استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ديمقراطية تونس تدافع عن نفسها

الاثنين 18 أبريل 2022 07:14 ص

ديمقراطية تونس تدافع عن نفسها

يصرّ قيس سعيّد، على أنه يجري حوارا يلتقط صورا مع من يريد من أعضاء المنظمات الوطنية ويستثني منهم من يريد، ويعتبر ذلك حوارا!

يبذل الشابي من جهد ليجمع الفرقاء ويقنعهم بجدوى التوحد في مقاومة الانقلاب وتأجيل معاركهم لما بعد استعادة مؤسسات الدولة الديمقراطية.

تقف الديمقراطية التونسية مُدافعة عن نفسها ورغم كل الخيبات بدأ يتشكل وعي جديد لدى الطبقة السياسية بضرورة تغيير حساباتها في تحديد أولوياتها.

يريد قيس سعيّد أن يوحي للخارج بأنه يجري حوارا وطنيا قبيل انطلاق محادثات مع صندوق النقد الدولي تعتبر مصيرية لحكومة نجلاء بودن، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

نحتت سنوات الحرية نواة تدافع عنها وصمدت الديمقراطية الوليدة دفاعا عن نفسها واستبسل ديمقراطيون حقيقيون في الدفاع عن البلاد والديمقراطية رغم خلافات السنوات الماضية.

* * *

يصرّ الرئيس التونسي، قيس سعيّد، على أنه يجري حواراً. يلتقط صوراً مع من يريد من أعضاء المنظمات الوطنية ويستثني منهم من يريد، ويعتبر ذلك من قبيل الحوار.

في المقابل، يؤكد كثر ممن شاركوا في هذه الاجتماعات أنها لم تكن سوى لقاءات بروتوكولية، باستثناء عميد المحامين، إبراهيم بودربالة، الذي يستبسل في الدفاع عن سعيّد.

ويريد الرئيس أن يوحي للخارج قبل الداخل، بأنه يجري حواراً وطنياً، قبيل انطلاق محادثات مع "صندوق النقد الدولي" تعتبر مصيرية بالنسبة لخزينة حكومة نجلاء بودن، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ولكن يبدو أن ذلك لم يقنع المراقبين في الخارج الذين يعرفون طبعاً كل صغيرة في البلاد.

ولكن الرهان الحقيقي يبقى على الداخل، على الرغم من أهمية الخارج في التوازنات الاقتصادية في هذه المرحلة. ومنذ أن أقدم سعيّد على مغامرته قبل 8 أشهر، تبيّن أنّ سنوات الحرية نجحت في نحت نواة تدافع عنها، كما صمدت الديمقراطية الوليدة في الدفاع عن نفسها، واستبسل ديمقراطيون حقيقيون في الدفاع عن بلادهم وعن ديمقراطيتهم، رغم كل الخلافات الكبيرة التي كانت بينهم على امتداد سنوات.

ويكفي في هذا الإطار، متابعة ما يبذله أحمد نجيب الشابي من جهد ليجمع الفرقاء ويقنعهم بجدوى التوحد في مقاومة الانقلاب وتأجيل معاركهم إلى ما بعد استعادة مؤسسات الدولة الديمقراطية.

ولكن متابعته، وهو يتنقل من مدينة إلى أخرى، من فوق سنواته السبعين، وتقدمه كمحامٍ أمام القضاء عن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، يجعلك أيضاً تشعر بالأسف على الفرص المهدورة والوقت الضائع والخيارات الخاطئة.

لقد كان أحمد نجيب الشابي، بكل أخطائه السياسية (ومن لا يخطئ؟)، رجلاً ديمقراطياً حقيقياً، مناضلاً أصيلاً حمى الجميع قبل الثورة وبعدها، وكان متاحاً على امتداد السنوات العشر الأخيرة أمام الجميع. ولكن حسابات "النهضة" وغير "النهضة" وأوهامهم، ضيّعت الشابي وغيره، وأضاعت على البلاد سنوات لا أحد يعرف إن كانت ستسترجعها أم لا.

وفي كل الأحوال، تقف الديمقراطية التونسية مُدافعة عن نفسها. ورغم كل الخيبات، بدأ يتشكل وعي جديد لدى جزء من الطبقة السياسية بضرورة تغيير حساباتها في تحديد أولوياتها.

بينما لا يزال آخرون يتوهمون أن وقتاً لا يزال متاحاً أمامهم للمناورة والحسابات السياسية الصغيرة، وهم في الحقيقة يضيّعون أنفسهم وأحزابهم وبلادهم بسبب معارك قديمة، هي تافهة أمام مصير بلاد ومصير جيل حالم بالحرية وبحق الاختلاف.

ويبدو أن الشابي، لأنه ديمقراطي في العمق، فهم هذه المعادلة قبل غيره ووقف وسما فوق كل الخلافات، حتى لا تضيع اللحظة التونسية.

* وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس، ديمقراطية، قيس سعيّد، الحوار التونسي، انقلاب، قيس سعيد، الأحزاب التونسية، أحمد نجيب الشابي، النهضة،