تحركات سرية لقادة المخابرات في تركيا وسوريا تمهيدا للتطبيع المستقبلي 

الخميس 5 مايو 2022 04:21 م

كشف موقع "إنتلجنس أونلاين" المعني بالشؤون الاستخباراتية، عن تحركات سرية يقوم بها قادة المخابرات التركية والسورية للتمهيد للتطبيع المستقبلي بين البلدين برعاية روسية، حيث تدرك أنقرة أن استمرار بقاء نظام "بشار الأسد" في دمشق يعني ضرورة عودة الحوار بين الجانبين بعد سنوات من القطيعة.

وذكر الموقع أنه علم من مصادر مطلعة أن وفدين، الأول من جهاز الاستخبارات الوطنية التركية، والثاني من مكتب الأمن القومي السوري التقيا في 16 أبريل/ نيسان في العاصمة الروسية موسكو لمناقشة تطبيع محتمل للعلاقات بين أنقرة ودمشق، والتي دخلت في طريق مسدود منذ منتصف عام 2011.

وأوضح الموقع أن الحرب الأوكرانية تسببت فى تراجع نشاط موسكو في سوريا، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لطرح مخاوفه الرئيسية على الطاولة والتي من بينها حالة الأراضي الشمالية الشرقية في سوريا التي تحتلها حاليًا قوات سوريا الديمقراطية، وهي ميليشيا ذات أغلبية كردية.

وإلى جانب الاجتماع السري الذي جرى بين رئيس المخابرات التركية "هاكان فيدان" ورئيس مكتب الأمن القومي السوري "علي مملوك" خلال الأسابيع القليلة الماضية، صدر من أنقرة عدد متزايد من التصريحات العلنية حول الانفتاح على الحوار مع دمشق.

وأعلن وزير الخارجية التركي، "مولود جاويش أوغلو"، في منتصف أبريل/نيسان، أن تركيا ستكون مستعدة للعمل مع النظام السوري ، حتى وإن لم تعترف بعد بشرعيته.

وبعيدًا عن الإشارة إلى شهر عسل سوري تركي محتمل، يكشف موقف أنقرة عن استعدادها للتفاوض مع دمشق شمال شرق البلاد، حيث لا يزال "بشار الأسد" يأمل في استعادة السيطرة ويتمتع الأكراد بقبضة قوية.

وهناك أيضا قضية وجود حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري حاليا في تركيا، ويؤثر وجودهم بشكل كبير على اقتصاد البلاد الضعيف. وهو أمر تأمل تركيا في الانخراط في مناقشته مع سوريا.

وبحسب موقع "إنتلجنس أونلاين" فإنه من أجل جلب النظام السوري إلى طاولة المفاوضات، تعتمد أنقرة أولاً على موسكو المشغولة للغاية حاليا بالحرب في أوكرانيا.

وأشار الموقع إلى أن تركيا أغلقت في 23 أبريل/ نيسان مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية الروسية المتجهة إلى سوريا، مشيرا أن ذلك عزز رسالتها إلى "الأسد" بأن الحوار مع أنقرة ضروري بينما يقوم راعيه الروسي بالانسحاب من سوريا.

في الوقت ذاته، تواصل تركيا بل وتكثف عملياتها شمال شرق سوريا، حيث قتلت المخابرات التركية في 22 أبريل/ نيسان اثنين من كبار أعضاء وحدات حماية الشعب الكردية.

ولفت الموقع إلى أن محاولات إعادة اندماج تركيا فى محيطها الإقليمي وإعادة سوريا للحظيرة العربية تدعم المؤشرات المتعثرة للحوار الأمني المستقبلي بين دمشق وأنقرة.

وبعد أشهر طويلة من المفاوضات خلف الكواليس بين "هاكان فيدان" ورئيس المخابرات العامة في مصر "عباس كامل"، قررت أنقرة أخيرًا، في بداية أبريل/نيسان ، تعيين سفير في القاهرة بعد أن كان ظل هذا المنصب شاغرا لمدة 9 سنوات.

وجاء ذلك بالتوازي مع دعوة من برلمانيين مصريين مرة أخرى إلى تعزيز العلاقات بين القاهرة ودمشق.

كما يعمل أيضا التقارب التركي الإماراتي، لصالح الحوار التركي مع "الأسد"، الذي خضعت زيارته لدبي ثم إلى أبوظبي في 18 مارس/ آذار للتدقيق الدقيق من قبل السلطات التركية.

المصدر | إنتلجنس أونلاين -ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المخابرات التركية المخابرات السورية علي المملوك هاكان فيدان

وزير الداخلية التركي: فيلم الغزو الصامت المناهض للاجئين كاذب وتحريضي

التحول الدبلوماسي الجديد لتركيا

المصالحة بين تركيا والنظام السوري ما تزال بعيدة.. لماذا؟

أمريكا تعرب عن قلقها من خطط تركيا لشن هجوم جديد على الحدود السورية