بمدينة تحت الأرض.. ألفا جندي أوكراني يتحدون حصار 14 ألف روسي في ماريوبول

الاثنين 25 أبريل 2022 12:35 م

سلطت مجلة "لوفيجارو" الضوء، الإثنين، على حالة الحصار التي يفرضها نحو 14 ألف جندي روسي على ألفي جندي أوكراني في مدينة ماريوبول، مشيرة إلى "مدينة تحت الأرض" جعلت سحق هذا العدد القليل من الأوكرانيين متعذرا.

فبعد انسحابهم منذ عدة أيام عبر ممرات تحت الأرض إلى مجمع صناعي ضخم، دفع مقاتلو المقاومة الأوكرانية الروس إلى استبعاد الهجوم على المجمع، والاتجاه إلى بدء فرض حصار، حسبما أوردت المجلة الفرنسية.

وأوضحت أن آخر القوات المشاركة في حماية ماريوبول منذ منتصف أبريل/نيسان الحالي تراجعت إلى مصنع آزوفستال، وهو مجمع فولاذي ضخم تبلغ مساحته أكثر من 10 كيلومترات مربعة أقيم في عام 1933 على شواطئ بحر آزوف، وهو ينتج الحديد والصلب بفضل أفران فحم الكوك العملاقة الموجودة فيه.

ومنذ عدة أيام أصبح هذا المصنع معقلا للجنود الأوكرانيين ضد تقدم الجيش الروسي في ماريوبول، وبينما استولت قوات الكرملين على بقية المدينة المحاصرة منذ أوائل مارس/آذار الماضي، فإنها تواجه الآن مقاومة شرسة حول المجمع.

ونظرا لهذه المقاومة الضارية، أصدر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أمرا مباشرا لقواته بإلغاء الهجوم الذي كان متوقعا، قائلا: "يجب أن نفكر في حياة وصحة جنودنا وضباطنا، ويجب ألا ندخل سراديب الموت تلك ونضطر للزحف تحت الأرض".

وأصدر "بوتين" أوامره لقواته بإغلاق "هذه المنطقة بأكملها حتى لا تستطيع ذبابة أن تمر"، لكن تضاريس المكان تعقد مهمة المهاجمين بشكل كبير، إذ لو قصفوه بغزارة واقتصروا في ذلك على استخدام الضربات البرية والجوية والبحرية (من بحر آزوف) فلا يتوقع أن تتمكن مدفعيتهم من تحقيق أي حسم للمعركة في ظل المساحات المترامية الأطراف تحت الأرض التي لجأ إليها آخر الجنود الأوكرانيين.

ووصفت المجلة الفرنسية المنطقة الصناعية المذكورة بأنها "مدينة تحت المدينة"، مشيرا إلى وجود "عدة مستويات تحت الأرض تعود إلى الحقبة السوفياتية".

وتضم المنطقة أكثر من 20 كيلومترا من الممرات تحت الأرض، والتي يصل عمقها أحيانا إلى 30 مترا، وهي مؤمّنة بأبواب فولاذية ومدعومة بجدران خرسانية لدرجة أن هجوما نوويا لن يدمر المكان، وفقا لما ذكره "يان جاجين"، المستشار الروسي في منطقة دونيتسك.

وفي السياق، أكد "إدوارد باسورين"، ممثل القوات الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك، أن "القصف من أعلى لن تكون له جدوى، ومن الضروري سحق من هم تحت الأرض"، معترفا بأن "الأمر سيستغرق وقتا".

فيما أكد المحلل في معهد القدس للأمن والإستراتيجية "ألكسندر جرينبرج" أنه "يمكن للقوات الروسية أن تدخل الأنفاق، لكنها إن فعلت ذلك فستسحق، لأن المدافعين عن الأنفاق لديهم ميزة تكتيكية مطلقة، إذ إن هذا النوع من المناطق يعطي مجالا للدفاع".

ولذا اختار الروس خيار الصبر ومحاصرة المجمع من أجل تجويع من بداخله، ولكن "من الواضح أن هناك مخزونا من الذخيرة والمواد الغذائية لدى المدافعين عن ماريوبول، كما أن ثمة تخطيطا حقيقيا بخصوص الطريقة التي يجب أن يتم بها حفظ المؤن" بحسب "لوفيجارو".

وكانت "جالينا ياتسورا"، المتحدثة باسم "ميتنفيست" -وهي الشركة المالكة لمصنع آزوفستال- قد صرحت لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن الأوكرانيين "حافظوا منذ الغزو الأول على المخابئ في حالة جيدة ومجهزة بالطعام والماء"، مضيفة أن "الأنفاق يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 4 آلاف شخص، ولديها إمدادات كافية لتحمل حصار لمدة 3 أسابيع".

غير أن الصحيفة الأمريكية نوهت إلى أن فترة تحمل الحصار آخذة في النفاد، ونقلت عن جنود متمركزين داخل المصنع أن الخروج من تحت الأرض لإحضار الإمدادات من الخارج أصبح شبه مستحيل بسبب القصف المكثف.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ماريوبول مصنع آزوفستال أوكرانيا روسيا

موسكو: لا يوجد سبب معقول لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

الأمم المتحدة تعرض على روسيا كل إمكانياتها لإنقاذ محاصري ماريوبول الأوكرانية

زيلينسكي يؤكد أن مدينة ماريوبول دمرت بالكامل