اعتبر المحلل والإعلامي الأمريكي "فريد زكريا" أن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" هو السبيل الوحيد الأسهل أمام إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لإبقاء الضغط الاقتصادي على الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بسبب حرب أوكرانيا، دون التأثير على الاقتصاد العالمي.
ورأى "زكريا" أن أهمية "بن سلمان" تتمثل فى أنه الحاكم الفعلي للمملكة الخليجية التي من خلال تعاون الولايات المتحدة معها يمكن زيادة إنتاج النفط لخفض أسعاره ومن ثم تقليص مكاسب "بوتين" الذي يشن حربا على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط.
وأضاف أن السعودية تملك تأثيرا على دول خليجية أخرى مثل الإمارات والكويت فيما يتعلق بالنفط ومن ثم يمكنها دفعهما لزيادة إنتاجهما النفطي وتهدئة الأسعار.
وذكر أن هناك طرقا أخرى مثل تخفيف العقوبات على فنزويلا والصفقة النووية الإيرانية، لكن دول الخليج يمكنها بسهولة توسيع إنتاجها بملايين البراميل اليومية والمحافظة على تدفق هذه الإمدادات.
ولكن العقبة الحالية وفقا لـ"زكريا"؛ هي أن السعودية رفضت العديد من المطالبات الأمريكية لزيادة إنتاج النفط بسبب موقف الرئيس "بايدن" من ولي عهدها حيث لم يجتمع رسميا للآن مع "بن سلمان" ورفض منحه حصانة قضائية، كما سبق أن قال "بايدن" إنه سيجعل المملكة "منبوذة" بسبب مقتل الصحفي "جمال خاشجقي".
وبالمقابل رفض ولي العهد السعودي الطلب الأمريكي لزيادة إنتاج النفط ومضى لتقوية علاقاته مع روسيا والصين..".
واستطرد زكريا قائلا: "المرحلة المقبلة في الحرب بأوكرانيا تظهر حاليا، خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة ستحاول القوات الروسية توسيع سيطرتها على المناطق الشرقية بأوكرانيا، الجيش الأوكراني والمواطنون سيقاومون بقوة..".
وتابع قائلا: "الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الصراع هو وضع ضغط كاف على روسيا لإجبارها للذهاب إلى طاولة المفاوضات والسعي نحو تخفيف العقوبات مقابل صفقة سلام.
وعقب قائلا: "لتحقيق ذلك يجب على التحالف (ضد روسيا) البقاء بمركز القوة والمحافظة بل وتشديد العقوبات والحظر ضد موسكو..".
وأضاف: "هذا فقط يمكن تحقيقه في سيناريو تهبط فيه أسعار الطاقة من المعدلات العالية الحالية، إذا بقيت أسعار النفط فوق الـ100 دولار للبرميل ويمكن بسهولة أن ترتفع أكثر فهذا يعني أن أوروبا ستدخل قريبا في حالة ركود والاقتصاد العالمي بأكمله سيشهد هبوطا بمعدلات النمو..
وهذا يعني انهيار التحالف ضد روسيا في الوقت الذي تبحث فيه الدول عن طرق للحصول على طاقة رخيصة وهذا بالتأكيد ما يأمله فلاديمير بوتين..".