إيكونوميست: العلاقات الإسرائيلية المغربية "سر خفي انفجر إلى العلن"

الجمعة 3 يونيو 2022 12:22 م

شبهت مجلة "إيكونوميست" العلاقات بين إسرائيل والمغرب بأنها "صداقة سرية انفجرت إلى العلن"، وجعلت الصراع العربي الإسرائيلي "مجرد تاريخ قديم".

وقالت المجلة، في تقرير حول التطبيع المغربي الإسرائيلي، أن إسرائيل ظلت، ولعقود، "السرّ الخفي" بالنسبة للمغرب، وتمت التعاملات التجارية بين البلدين عبر سلسلة من الوسطاء، في الغالب من يهود المغرب المنفيين في باريس أو عملاء الاستخبارات السريين.

وأضافت: "انتهت الدبابات السورية التي وقعت في أيدي الإسرائيليين إلى المغرب. كما ساعدت إسرائيل المغرب على بناء الجدار الطويل وتحصينه منعا لمقاتلي جبهة تحرير البوليساريو.

وتابع التقرير: "والآن وقد أصبحت الصداقة السرية رسمية، يبدو أن الزوجين يريدان التعرف على بعضهما البعض".

ووقع البلدان سلسلة من الصفقات العسكرية والتجارية والثقافية، وفي الغالب بصوت عال، و"يبدو النزاع العربي- الإسرائيلي من التاريخ القديم".

وقالت المجلة إن قناة "i24" الإسرائيلية ستفتح مكتبين لها في الدار البيضاء والرباط، العاصمتين التجارية والسياسية للمغرب.

وشهدت حفلة الإعلان عن خطوة الافتتاح التي عقدت في 30 مايو/أيار، قائمة من الشخصيات لا تحظى بها السفارات الغربية عندما تحتفل بأيامها الوطنية، و"لمعت نجمة داوود في قلب قلعة شالة"، وأضيئت الشموع لتلك المناسبة في هذه القلعة المغربية القديمة. وقدّم الخمر المصنع في مرتفعات الجولان المحتلة على مائدة الحفل، بحسب المجلة.

وفي الوقت نفسه، يقول التقرير، تدفق السياح الإسرائيليون منذ الاتفاقية إلى المغرب، حيث يتم تنظيم 10 رحلات مباشرة في الأسبوع إلى المغرب من إسرائيل.

ويحضر البعض للتمتع والاحتفال، وآخرون لزيارة قبور 60 قديسا يهوديا، فيما يحاول البعض البحث عن جذور عائلاتهم، ذلك أن هناك 700 ألف يهودي في إسرائيل جاءوا من المغرب.

ومن الناحية الرسمية، تضيف المجلة، فمعدل التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل هو 131 مليون دولار، هذا باستثناء الصفقات العسكرية والخدمات وسوق الصناعات الرقمية والسايبر والمشاريع المشتركة مع دولة ثالثة.

وهناك مشروع مشترك يشمل المغرب والشركة الإسرائيلية "ماروم إنيرجي" ومع مجموعة إسبانية بكلفة 1.2 مليار دولار؛ لتوفير الطاقة الشمسية لإسبانيا.

وتقدم الشركات الإسرائيلية عطاءات في المشاريع الكبرى مثل تحلية المياه بالدار البيضاء، وهي تبحث عن فرص أخرى في الغاز والصيد وزراعة الحشيش.

واستضاف المغرب قبل فترة معرضا استمر ثلاثة أيام للشركات الناشئة بما فيها "سبلانت" وهي شركة تُعنى بالزراعة بناء على الجو ونوعية التربة. وقال دبلوماسي إسرائيلي: "هناك اهتمام كبير، وجنون".

وتضيف المجلة أن العقود العسكرية السرية تتفوق على البقية، وخمسة منها يقال إن قيمة كل منها يصل إلى مئات الملايين من الدولارات.

ويقول المسؤولون المغاربة إن الرقمنة الإسرائيلية منحتهم تفوقا على الجزائريين في خلافهم حول الصحراء الغربية.

وتبني الصناعات الجوية الإسرائيلية مصنعين لتصنيع الطائرات المسيرة وتركيب أنظمة دفاع صاروخية في المغرب.

لكن، ورغم تطور العلاقات، تشير المجلة إلى ما يمكن اعتباره ترددا بين البلدين في جعل العلاقة كاملة 100%؛ وذلك بسبب حساسية قضية الصحراء الغربية، حيث لم تقدم إسرائيل للمغرب "اعترافا كاملا وواضحا" بسيادته على تلك المنطقة المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وبالرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وعدت بالاعتراف الكامل بالأمر، إلا أن إدارة "بايدن" لا تزال مترددة في المضي قدما، لعدم إغضاب الجزائر ودفعها للارتماء في أحضان روسيا التي تقيم معها علاقات متطورة.

وفي هذا الإطار، تلفت "إيكونوميست" إلى أن الملك المغربي "محمد السادس" علق خططا لافتتاح سفارة في تل أبيب، ولم يمنح بعد اعتمادا للسفير الإسرائيلي في الرباط.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تطبيع المغرب العلاقات المغربية الإسرائيلية التطبيع مع الاحتلال التطبيع العربي

المغرب يعلن عن اتفاق جديد مع إسرائيل

طنجة المغربية تحتضن حوار الأديان بمشاركة عربية ودولية وإسرائيل

رئيس الأركان الإسرائيلي يزور المغرب الأسبوع الجاري