قال الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، إنه لم يتآمر على سلفه الراحل "محمد مرسي"، بل أخلص لله والوطن، واصفا  مسلسل "الاختيار 3" بأنه "يهدف إلى تسجيل وتوثيق ما جرى (في مصر بحقبة مرسي) بأمانة وإخلاص".

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها "السيسي"، مساء أمس الثلاثاء، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، الذي شارك فيه رموز سياسية ونيابية ووزراء ونقابيون وفنانون، بحسب ما نقلته صحيفة "الأهرام" المصرية.

وأضاف: "سبب النجاح والتغيير إنه مكنش فيه خيانة ولا تآمر ولا عدم إخلاص.. الإخلاص كان لله والوطن اللي ميتحملش أكتر من كده.. لم أقف مع الرئيس مرسي الله يرحمه كنت واقف مع مصر.. لو تآمرت عليه يبقى أنا تآمرت على البلد وعلى 100 مليون مصري وضيعت حياة ومستقبل 100 مليون".

وتابع الرئيس المصري: "عندما أقف هذه الوقفة مع الرئيس مرسي الله يرحمه كانت وقفة لصالح مصر (..) سيأتي يوم وسنقف أمام ربنا، وسيسألني عن كل كلمة قتلها وكل فعل فعلته".

وأشار "السيسي" إلى أن "الدولة المصرية استنفدت الاحتياطي النقدي في الفترة من 2011 وحتى 2014"، وأنه "لم يكن بمقدور أي رئيس أن يتجاوز تلك الأزمة".

وأضاف أن المواطن المصري تحمَّل الآثار الناجمة عن تنفيذ برنامج طموح وضروري للإصلاح الاقتصادي، وذلك بالتوازي مع إعادة بناء وتطوير البنية التحتية للدولة، مشيراً إلى أن "دعم الأشقاء العرب في 2013 وما بعدها أسهم في الحفاظ على الدولة المصرية".

وتطرق "السيسي" في كلمته إلى الثمن الذي دفعته مصر في مواجهة الإرهاب خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن "عدد شهداء الإرهاب من عام 2013 حتى الآن بلغ 3277 شهيدا" فضلا عن "أكثر من 12 ألف إصابة مقعدة عن العمل".

ويحتفظ الموقع الإلكتروني للرئاسة المصرية بتسمية "مرسي" وتوضيح فترة حكمه ما بين 2012 و2013، في تاريخ رؤساء مصر دون حذف، فيما اعتاد "السيسي" عدم ذكر اسمه إلا نادرا.

وتوفي "مرسي" في يونيو/حزيران 2019 أثناء تواجده في جلسة محاكمته، ولم تعلق الرئاسة على وفاته.

ويقدم مسلسل "الاختيار 3" معالجة درامية لأحداث الثورة المصرية وفترة حكم "مرسي"، يعتبرها معارضو "السيسي" تزييفا للحقائق ودعاية سياسية.

وفيما بدا تمهيدا لإطلاق مرحلة سياسية جديدة، رحب "السيسي"، خلال حفل الإفطار، بالمرشح الرئاسي الأسبق والسياسي البارز "حمدين صباحي"، ودار بينهما حديث خاص، قبل أن يصافح رئيس حزب الدستور السابق "خالد داوود"، والمخرج وعضو مجلس النواب السابق "خالد يوسف".

ووجه الرئيس المصري إدارة المؤتمر الوطني للشباب (رسمي) بإجراء "حوار وطني"، مع كافة القوى السياسية دون "استثناء أو تمييز" حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة.

وطالب "السيسي" إدارة المؤتمر برفع نتائج هذا الحوار إليه شخصياً، مع وعده بحضور المراحل النهائية منه.

كما أعلن "السيسي" تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تم تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمر الوطني للشباب المنعقد في مدينة شرم الشيخ قبل سنوات، على أن توسّع قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية.

وعن الإفراج عن دفعات من المعتقلين خلال الأيام الماضية، قال الرئيس المصري: "الوطن يتسع للجميع وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".

وكانت مصادر حقوقية وسياسية مصرية، بينهم "محمد أنور السادات"، عضو مجلس حقوق الإنسان (رسمي) قد قالت إن النيابة العامة قررت إخلاء سبيل 41 شخصاً بينهم ناشطون، وذلك بعد يومين من حديث السيسي عن حاجة البلاد لـ"حوار سياسي".

وعلى المستوى الاقتصادي، أعلن "السيسي" عدداً من القرارات الاقتصادية التي تهدف إلى الاستمرار في المنظومة الصحيحة، مشيرا إلى أنه كلَّف الحكومة بوضع خطة متكاملة تتعلق بخفض الدين العام للدولة المصرية، وطرح شركات مملوكة للقوات المسلحة في البورصة المصرية.

كما وجه "السيسي" بإطلاق مبادرة لدعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص في توسيع القاعدة الصناعية للصناعات الكبرى والمتوسطة، وأشار إلى تكليف الحكومة بالإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص في الأصول المملوكة للدولة بقيمة 10 مليارات دولار سنوياً ولمدة 4 سنوات.

وكلف الرئيس المصري الحكومة أيضا بعقد مؤتمر صحفي عالمي لإعلان خطة الدولة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، وطالب الوزارات والمؤسسات والأجهزة المعنية باستمرار عمل المعارض التي ساهمت في توفير السلع الأساسية للمواطنين على مستوى محافظات الجمهورية، في إطار سعي الدولة المصرية لرفع العبء عن المواطنين.