اتهم تقرير صدر مؤخرا للأمم المتحدة، مرتزقة "فاجنر" الروس، بالإفراط في استخدام المفخخات في ليبيا، لافتا إلى أنهم لم يتركوا علامات ظاهرة، وربما ربطوها بدمى أطفال.
ونقلت صحيفة "الجارديان"، تفاصيل التقرير الأممي، الذي قال إن مرتزقة "فاجنر" المرتبطة بالكرملين، خرقوا القوانين الدولية بتركهم ألغاما في المناطق المدنية بدون أي محاولة للتحذير أو ترك علامات أو محاولة نزع الألغام القاتلة.
وقالت الصحيفة، إن مرتزقة "فاجنر" ربطوا مفخخات بأسلحة قوية متفجرة مضادة للدبابات كانت مسؤولة عن مقتل اثنين من العاملين في تنظيف الألغام من منظمة غير حكومية.
وأشارت إلى أن محققين يشكون في أن مفخخة عثر عليها في حي مدني بطرابلس ومصنعة من قنابل هاون ومتفجرات بلاستيكية ربطت بدمية هي من عمل مرتزقة "فاجنر".
الصحيفة لفتت، إلى أن نتائج التقرير الذي أعده فريق متخصص يعمل للجنة بالأمم المتحدة مهمتها مراقبة العقوبات وحظر تصدير السلاح لليبيا، ستعزز القلق في العواصم الغربية عن الدور الذي لعبته "فاجنر" في أفريقيا.
ورجح خبراء وجود حوالي ألفي مرتزق تابعين لـ"فاجنر" في ليبيا، بين مارس/آذار 2021 وأبريل/نيسان 2022، كانوا يدعمون الجنرال "خليفة حفتر"، وقاموا بزراعة عدد من الألغام الضخمة للدفاع عن مواقعهم قرب طرابلس.
وبناء على القانون الدولي، فقد كان على "فاجنر" وضع علامات على الأماكن وأن تحذر السكان المحليين وأن تنزعها عند انسحابها بعد عدة أسابيع. وإن الفشل في هذه الإجراءات يعتبر جريمة حرب بحسب ميثاق جنيف.
وأقام فريق التحقيق نتائجه على قرص خلفه مرتزقة "فاجنر" وراءهم، وعثر عليه صحفيون وفحصه فريق الأمم المتحدة، ويحتوي القرص على عشر صفحات من يناير/ كانون الثاني 2020، تشتمل على الأسلحة والمعدات المطلوبة للوحدات الفرعية التابعة لـ"فاغنر" في ليبيا وأسماء مشفرة لفريق "فاجنر" البارز.
وتضم الأسماء الحركية "المدير العام" الذين يرى المحققون أنه "يفغيني بريغوجين"، رجل الأعمال المقرب من الرئيس "فلاديمير بوتين"، والذي نفى في تصريحات لصحيفة "الجارديان" علاقته بالشركة.
ومنذ أبريل/نيسان 2019، تنشط مرتزقة فاجنر الروسية، في مدينتي سرت (شرق طرابلس) والجفرة (جنوب شرق طرابلس)، ويتمركزون بقاعدة القرضابية الجوية بسرت ومينائها البحري، بالإضافة إلى قاعدة الجفرة الجوية وسط ليبيا.
ولعدة مرات رصد الجيش الليبي تحركات لمرتزقة "فاجنر"، في مدينتي سرت (شمال وسط) والجفرة (وسط)، كما أعلن مرارا رصد وصول رحلات جوية لطائرات تحمل مرتزقة من جنسيات مختلفة.
ورغم اتفاق الفرقاء الليبيين في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، على إخراج المرتزقة الأجانب وعلى رأسهم فاجنر من بلادهم خلال ثلاثة أشهر من ذلك التاريخ، إلا أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع.