استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وصفة ترامب لوقف حوادث القتل بالأسلحة النارية

الخميس 9 يونيو 2022 11:38 ص

وصفة ترامب لوقف حوادث القتل بالأسلحة النارية

رفض ترامب دعوات وجهودا لإصلاح قوانين حيازة الأسلحة النارية، وسخر من الديمقراطيين والنشطاء الداعين لتشديد عملية شراء الأسلحة.

يقول ترامب إن "وجود الشر في عالمنا ليس سببا لنزع سلاح المواطنين الملتزمين بالقانون، إن وجود الشر أحد أهم أسباب تسليح المواطنين الملتزمين بالقانون".

تساءل ترامب كيف للولايات المتحدة أن يكون لديها "40 مليار دولار لإرسالها إلى أوكرانيا، لكنها لا تستطيع ضمان توفير الأمن في المدارس؟"

* * *

رفض الرئيس السابق دونالد ترامب الدعوات والجهود المبذولة لإصلاح قوانين حيازة الأسلحة النارية، وسخر من الديمقراطيين والنشطاء الذين يدعون إلى تشديد عملية شراء الأسلحة واقتنائها.

ووسط فيضان عمليات القتل بالأسلحة النارية الذي تشهده الولايات المتحدة، والذي ينتج عنه مقتل عشرات الآلاف من الأميركيين سنويا، أدلى الرئيس السابق دونالد ترامب بدلوه، وعرض وصفة اعتبرها ضرورية لوقع عمليات القتل الجماعي بالأسلحة النارية خاصة تلك التي تقع في المدارس الأميركية.

وخلص ترامب إلى أنه يمكن مواجهة ظاهرة القتل الجماعي بتوفير المزيد من الأسلحة في يد المواطنين أنفسهم. وفي كلمة له أمام مؤتمر أكبر جماعات لوبي شركات الأسلحة النارية، دعا الرئيس السابق دونالد ترامب المشرعين الأميركيين إلى إعطاء الأولوية لتمويل أمن المدارس بدلا من إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا.

وفي حديثه في مؤتمر الرابطة الوطنية للأسلحة "إن آر إيه" NRA تساءل ترامب كيف للولايات المتحدة أن يكون لديها "40 مليار دولار لإرسالها إلى أوكرانيا، لكنها لا تستطيع ضمان توفير الأمن في المدارس؟"، وتماشيا مع مبدئه الشهير "أميركا أولا"، قال ترامب بغضب "قبل أن نبني بقية العالم، يجب أن نبني مدارس آمنة لأطفالنا في أمتنا".

ويرفض ترامب الدعوات لتشديد الرقابة على الأسلحة، ويعتبرها وصفة خاطئة يدفع ثمنها الأميركيون الملتزمون بقواعد إجراءات امتلاك واستخدام الأسلحة النارية التي يحتاجونها للدفاع عن أنفسهم ضد "الشر" كما ذكر. ويقول ترامب إن "وجود الشر في عالمنا ليس سببا لنزع سلاح المواطنين الملتزمين بالقانون، إن وجود الشر هو أحد أفضل الأسباب لتسليح المواطنين الملتزمين بالقانون".

تحدث ترامب بعد 3 أيام من وقوع مذبحة الأسلحة النارية في مدرسة ابتدائية في ولاية تكساس، والتي نتج عنها مقتل 19 تلميذا في الصف الرابع الابتدائي، إضافة لمعلمتين، وهو ما أعاد إشعال النقاش حول سبل السيطرة على الأسلحة النارية، وكيفية منع حوادث مماثلة. وقام بعملية القتل فتى مسلح يبلغ من العمر 18 عاما، ويحمل بندقية من طراز "إيه آر-15" AR-15 اشتراها بشكل قانوني.

وخلال كلمته تلا ترامب أسماء جميع الأطفال الـ 19، الذين وصفهم بأنهم ضحايا "مجنون" خارج عن السيطرة، قبل أن يشير إلى أن الجهود المبذولة للسيطرة على شراء الأسلحة كانت "بشعة".

وطالب ترامب الجمهوريين والديمقراطيين في كل ولاية، وعلى كل مستوى من مستويات الحكومة، بالعمل معا "لتقوية وتأمين مدارسنا وحماية أطفالنا في النهاية، ما نحتاجه الآن هو إصلاح أمني من أعلى إلى أسفل في المدارس".

وكجزء من هذا الإصلاح، قال ترامب إن المباني يجب أن يكون لها نقطة دخول "واحدة" وسياج قوي وأجهزة للكشف عن المعادن. وأضاف أن كل مدرسة تحتاج أيضا إلى ضباط مسلحين، ويجب على المعلمين المدربين حمل أسلحة على أن تكون مخبأة بصورة لا تمكن التلاميذ من رؤيتها.

ويتجاهل ترامب حقيقة أن مثل هذا الإجراء غير واقعي، حيث يوجد في العديد من المدارس آلاف الطلاب الذين قد يستغرقون ساعات للدخول والخروج من المباني. ونتيجة لذلك، يمكن أن يُشكل مدخل واحد أيضا خطرا في حالات الحريق.

وقال ترامب "في غياب رجال الأمن، لا يوجد شخص تفضل أن يكون قريبا منك عندما تقع أزمة أكثر من شخص مسلح مدرب قادر على إطلاق النار".

ويرفض ترامب كل المبادرات الهادفة لمنع حوادث إطلاق النار الجماعي، بما في ذلك توسيع نطاق عمليات التحقق من خلفية مشتري هذه الأسلحة. ويطالب ترامب بتشديد أمن المدارس بتوفير حراس مسلحين عند نقطة دخول وخروج تكون الوحيدة في المدرسة، وذلك بدلا من فرض قيود على شراء الأسلحة.

ومثله مثل أغلب الجمهوريين، ركز ترامب على قضية الصحة العقلية للشباب، وذلك رغم تأكيد الرئيس جو بايدن على أن الدول الأخرى التي لديها ضوابط أكثر صرامة على الأسلحة تواجه المشكلات العقلية نفسها للشباب، لكنها لا تشهد عمليات إطلاق نار جماعية بصورة منتظمة كتلك التي تشهدها الولايات المتحدة.

ويؤمن ترامب أنه نجح خلال فترة حمكه الممتدة من 2017 وحتى نهاية 2020 في تأمين أغلبية محافظة بالمحكمة العليا (الدستورية) يمكنها عرقلة أي قيود على حق امتلاك وشراء الأسلحة، وهو ما جعله بمثابة رمز سياسي لكل مالكي السلاح البالغ عددهم 101 مليون أميركي.

وتتخذ المحكمة قراراتها بأغلبية الأصوات، وخلال العقود الأخيرة أصبحت القرارات المصيرية للمحكمة تتخذ بأغلبية 5 أصوات مقابل 4، وهو ما يعكس استقطابا حادا في الحياة السياسية الأميركية، إلا أن المحكمة الآن بها 6 قضاة محافظين بسبب اختيارات ترامب.

وقد كانت أبرز معارك ترامب التي انتصر فيها هي تعيين 3 قضاة في المحكمة الدستورية العليا، هم نيل جورستش وبريت كافانو وإمي كوني باريت، ويعرف عن القضاة الثلاثة أنهم محافظون اجتماعيا وملتزمون دينيا.

وأصبحت كفة المحكمة العليا المكونة من 9 قضاة تميل لصالح القوى المحافظة، وهو ما قد يهدد أي مبادرات أو قوانين تقترح التشدد تجاه حق حمل السلاح، بما في ذلك الأنواع الأكثر خطورة منها مثل الأسلحة الأوتوماتيكية ونصف الأوتوماتيكية، وذلك رغم ارتفاع وتيرة حوادث القتل الجماعي داخل المدارس وخارجها.

ويستغل ترامب حالة النشاط السياسي التي تعقب حوادث إطلاق النار وسقوط الكثير من الضحايا، لحشد الجمهوريين قبل انتخابات التجديد النصفي، ولتجديد زعامته للحزب. وطالب ترامب بالتصويت لصالح المرشحين الصارمين ضد الجريمة، والمرشحين المؤيدين لحق حمل وشراء السلاح دون قيود.

ويؤكد ترامب أن الجمهوريين "سيستعيدون مجلس النواب، وسنستعيد مجلس الشيوخ في 2022، وفي عام 2024، سنستعيد كذلك البيت الأبيض العظيم والجميل الذي نحبه ونعتز به كثيرا".

* محمد المِنشاوي كاتب وباحث في الشؤون الأميركية من واشنطن

المصدر | الجزيرة نت

  كلمات مفتاحية

القتل الجماعي، أميركا، ترامب، الجمهوريين، الأسلحة النارية، المحكمة العليا، انتخابات التجديد النصفي، أوكرانيا، مدارس،