"الإساءة" الهندية للنبي محمد.. إدانات خليجية وعربية واسعة ومطالبات بالاعتذار

الاثنين 6 يونيو 2022 06:11 ص

صدرت إدانات من دول خليجية وعربية وإسلامية لتصريحات "مسيئة" للنبي "محمد" صلي الله عليه وسلم أدلت بها "نوبور شارما"، المتحدثة باسم حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم بالهند.

فقد أعربت سلطنة عُمان، الإثنين، عن "استنكارها لتلك التصريحات، معتبرة أنها "لا تخدم علاقات التعايش السلمي بين المكونات الدينية وتؤجج الرأي العام".

وأوضحت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن ذلك جاء خلال لقاء وكيل وزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية في سلطنة عمان "خليفة بن علي بن عيسى الحارثي" مع سفيرة الهند لدى السلطنة "أميت نارنج".

وأكد "الحارثي" رفض سلطنة عُمان "المساس بالرموز الدينية كافة، مجددا التأكيد على تمسك بلاده بـ"ثقافة التسامح والتعايش ومجابهة الكراهية واحترام المعتقدات والأديان".

وفي السعودية، استنكرت وزارة الخارجية، في بيان الأحد، تصريحات "شارما"، مؤكدة "رفضها الدائم للمساس برموز الدين الإسلامي، كما ترفض المساس بالشخصيات والرموز الدينية كافة".

كما أدانت الأمانة العامة لـ"هيئة كبار العلماء بالمملكة "بشدة تصريحات "شارما".

ودعت الأمانة، في بيان، "المسلمين إلى التعريف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما احتوت عليه رسالته الخالدة، وسيرته العطرة، من خير وبر ورحمة للناس أجمعين".

وأكدت أن "القيام بذلك من مقتضيات الإيمان به نبيا ورسولا، وأبلغ رد على من يحاول أن يسيء إلى جنابه عليه الصلاة والسلام".

وتأتي هذه المواقف في حين يزور نائب الرئيس الهندي "فينكايا نايدو" الدوحة لتعزيز العلاقات التجارية بين الهند وقطر.

وفي قطر، استدعت الخارجية القطرية، الأحد، سفير الهند في الدوحة "ديباك ميتال".

وتسلم السفير مذكرة احتجاج رسمية جاء فيها أن "قطر تطالب الحكومة الهندية بأن تسارع إلى إدانة هذه التصريحات فورا والاعتذار عنها علنا لكافة المسلمين في العالم"، بحسب بيان للخارجية القطرية.

وأضاف البيان أن "تبني خطاب الإسلاموفوبيا وعدم مساءلة من يطلقون مثل هذه التصريحات المعادية للإسلام ومرورها من دون عقاب يشكل خطرا جسيما على حماية حقوق الإنسان... قد يقود إلى حلقة من العنف والكراهية".

وجاء ذلك في حين يزور نائب الرئيس الهندي "فينكايا نايدو" الدوحة، رفقة رجال أعمال من بلاده؛ لتعزيز العلاقات التجارية بين الهند وقطر.

ويشكل الهنود نحو مليون من إجمالي عدد سكان قطر البالغ 2.8 مليون نسمة.

مقاطعة البضائع الهندية

على النحو ذاته، أعلنت الكويت، الأحد، أنها استدعت السفير الهندي وسط دعوات واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة البضائع الهندية في دول الخليج.

وعلّق حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندي، الأحد، عضوية المتحدثة باسمه "نوبور شارما"؛ بسبب تعبيرها عن "آراء مخالفة لموقف الحزب".

وقال الحزب، الذي يتزعمه رئيس الوزراء "ناريندرا مودي"، والذي يُتهم باستمرار باستهداف الأقلية المسلمة في البلاد، إنه "يحترم جميع الأديان".

من جانبها، رحبت وزارة الخارجية البحرينية، الأحد، بقرار حزب "بهاراتيا جاناتا" بإيقاف "شارما"، مشددة على "ضرورة شجب أي إساءات مستهجنة بحق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، باعتبارها استفزازًا لمشاعر المسلمين وتحريضًا على الكراهية الدينية".

وأكدت وزارة الخارجية على "أهمية احترام المعتقدات والرموز والشخصيات الدينية كافة وتضافر جهود المجتمع الدولي في نشر قيم الاعتدال والتسامح والحوار بين الأديان والحضارات، والتصدي للأفكار المتشددة المغذية للفتن والكراهية الدينية أو الطائفية أو العنصرية".

كذلك، نددت منظمة التعاون الإسلامي ومقرها السعودية بهذه التصريحات، قائلة إن "إساءة" المسؤولة الهندية للنبي محمد تأتي في "سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين بها والتضييق عليهم".

الأزهر يستنكر

وفي مصر، أعرب الأزهر الشريف عن "إدانته واستنكاره الشديد" لتصريحات متحدثة الحزب الحاكم في الهند "المسيئة" للنبي محمد.

وقال في بيان إن تلك التصريحات كشفت "جهلا فاضحا" فيما يتعلق بـ"تاريخ الأنبياء والمرسلين وسيرتهم، وكيف أنهم كانوا يمثلون القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق".

وأكد الأزهر أن التصريحات تعد "سخفا من القول الذي يردده بين الحين والآخر كل حاقد على الإسلام والمسلمين".

واعتبر أن "مثل هذا التصرف هو "الإرهاب" الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة".

وطالب المجتمع الدولي أن "يتصدى بكل حزمٍ وبأس وقوّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين".

وأكد الأزهر أن "ما يلجأ إليه بعض المسؤولين السياسيين مؤخرا من إساءة للإسلام وإلى نبيه الكريم، نبي العفة والأدب والطهارة، لكسب تأييدِ أصوات في انتخابات الأحزاب، وتهييج مشاعر أتباعهم ضد المسلمين - هو دعوة صريحة للتطرف وبث الكراهية والفتنة بين أتباع الأديان والعقائد المختلفة".

"إساءة لكل المسلمين"

وفي الأردن، دانت وزارة الخارجية، في بيان الإثنين، بـ"أشد العبارات التصريحات الهندية "المسيئة" للنبي "محمد".

وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير "هيثم أبوالفول"، "استنكار المملكة لهذه التصريحات، والرفض القاطع للمساس برموز الدين الإسلامي والرموز الدينية كافة باعتباره سلوكا يغذي ثقافة الكراهية والتطرف".

واعتبر قرار حزب "بهاراتيا جاناتا" بوقف المتحدثة باسمه عن ممارسة مهامها وأنشطتها "خطوة في الاتجاه الصحيح".

كما عبّر مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين عن إدانته واستيائه الشديدين من التصريحات الهندية "المسيئة" للنبي "محمد".

وأكد المجلس، في بيان صحفي الأحد، رفضه لأي إساءة أو تطاول على النبي الكريم، معتبرا ما جرى "إساءة لكل المسلمين".

وقال إنه "لا يمكن وفي أي حال من الأحوال اعتبار هذا التطاول على الرسول الكريم ضمن حرية التعبير، لا سيما وأنها تحمل صراحة إساءة بالغة لمشاعر المسلمين".

واعتُبرت تصريحات "شارما" سببا في اندلاع صدامات في ولاية أوتار براديش الهندية الجمعة، وطالبت منظمات إسلامية عدة هندية بتوقيفها.

وبررت "شارما"، عبر تويتر تعليقاتها، بأنها جاءت ردًا على "الإهانات" الموجهة ضد الإله الهندوسي شيفا، وقالت "إذا تسببت كلماتي بإزعاج أو أساءت إلى المشاعر الدينية لأي شخص على الإطلاق، فأنا بموجب ذلك أسحب تصريحي بدون شرط".

ولم تصدر نيودلهي أي تعليق فوري، لكن سفارتها في الدوحة أصدرت بيانا قالت فيه إنه تم اتخاذ "إجراءات حازمة" ضد "عناصر هامشية" أدلت بتصريحات مهينة، من دون أن تذكر أي تفاصيل أخرى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

النبي محمد السعودية البحرين قطر الكويت الأزهر الهند الأردن

بعد تصريحات هندية مسيئة.. مفتي عمان يدعو المسلمين إلى نصرة الرسول ﷺ

"إلا رسول الله يا مودي".. غضب إسلامي من تغريدة لمسؤول هندي مسيئة للنبي ﷺ

بعد "الإساءة" للنبي.. متجر كويتي يزيل البضائع الهندية ودعوات متصاعدة للمقاطعة

إدانات متواصلة للإساءة الهندية للرسول.. ومفتي عمان يدعو إلى الوحدة

مودي بين نارين.. هل يرضي الخليج أم النزعات الهندوسية المتطرفة؟

سياسات "بهاراتيا جاناتا" تهدد علاقات الهند مع دول الخليج

عقب تصريحات مسيئة للنبي محمد ﷺ.. الهند تعتقل 230 شخصا بتهمة تنظيم أعمال شغب

خطيب المسجد الحرام يدعو لتجريم الإساءة للأنبياء والرسل

فورين أفيرز: علاقات دول الخليج مع الهند تحت مقصلة الإسلاموفوبيا