أوكرانيا تتهيأ لهجمات روسية مكثفة شرقًا وبوتين يحذر من توسع الناتو

الثلاثاء 17 مايو 2022 05:09 ص

أوكرانيا تتهيأ لهجمات روسية مكثفة شرقًا وبوتين يحذر من توسع الناتو بالسويد وفنلندا

الاستخبارات العسكرية البريطانية: "روسيا خسرت على الأرجح ثلث القوة القتالية البرية التي أرسلتها في فبراير".

تخفق روسيا في تحقيق مكاسب ميدانية في دونباس في شرق البلاد، فيما يواصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في منطقة خاركيف.

حاكم منطقة لوغانسك: للادعاء بتحقيق ما يشبه النصر، يركز العدو على هدفين: إما التقدم نحو حدود منطقة لوغانسك، أو الاستيلاء على سيفيرودونيتسك.

بوتين: انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الأطلسي لا يشكل خطراً داهماً، لكن نشر بنى تحتية عسكرية في أراضي هذين البلدين سيستدعي رداً بالتأكيد.

* * *

كييف (أوكرانيا): حذّرت روسيا فنلندا والسويد من أن مساعيهما للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي تنطوي على "خطأ جسيم"، في حين تستعد أوكرانيا لمواجهة تكثيف للهجمات الروسية في منطقة دونباس في شرق البلاد.

ويتّجه البلدان نحو التخلي عن سياسة الحياد التي يتّبعانها منذ عقود على خلفية التخوّف من عدوان روسي، خصوصا وأن الحدود المشتركة بين روسيا وفنلندا تمتد بطول 1300 كلم.

أعلنت هلسنكي الأحد رسميا عزمها على الانضمام للناتو، كما أيد الحزب الحاكم في السويد تقدّم البلاد بطلب عضوية. ويبحث البرلمان الفنلندي والسويدى ترشح البلدين الإثنين، مع ضمان أغلبية كبيرة في كلا المجلسين.

لكن روسيا، التي أطلقت في 24 فبراير حملة عسكرية في أوكرانيا استدعت موجة تنديد دولية وأسفرت عن آلاف القتلى وملايين اللاجئين، حذّرت من عواقب هذه الخطوة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين إن انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الأطلسي لا يشكل “خطرا داهما”، لكنه حذر من أن “نشر بنى تحتية عسكرية في أراضي هذين البلدين سيستدعي ردا بالتأكيد”.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن ترشح السويد وفنلندا لعضوية الناتو يشكل "خطأ جسيما"، مشيرا إلى أن الخطوة سترفع "مستوى التوتر العسكري".

ونقلت عنه وكالات أنباء روسية تأكيده أن بلاده لن تسكت عن هذا الأمر وقوله إن هذا الأمر "ستكون لعواقبه أبعاد هائلة". وسبق أن علّقت روسيا إمداد فنلندا بالتيار الكهربائي، معلّلة خطوتها بعدم تسديد ثمنها.

لكن رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين صرّحت للصحافيين بأن "بيئتنا الأمنية تغيّرت بشكل جذري. … البلد الوحيد الذي يهدد الأمن الأوروبي ويشن حاليا حربا عدوانية معلنة هو روسيا".

"طريق مسدود"

مدّ حلفاء أوكرانيا كييف بالأسلحة والمال لمساعدتها في مقاومة القوات الروسية، والأحد تعهّد حلف شمال الأطلسي تقديم الدعم طالما اقتضى الأمر.

وتعهّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تقديم دعم عسكري "طالما تحتاج إليه أوكرانيا".

وتخفق روسيا في تحقيق مكاسب ميدانية في دونباس في شرق البلاد، منذ أن جعلت هذه المنطقة أولوية لعملياتها العسكرية، فيما يواصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في منطقة خاركيف.

وأعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في فيديو نشره مساء الأحد "نستعد لمحاولات جديدة من روسيا لمهاجمة دونباس لتكثيف تحركها بشكل ما نحو جنوب أوكرانيا"، مؤكدا أن "المحتلين يرفضون حتى الآن الإقرار بأنهم في مأزق".

وفي خاركيف أعلنت السلطات الأحد استهداف مخزن لنيترات الأمونيوم بضربة روسية، لكن حاكم دونيتسك شدد على أن "الانفجار في منطقة خاركيف لا يشكل خطرا على سكان المنطقة".

وتوقّعت الاستخبارات الغربية أن تتباطأ الحملة مع تكبّد روسيا خسائر فادحة ومواجهتها مقاومة شرسة.

وقال زيلينسكي "لا يزال المحتلون يرفضون الاعتراف بأنهم وصلوا إلى طريق مسدود وبأن ما يسمّونه "عملية خاصة" باتت مفلسة".

وأفاد مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، مساء الأحد، أن موسكو تنقل قوات من منطقة خاركيف (شمال) إلى لوغانسك في دونباس بهدف السيطرة على سيفيرودونيتسك.

ولاحقا أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها صدت القوات الروسية واستعادت السيطرة على جزء من الحدود مع روسيا في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية.

وفي بيان نشرته على فيسبوك، مرفق بشريط فيديو يظهر فيه جنود أمام شارة حدودية ملونة بالأصفر والأزرق، وهما لونا علم أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع "الكتيبة 227 من لواء الدفاع الإقليمي 127 التابع لقوات خاركيف المسلحة طردت الروس وتمركزت على الحدود".

وبحسب الجيش الأوكراني، لا تزال قوات روسية تحاول صد التقدم الأوكراني، فيما دوت صفارات الإنذار في خاركيف في ساعات الصباح الأولى.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الإثنين التوصل إلى هدنة في مجمّع آزوفستال للصلب، آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية، لإجلاء الجرحى الأوكرانيين.

وقالت الوزارة في بيان "هناك وقف لإطلاق النار في الوقت الحالي، وفتح ممر إنساني ينقل من خلاله الجنود الأوكرانيون الجرحى إلى المؤسسات الطبية في نوفوازوفسك" في الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية والموالية لروسيا.

وعلى تلغرام، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي "للادعاء بتحقيق ما يشبه النصر، يركز العدو على هدفين: إما التقدم نحو حدود منطقة لوغانسك (التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جزء منها منذ عام 2014) أو الاستيلاء على سيفيرودونيتسك" العاصمة الإقليمية الخاضعة لسيطرة كييف.

وأعلن غايداي صد محاولة روسية لعبور نهر لإحكام الطوق بعد تكبيد قواتها خسائر فادحة في العتاد.

والأحد، على فيسبوك، أعلن الجيش الأوكراني تفجير جسور وسكك حديد مؤدية إلى سيفيرودونيتسك تسيطر عليها روسيا.

والإثنين أفادت الرئاسة الأوكرانية بمقتل ستة أشخاص وجرح تسعة بينهم طفل في قصف استهدف مستشفى في سيفيرودونيتسك.

وأفادت شرطة دونيتسك بمقتل ستة مدنيين وجرح 12 آخرين في قصف روسي استهدف المنطقة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وبعد نحو ثلاثة أشهر على بدء المعارك، هرب أكثر من ستة ملايين لاجئ من أوكرانيا ونزح ثمانية ملايين داخل البلاد، وفق الأمم المتحدة.

لكن البعض يتريثون في المغادرة.

في ليزيتشانك على الضفة المقابلة للنهر الفاصل عن سيفيرودنيتسك، حاول شرطي من دون جدوى إجلاء أنجلينا أباكوموفا وأطفالها.

وصرّحت لوكالة فرانس برس خلال عودتها إلى قبوها "الوضع خطير هنا الآن، لكن الوضع يتغير ويصبح خطيرا هناك. ما الفائدة من التحرك ذهابا وإيابا؟"

لكن المعارك في هذه المنطقة تسارعت وتيرتها مع محاولة الروس السيطرة على التلال المطلة على آخر طريق يربط ليزيتشانسك ببقية أنحاء البلاد.

وقال الشرطي فيكتور ليفتشنكو "من يبقون هنا يعتقدون أن الأمور ستكون على ما يرام"، وهو يختبئ مع عشرات في ممرات تحت الأرض وفي الطوابق السفلية المتداخلة لأحد أكثر أبنية المنطقة تدعيما.

وأضاف الشرطي "لكن للأسف الأمور ليست على ما يرام".

تأخر عن الجدول

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت بصواريخ "عالية الدقة" مركزي قيادة أوكرانيين وخمسة مستودعات ذخيرة مدفعية بالقرب من زابوريجيا وباراسكوفيفكا وكونستانتينوفكا ونوفوميكايلوفكا في دونيتسك.

لكن قادة عسكريين بريطانيين أشاروا إلى أن العملية الروسية في دونباس "فقدت زخمها".

وبحسب الاستخبارات العسكرية البريطانية أخفقت موسكو في تحقيق مكاسب تذكر على الأرض، ما جعل خطة معركتها تسجل "تأخيراً كبيراً عن الجدول الزمني المحدد".

وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن "روسيا خسرت على الأرجح ثلث القوة القتالية البرية التي أرسلتها في فبراير"، وتابعت أنه "في ظل الظروف الحالية، من غير المرجح أن تسرّع روسيا وتيرة تقدمها بشكل ملحوظ خلال الثلاثين يوما القادمة".

وتوقّعت القيادة العسكرية الأوكرانية تحوّل الأمور لتصب في صالحها في آب/أغسطس، لكن قوى غربية حذّرت من أن النزاع سيتحول إلى حرب استنزاف وستمتد للعام المقبل.

اجتماع أوروبي حول حظر النفط الروسي

فرض حلفاء كييف الغربيون عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا ردا على غزوها أوكرانيا، لكنهم ما زالوا يستوردون النفط والغاز الروسيين.

والإثنين عقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسل للبحث في حظر النفط الروسي، لكن المجر لا تزال تعرقل اتخاذ قرار في هذا الاتجاه بحجة أن هذا الأمر سيلحق ضررا كبيرا باقتصاد البلاد.

وأعلنت المفوضية الأوروبية الإثنين خفض توقعاتها للنمو الاقتصادي لمنطقة اليورو في عام 2022 بمقدار 1,3 نقطة إلى 2,7%، وزادت توقعاتها بشأن التضخم بمقدار 3,5 نقطة إلى 6,1%، بسبب الحرب في أوكرانيا.

بعد أن طالتها العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، أعلنت شركة السيارات الفرنسية رينو، الرائدة في روسيا، والتي استحوذت على علامة لادا، الإثنين أنها ستبيع أصولها إلى الدولة الروسية، في أول عملية تأميم ضخمة منذ هجوم موسكو على أوكرانيا.

قالت المجموعة في بيان إنها باعت حصتها الأكبر (67,69%) في مجموعة “اوتوفاز”، الرئيسية في صناعة السيارات الروسية إلى جانب علامة لادا، إلى المعهد الروسي للبحوث وتطوير السيارات والمحركات.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

روسيا، النفط الروسي، أوكرانيا، حرب أوكرانيا، الناتو، السويد، فنلندا، سيرغي ريابكوف، لادا، أوروبا، بوتين، الحياد،

روسيا تعلن عزمها ضم الأراضي التي استولت عليها بأوكرانيا

روسيا تقر بمواجهة صعوبات في أوكرانيا وتتعهد بمواصلة القتال

لأول مرة منذ بدء المعارك.. زيلينسكي يزور شرقي أوكرانيا

جورج فريدمان: بوتين لن يخرج من أوكرانيا إلا في سياق يدخله التاريخ