وقعت ألمانيا وقطر، الجمعة، إعلانا لتعزيز شراكتهما في مجال الطاقة، مع التركيز على تجارة الهيدروجين والغاز الطبيعي المسال، في وقت تسعى برلين لموارد بديلة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال وزير الخارجية القطري "محمد بن عبدالرحمن"، لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، إن بلاده تأمل في بدء إرسال الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا في عام 2024.
وينص اتفاق الشراكة على عقد اجتماعات منتظمة بين البلدين وإنشاء مجموعة عمل تركز على تطوير العلاقات التجارية المتعلقة بالغاز الطبيعي المسال والهيدروجين، إضافة إلى مجموعة مختصة بالطاقة المتجددة.
ووقع أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، الاتفاق في ألمانيا مع وزير الاقتصاد "روبرت هابيك"، الذي سافر إلى قطر في مارس/أذار، يرافقه مسؤولون من شركة الكهرباء الألمانية (آر.دبليو.إي) وشركة الطاقة "يونيبر"؛ لإجراء محادثات بشأن صفقات طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال.
واجتمع أمير قطر مع الرئيس الألماني "فرانك فالتر شتاينماير"، في قصر الرئاسة بيلفيو في العاصمة برلين، صباح الجمعة.
وفي بداية الاجتماع، أشاد الرئيس الألماني بزيارة الشيخ "تميم"، وبعلاقات البلدين "التي تقوم على أسس الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء القطرية "قنا".
سمو الأمير المفدى يجتمع مع فخامة الرئيس الدكتور فرانك فالتر شتاينماير، رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، في قصر الرئاسة بيلفيو ببرلين. https://t.co/x7oM1HvfKU pic.twitter.com/9oHCf6dFOp
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) May 20, 2022
من جانبه، أعرب الشيخ "تميم" عن شكره وتقديره للمشاعر الودية، "وما تعكسه من عمق الصداقة والعلاقات النموذجية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين"، معبّراً عن ارتياحه لتطابق وجهات النظر بين البلدين حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التّعاون بين البلدين، وأوجه تطويرها والارتقاء بها في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة مجمل الأوضاع الإقليمية والدّولية الراهنة.
وقبل الاجتماع، عقد أمير قطر والرئيس الألماني لقاءً ثنائيّاً، جرى خلاله "تناول آفاق التعاون القطري الألماني وأوجه تطويره، إلى جانب تبادل وجهات النّظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك"، وفق "قنا".
ويعد توريد الغاز الطبيعي المسال أمرا حاسما للمحاولات الألمانية لتقليل اعتمادها على واردات الغاز من روسيا.
وتعتبر قطر شريكاً مهماً لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، استناداً إلى أكثر من 60 عاماً من العلاقات التجارية، ونحو نصف قرن من العلاقات السياسية والدبلوماسية.
وتعتبر ألمانيا شريكاً استراتيجياً لقطر ومقصداً مهماً للاستثمارات القطرية التي بلغت نحو 25 مليار يورو، وتشمل مشروعات حيوية في قطاعات السيارات وتكنولوجيا المعلومات والبنوك.
وبدأ أمير قطر، الإثنين الماضي، جولة أوروبية موسعة استهلها بزيارة جمهورية سلوفينيا، وعقد مباحثات مع رئيسها "بوروت باهور" ورئيس وزرائها "يانيز يانشا"، كما افتتح المركز الإسلامي في العاصمة ليوبليانا.
وعقب تلك الزيارات، سيشارك أمير قطر في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي سيقام بمدينة دافوس السويسرية.
واستهل الشيخ "تميم" جولته الإقليمية والدولية بزيارة إلى العاصمة طهران، حيث التقى خلالها الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، وبحث معه عدداً من القضايا الدولية، من بينها الملف النووي الإيراني.
وتحظى الجولة باهتمام أوروبي كبير، وشغف لما يمكن أن تقدمه الدوحة للشركاء الأوروبيين في ملف الغاز والطاقة الذي يواجه تقلبات خطيرة في السوق العالمية.