصر الأثرية في مصر، يشعرون بالقلق والخوف، بعد حملة أمنية كبيرة استهدفت متاجر المدينة الأسبوع الماضي.

ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عن شهود عيان، قولهم إن "ضباط الشرطة اقتحموا البازارات ومحلات الصرافة وصادروا العملات الأجنبية واعتقلوا العمال بعد اتهامهم بالتورط في تجارة العملات بشكل غير مشروع".

وأشاروا إلى أن "بازار خميس، الذي يقع في السوق السياحية الرئيسي بالمدينة، كان من ضمن المحلات التي تم اقتحامها الأربعاء الماضي".

وقال صاحب المحل "سمير علي" لموقع "ميدل إيست آي": "اقتحموا المحل وأمروا المحاسب بفتح الخزنة وأخذوا كل الأموال الموجودة فيها، ولا أعرف لماذا فعلوا ذلك".

وأشار الموقع البريطاني إلى أن "الشرطة قامت بعد مصادرة الأموال، بإلقاء القبض على محاسب المحل، الذي كان واحدا من العديد من الأشخاص الذين تم القبض عليهم في ذلك اليوم بتهمة حيازة أو تداول العملات الأجنبية بشكل غير قانوني".

ونوه إلى أن "المحاسب سُجن في البداية لمدة 4 أيام، ثم لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق".

وقال شهود عيان إن مرشدا سياحيا كان على وشك الدخول إلى مكتب صرافة لتحويل العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري، اعتقل أيضا بتهمة حيازة عملات أجنبية بشكل غير قانوني.

وأكد الموقع أن أصحاب البازارات، والذين يعملون في مجال السياحة، بدأوا بعد هذه الحوادث يشعرون بالقلق من أن ينتهي بهم الأمر في السجن، إذا تم القبض عليهم وبحوزتهم عملات أجنبية.

ولفت إلى أن "القانون المصري لا يُجرم حيازة العملات الأجنبية، لكن القانون نفسه يحظر بيع أو شراء العملات الأجنبية خارج النظام المصرفي ومكاتب الصرف الأجنبي المرخصة في البلاد".

بدوره، قال المرشد السياحي "علي"، إن "اعتقال السلطات المصرية لزميل لهم، وهو في طريقه إلى مكتب صرافة، بهدف تحويل بعض الدولارات، جعلهم يشعرون بالخوف الشديد".

وأكد أنه "سيبدأ في مطالبة عملائه بالدفع له بالجنيه المصري بدلا من العملات الأجنبية"، مشيرا إلى أن "السياح معتادون على الدفع بعملة بلدهم".

حرب على السياحة

وأوضح الموقع أن حرب أوكرانيا حرمت مصر من جزء كبير من عائدات قطاع السياحة؛ فضلا عن تسببها في دفع مصر أكثر مقابل جميع وارداتها تقريبا، بما في ذلك واردات القمح التي كانت تأتي في الغالب من روسيا وأوكرانيا.

وتسببت التطورات الاقتصادية الدولية في هروب هائل لرؤوس الأموال الأجنبية من مصر، ما دفع المخططين الماليين في البلاد إلى السعي للحصول على الدعم من الدول العربية الشقيقة وصندوق النقد الدولي، كما أن انخفاض احتياطيات العملات الأجنبية بشكل كبير ينشر الخوف من مستقبل اقتصادي أكثر قتامة في البلاد.

وأضاف: "يأتي ذلك في ظل تخوّف مصر من أن تفتح نفس الظروف الاقتصادية الصعبة الباب أمام ظهور سوق عملات أجنبية موازية، خاصةً أن التجار والمستوردين يجدون صعوبة في الحصول على احتياجاتهم من العملات الأجنبية من بنوك الدولة".

من جهتها، قالت عضو لجنة السياحة والطيران المدني في مجلس النواب "أماني الشولي"، إن "البازارات والمحلات التجارية التي تبيع المنتجات للسياح لا يمكنها تخزين العملات الأجنبية خارج إطار القانون".

وأشارت إلى أن "مسؤولي وزارة الداخلية قرروا الاجتماع لمناقشة قضية محلات الأقصر"، منوهة إلى أن المناقشة تهدف إلى وضع لوائح جديدة للمعاملات في المدينة بالعملات الأجنبية.

وخلال الاجتماعات، حذر بعض النواب من تأثير مداهمات الشرطة على المحلات التجارية في المدينة السياحية على قطاع السياحة ككل، وعلى الظروف المعيشية للعاملين في السياحة.

وقال ممثل الأقصر في مجلس النواب النائب "بهاء أبوالحمد": "نحن بحاجة إلى لوائح لحماية عمال السياحة الذين لا يمكنهم فعل أي شيء سوى قبول أي أموال يقدمها لهم السائحون".

وأضاف متسائلا: "هل يجب على سائقي عربات الخيول على سبيل المثال إعادة الأجرة التي دفعها السائحون إذا لم تكن بالجنيه المصري؟".

ويخشى المصريون من أن تؤثر ممارسات الشرطة على السياحة في المدينة، حيث يتهم البعض الشرطة بتشويه سمعة قطاع السياحة بعد المعاملة المعيبة التي تعرض لها مدون فيديو أمريكي شهير.

ففي مقطع فيديو حديث، قال المدون الأمريكي الشهير "ويل سونبوشنر"، إن معدات التصوير الخاصة به، تم الاستيلاء عليها في مطار القاهرة الدولي ولم يتم إعادتها إليه إلا عند مغادرته.

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السياحة أوكرانيا

مصر تتوجه لأسواق بديلة بعد انقطاع السياحة الروسية والأوكرانية

مصر.. حرب أوكرانيا تضرب السياحة مجددا بعد انتعاشة لم تدم طويلا

وزير المالية المصري يتوقع إيرادات بـ7 مليارات دولار من قناة السويس

فندق مصري يرفض إقامة ممثلة شهيرة دون زوجها ويثير جدلا