النظام السوري يحتجز مرتكب مجزرة حي التضامن.. ما هدفه؟

الاثنين 30 مايو 2022 06:20 م

كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن نظام "بشار الأسد" في سوريا، يحتجز مرتكب مجزرة التضامن بدمشق، الذي ظهر في فيديو بثته صحيفة "الجارديان".

وقالت الشبكة، في تقرير لها، الإثنين، إن النظام يتحفَّظ على "أمجد يوسف"، لافتة إلى أن عملية الاحتجاز لم تتم وفق مذكرة قضائية، استنادا إلى تهمة محددة، كما لم تتم إحالته إلى القضاء.

ولم يصدر عن النظام السوري أية معلومة تشير إلى اعتقال "يوسف".

وأكد تقرير الشبكة أن "يوسف" متورط مع العديد من الجهات في النظام بهذه الجرائم الفظيعة، ويبدو أن هناك خشية من انكشاف مزيد من المتورطين، وفي سبيل ذلك قد يقوم النظام السوري بإخفائه مدى الحياة، أو قتله، وذلك بعد أن اعترف بجرائمه.

وأضاف أنه لم يكن النظام ليحتجز "يوسف" لو لم يكن متورطا على أعلى المستويات.

وأشار التقرير إلى أن النظام السوري يُحافظ على مرتكبي الانتهاكات، وفي بعض الأحيان يقوم بترقيتهم، كي يرتبط مصيرهم بمصيره بشكل عضوي دائماً، وكي يصبح الدفاع عنه جزءاً أساسياً من الدفاع عن أنفسهم.

وأوضح التقرير، أنه "لم يكن لأمجد يوسف والآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية وقوات الجيش ارتكاب مثل هذه الانتهاكات الفظيعة لو لم تكن سياسة مدروسة، وأوامر مباشرة من قبل رأس النظام السوري بشار الأسد، القائد العام للجيش والقوات المسلحة (الجيش والأمن)".

وأضاف: "ذلك لأن مثل هذه الانتهاكات واسعة النطاق بحاجة لتنسيق وتعاون مع العشرات من الأفراد والمؤسسات، ولا بدَّ من أن النظام السوري على علمٍ بها، لكنه لم يقم بأي ردع أو محاسبة".

وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية، نشرت الشهر الماضي، تحقيقا لمراسلها في الشرق الأوسط "مارتن شولوف"، يظهر قيام مجموعة مسلحين تابعة لقوات النظام السوري، في 16 من أبريل/نيسان 2013، بإعدام 41 مدنيا، بينهم 7 نساء وعدد من الأطفال، ثم رميهم في حفرة، قبل إضرام النيران في جثثهم.

وأظهر مقطع الفيديو، طلب عناصر النظام السوري من عدد من المدنيين الركض، في حين كانت أيديهم مكبلة خلف ظهورهم وأعينهم معصوبة، قبل أن يطلقوا النار عليهم.

كما أظهرت الصور اقتياد مدنيين وإلقاءهم في حفرة وإطلاق النار عليهم.

وتبين الصور تكديس عناصر النظام السوري جثث المدنيين الضحايا فوق بعضها، وإلقاء إطارات سيارات وأخشاب فوقها، وسكب البنزين عليها ثم إحراقها.

وحسب تقرير الصحيفة، فقد وقع الفيديو بيد عنصر في قوات النظام السوري، بعد إعطائه جهاز كمبيوتر محمول لإصلاحه، وعثر على مقطع الفيديو في مجلد على الجهاز.

ووفقا للتحقيق الصحفي، فقد قام العنصر (المصدر) بتسريب الفيديو إلى الناشطة السورية "أنصار شهود"، والبرفيسور "أوغور أوميت أوغور" من مركز الهولوكوست والإبادة بجامعة أمستردام الهولندية، حيث استمر كل منهما بالعمل لمدة 3 سنوات في متابعة القصة، والعثور على الشخص الذي يظهر وهو يقوم بقتل المدنيين وحرق جثثهم، كما يظهر مقطع الفيديو.

وبحسب تاريخ الفيديو، فقد وقعت المجزرة في الفترة التي سادت فيها أجواء استعدادات الثوار للدخول إلى العاصمة دمشق، وبدء معركة إسقاط النظام، حيث كانت قوات النظام تسيطر على ثلثي حي التضامن، وتسيطر المعارضة على باقي الحي، حيث وقعت المجزرة في الجزء الجنوبي الشرقي منه، في منطقة كانت قريبة من خط التماس مع المعارضة في شارع دعبول، مقابل "مسجد عثمان"، خلف "صالة الحسناء".

ويروي تحقيق "الجارديان"، تفاصيل دقيقة عن كيفية التحقيق الذي خاضه الباحثان لوصول "شهود" و"أوميت" إلى هوية مرتكب المجزرة، الذي أوضح التحقيق أن اسمه "أمجد يوسف"، وتم العثور عليه من خلال البحث عنه في موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي.

وبعد عدة حوارات لإحدى الشهود انتحلت شخصية امرأة مؤيدة لنظام "الأسد"، اعترف "أمجد" بارتكابه عدة عمليات قتل، بحجة الانتقام لمقتل شقيقه الأصغر الذي قتل عام 2013.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مجزرة التضامن حي التضامن سوريا الأسد

الجارديان: فيديو مجزرة حي التضامن عام 2013 فضح جرائم النظام السوري

ارتكب 12 مجزرة أخرى.. الجارديان: سفاح التضامن على رأس عمله