بعد غياب لمدة عامين.. الاحتفال بالقرنقعوه يعود إلى شوارع قطر

الجمعة 15 أبريل 2022 02:02 م

بعد غياب دام عامين بسبب الإجراءات الاحترازية الخاصة بجائحة "كورونا" عادت أهزوجة احتفال القرنقعوه مجددا في قطر في منتصف شهر رمضان المبارك، فالاحتفال به تحول مؤخرا من تراث قديم ابتكره الأجداد لتشجيع الأطفال على الصيام في شهر رمضان المبارك إلى احتفال شعبي كبير ينتظره الصغير والكبير سنويا.

وتعد أغنية القرنقعوه علامة مميزة لهذا الاحتفال وأحد أهم الموروثات الشعبية، إذ تقول "قرنقعوه.. قرنقعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة.. عطونا من مال الله.. يسلم لكم عبدالله.. عطونا دحبة ميزان.. يسلم لكم عزيزان.. يا بنية يا الحبابة.. أبوج مشرع بابه.. باب الكرم ما صكه.. ولا حط له بوابة".

و"القرنقعوه" احتفال تقيمه الأسر القطرية والخليجية في ليلة النصف من رمضان تكريما للأطفال ولمكافأتهم على إتمام صيام نصف الشهر الكريم، وتشجيعهم على الاستمرار والمواظبة على صيام النصف الباقي.

ويعود سبب تسمية ليلة القرنقعوه إلى قرة العين في هذا الشهر، "فالقرة" هي ‏ابتداء الشيء، ويقال إنه بمرور الزمن تحورت الكلمة وصارت القرنقعوه، ويقال إنها كناية عن طرق الأطفال الأبواب في تلك الليلة.

ولا يقتصر الاحتفال بـ"القرنقعوه" على قطر فحسب، بل إن المجتمع الخليجي كله ينخرط في هذا الاحتفال، ويخرج الأطفال بعد الإفطار إلى "الفرجان" (الأحياء) حاملين معهم أكياسا من القماش يطوفون بها على المنازل القريبة ويطرقون الأبواب بغية ملء الأكياس التي معهم بشتى أنواع الحلوى والمكسرات التي يعدها الأهالي خصيصا قبل أيام من هذه المناسبة.

ففي ليلة القرنقعوه يخرج الأطفال وهم يرتدون الملابس التقليدية ذات الطابع الخليجي الخاص ويعتمرون فوق رؤوسهم "القحفية"، وهي قبعة عادة ما تكون مطرزة بخيوط فضية، كما يرتدي بعض الأولاد "السديري" المطرز، وهو رداء شعبي يوضع على الثوب ويتدلى حتى الخصر.

أما الفتيات فيرتدين فوق ملابسهن العادية "الثوب الزري"، وهو ثوب يشع بالألوان ومطرز بالخيوط الذهبية، ويضعن أيضا "البخنق" لتغطية رؤوسهن، وهو قماش أسود تزينه أيضا خيوط ذهبية في الأطراف، إلى جانب وضع بعض الحلي التقليدية.

والأكياس التي يحملها الأطفال عادة في هذه الليلة تسمى في قطر "الخريطة"، وهي تشبه "المخلاة" أو الخرج، وهو الكيس الذي يعلق في العنق ويتدلى منه، ويصنع عادة من القماش، وفي بعض المناطق من الجلد.

وتستعد الأسر قبيل ليلة النصف بتحضير سلال كبيرة تسمى في اللهجة القطرية "الجفران" وتكون ممتلئة بالمكسرات، وهي البيذان والفستق والكاجو والزبيب واللوز والجوز وعين الجمل وأصابع الحلوى استعدادا لمجيء الأطفال في تلك الليلة.

وخلال مهرجان كبير أقامه النادي العربي في الدوحة توافدت مئات الأسر إلى مقر الاحتفال للمشاركة مع أطفالها في هذه المناسبة الغالية على قلوبهم، فيما حرصت العديد من المؤسسات الرسمية في البلاد على المشاركة أيضا من خلال توزيع هدايا القرنقعوه على الأطفال.

وتسمية القرقيعان أو القرنقعوه مشتقة من كلمة (قرقعة)؛ أي إصدار أصوات من مواد صلبة، وهي أصوات الأواني الحديدية التي تحمل الحلويات يضربها الأطفال بعضها ببعض.

وكانت الحلويات والهدايا التي توزع على الأطفال في هذه الليلة تحمل البساطة في مكوناتها؛ إذ كانت عبارة عن بعض المكسرات المخلوطة بالحلويات.

لكن مع ارتفاع مستوى المعيشة في دول الخليج العربي تحولت هدايا القرقيعان إلى شوكولا أجنبية وبطاقات دعوة، وتصميمات وحفلات. كما استبدل كيس القرقيعان، الذي تخيطه الجدة للصغار، بتصميمات حديثة، و(كتالوج) حسب الأذواق.

وكانت طريقة الاحتفال بهذه الليلة أن يبدأ الأطفال، عقب الانتهاء من الفطور، بالطواف على البيوت المجاورة، مرتدين الملابس الشعبية، قبل أن تتخذ الاحتفالات مظاهر أكثر بذخاً وانحساراً في دوائر أضيق كالعائلة أو الأصدقاء أو الجيران.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قرنقعوه قطر كورونا احتفالية النصف من رمضان

رمضان في الخليج .. «الغبقة» و«قرنقعوه» والمجالس الشعبية عادات لم تهزمها الحداثة