إيكونوميست: تركيا تعزز نفوذها الدبلوماسي ونشاطها الاقتصادي والعسكري بأفريقيا

السبت 23 أبريل 2022 07:07 م

قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، إن تركيا عملت خلال السنوات الأخيرة على زيادة نفوذها وثقلها الدبلوماسي والتجاري والاقتصادي والعسكري في قارة أفريقيا على نطاق واسع.

وأضافت المجلة في تقرير موسع أنه لم يكن لتركيا سوى القليل من الاهتمام بأفريقيا وجنوب الصحراء، وبدلا من ذلك، كانت تنظر إلى الغرب وحلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأكملت: "لكن مع فتور العلاقات مع الغرب، فقد اتجهت تركيا نحو الجنوب، وكانت نقطة التحول في عام 2011 عندما قام الرئيس التركي أردوغان، إلى جانب رجال الأعمال الأتراك ومسؤولي الإغاثة والجمعيات الخيرية الإسلامية، بزيارة الصومال، حيث كان يعاني من الجفاف والحرب الأهلية".

ووفق المجلة، كانت زيارة "أردوغان" هي الأولى لزعيم غير أفريقي منذ حوالي عقدين، وكانت بمثابة بداية ليس فقط لتدخل تركيا في القرن الأفريقي ولكن لعلاقات أعمق عبر القارة.

وفي عام 2009، لم يكن لتركيا سوى 12 بعثة دبلوماسية في أفريقيا.. الآن لديها 43 بعثة، وساعدت خدمة السفراء على التوسع في الأعمال التجارية، بحسب المجلة.

كما أن الخطوط الجوية التركية، التي طارت إلى 4 مدن أفريقية فقط في عام 2004، تطير الآن إلى أكثر من 40 مدينة.

وتوسعت التجارة مع القارة السمراء بشكل كبير، لتصل إلى 29 مليار دولار العام الماضي، منها 11 مليار دولار مع أفريقيا جنوب الصحراء، أي ما يقرب من 8 أضعاف ما كانت عليه عام 2003.

و كذلك البناء، حيث تأخذ الشركات التركية من حصة الشركات الصينية المهيمنة، وهو ما ساعد بلا شك على انخفاض الإقراض من قبل الصين، وفق التقرير الذي ترجمه موقع "عربي 21".

وبحسب "إيكونوميست"، يعتقد المسؤولون الأتراك أن الشركات التركية أكملت حوالي 78 مليار دولار من المشاريع الأفريقية، بما في ذلك المطارات والملاعب والمساجد.

وفي العام الماضي، منحت تنزانيا شركة تركية عقدا بقيمة 1.9 مليارات دولار لبناء خط سكة حديد حديث.

وتكتسب تركيا نفوذا من خلال المساعدات، ففي السابق كانت تقدم الأموال بشكل رئيسي من خلال الوكالات الدولية مثل الأمم المتحدة، وفي عام 2003، تم توجيه حوالي 60% من المساعدات التركية بهذه الطريقة.

وبحلول عام 2019، انخفضت هذه الحصة إلى 2%، وتزين الأعلام التركية هذه الأيام عبوات الطعام والمدارس والآبار.

ونقلت المجلة عن "أبيل أباتي ديميسي"، الذي يعمل في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة فكرية بريطانية، في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا: "تشتهر تركيا بتقديم شيك على بياض، لا سيما عندما تكون في حاجة ماسة إلى مساعدات اقتصادية أو عسكرية".

ومع ذلك، فإن هناك ميزة أكثر صعوبة أيضا، فقد بدأ "أردوغان"، الذي أرسل جيشه على الفور إلى الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا، باستعراض عضلاته في أفريقيا.

ولفتت المجلة إلى تويع تركيا اتفاقيات عسكرية مع عدة دول أفريقية، كان آخرها نيجيريا والسنغال وتوجو.

وأشارت إلى أن تركيا هدفها من هذا التمدد ليس التورط في الحروب، بل بيع الأسلحة، وان كانت ليست في نفس مستوى دول مثل روسيا، التي قدمت 30% من جميع الأسلحة المباعة إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في 2016- 2020، أو الصين (20%).

لكن مبيعات تركيا، ارتفعت في العام الماضي سبعة أضعاف لتصل إلى 328 مليون دولار، وفي الشهرين الأولين من هذا العام، اقتربت من 140 مليون دولار.

وأهم منتجات تركيا هي الطائرات المسيرة من النوع الذي يقصف حاليا الدبابات الروسية في أوكرانيا، لقد شوهدت في إثيوبيا وليبيا والمغرب وتونس، وتفكر دول أخرى، بما في ذلك أنجولا ونيجيريا ورواندا، في شرائها.

وقال "أردوغان" بعد زيارة لأفريقيا العام الماضي: "أينما ذهبنا، طلبوا منا طائرات مسيرة مسلحة وغير مسلحة".

 كما أن الصومال تريد المزيد من الأسلحة، لكنها لا تستطيع الحصول عليها بسبب الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة.

ومثل الصين وروسيا، اللتين وسعتا انتشارهما في أفريقيا في السنوات الأخيرة، تروج تركيا لسياستها في عدم التدخل بشؤون الدول.

ويقدم "أردوغان" تركيا على أنها قوة صاعدة وبطل نظام عالمي أكثر عدلا، وفي هذا الصدد يقول الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية "وامكيلي مين": "تأتي تركيا بلا أعباء استعمارية على الإطلاق.. هذه ميزة".

ويأخذ "أردوغان" هذه الخطوة إلى الأمام، مجادلا بلا أساس أن الاستعمار مستمر، وقال في وقت سابق من هذا العام: "البريطانيون والفرنسيون والمستعمرون الغربيون يواصلون نهب الماس في أفريقيا وذهبها ومناجمها".

ولفتت المجلة، إلى تضاعف عدد السفارات الأفريقية في تركيا ثلاث مرات خلال عقدين من الزمن، ليصل إلى 37، وتلقي ما لا يقل عن 14 ألف طالب من أفريقيا منحا للدراسة في تركيا خلال العقد الماضي.

ويشتري الأفارقة عقارات في تركيا، خاصة أن إنفاق 250 ألف دولار على منزل يجلب معه جواز سفر تركي (تعدل القانون وأصبح المبلغ الطلوب للحصول على الجنسية 400 ألف دولار).

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا الدبلوماسية التركية أفريقيا النفوذ التركي في أفريقيا التجارة التركية في أفريقيا الصومال إثيوبيا القارة الأفريقية

جاويش أوغلو: التبادل التجاري بين تركيا وأفريقيا وصل لـ34.5 مليار دولار في 2021

مسؤول تركي: حجم مشاريعنا في أفريقيا تجاوز 82 مليار دولار

تحليل: انتخابات تركيا مهمة لأفريقيا لهذه الأسباب