حذر خبراء مصريون من مساعي إثيوبيا لاستكمال حجز 18.5 مليار متر مكعب من مياه النيل؛ لتحقيق الملء الثالث لسد النهضة المتنازع عليه مع مصر والسودان.
وقال عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل، "عدلي سعداوي"، إن السد يحتوي حاليا على 7 أو 8 مليارات متر مكعب كحد أقصى، وتحتاج إثيوبيا إلى تخزين 10.5 مليار متر مكعب.
وأضاف أن ما يتم حجزه سيخرج من احتياطي السد العالي المصري، مشددا على أن مع كل ملء تتعقد الأمور بين البلدان الثلاث، بحسب موقع "مصراوي" (محلي).
ولفت إلى أنه ابتداء من الشهر المقبل، يزداد الوارد عند سد النهضة، وبالتالي التخزين يبدأ مع بداية سقوط أمطار خفيفة على الهضبة الإثيوبية.
واعتبر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور "عباس شراقي"، أن الملء الثالث للسد سيكون تأثيره محدودًا على مصر، لأن التعلية لن تتخطى أمتارًا معدودة، مضيفاً: "إثيوبيا تحتاج لوضع حوالى 1.3 مليون متر مكعب خرسانة قبل منتصف يوليو/تموز القادم، وهذا شبه مستحيل تحقيقه".
وأكد "شراقي" أن أثيوبيا لن تستطيع بأي حال من الأحوال تخزين أكثر من 3.6 مليار متر مكعب في الملء الثالث، حتى يتناسب مع الارتفاع الحالي للممر الأوسط من السد.
وفي 5 يوليو/تموز 2021، أخطرت إثيوبيا دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.
وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد، لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.