استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تحولات المشهد المغاربي

الأحد 10 يوليو 2022 06:47 م

تحولات المشهد المغاربي

من الناحية السياسية يبقى المشهد المغاربي فضاء مختلفَ الأبنيةِ والخصائص السياسية، مما ينعكس مباشرة على مستوى المتغيرات الجارية فيه.

الحاجة ماسة إلى إصلاحات سياسية هيكلية جذرية تتصدى لشبكات الفساد التي منعت كل محاولات الخروج من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الوطني المسؤول.

تشهد تونس مرحلة عسيرة من الانتقال الديمقراطي بعد حالة استثنائية فرضها النظام الجديد ولا تزال القوى السياسية تبحث عن مخرج من أزمة سقط فيها مهد الثورات.

تشهد الجزائر حالة تصعيد وتوتر في علاقتها بالمغرب وتصاعد المطالب الاجتماعية مما ينبئ بتغيرات جوهرية في بنية السلطة السياسية وحدّة المطالب الاجتماعية.

يبقى المغرب أكثر أقطار شمال إفريقيا استقرارا بسبب طبيعة النظام الملكي الحاكم الذي يمنع بشكل أو بآخر الهزات الكبيرة التي تعرفها دول الجوار.

في ليبيا حالة فوضى مستمرّة منذ ثورة فبراير شكّلت القطعة الأكثر احتراقا في الجسد المغاربي وسببت شللا إقليميا يوشك أن يتسرّب إلى المناطق المجاورة.

* * *

تمثل منطقة المغرب العربي أو المغرب الكبير أو شمال إفريقيا الجناح الغربي للمنطقة العربية بخصائصها التاريخية والحضارية المتميزة عن بقية أجزاء الجسد الكبير.

وهي المنطقة التي عرفت شرارة انطلاق الثورات الأخيرة من تونس كما تشهد هي الأخرى حركية سياسية واجتماعية هامة بسبب الرجّات الارتدادية التي أحدثتها الثورات، مؤذنة بتغيرات عميقة على المدى المتوسط.

يتميّز النسيج الاجتماعي لهذه المنطقة بوحدته النسبية مقارنة ببقية المناطق، حيث لم يشهد الفضاء المغاربي توترات طائفية كتلك التي تشهدها المنطقة المشرقية في أكثر من مكان.

لكنه من الناحية السياسية يبقى فضاء مختلفَ الأبنيةِ والخصائص السياسية، وهو الأمر الذي ينعكس مباشرة على مستوى المتغيرات الجارية فيه.

فتونس تشهد مرحلة عسيرة من مراحل الانتقال الديمقراطي بعد الحالة الاستثنائية التي فرضها النظام الجديد هناك ولا تزال مختلف القوى السياسية تبحث عن مخرج من الأزمة التي سقط فيها مهد الثورات.

أما في الجزائر فإن حالة التصعيد والتوتر التي تشهدها البلاد في علاقتها بجاراتها المغرب من جهة وفي تصاعد المطالب الاجتماعية من جهة ثانية تنبئ بتغيرات جوهرية في بنية السلطة السياسية، وفي حدّة المطالب الاجتماعية.

يبقى المغرب أكثر أقطار شمال إفريقيا استقرارا بسبب طبيعة النظام الملكي الحاكم الذي يمنع بشكل أو بآخر الهزات الكبيرة التي تعرفها دول الجوار.

أما في ليبيا فإنّ حالة الفوضى المستمرّة منذ ثورة فبراير قد شكّلت القطعة الأكثر احتراقا في الجسد المغاربي وتسببت في شلل إقليمي يوشك أن يتسرّب إلى المناطق المجاورة.

لكنّ الأزمة الاقتصادية والغذائية والطاقية التي يعيشها العالم اليوم تلقي بظلالها الكثيفة على شمال إفريقيا وتهدد على المدى القريب قدرة الأنظمة والمجتمعات على امتصاص تبعاتها الخطيرة.

فباستثناء نسبي للمغرب لا تملك بقية الأقطار المغاربية القدرة الاقتصادية على تحقيق أي شكل من أشكال الاكتفاء الذاتي إذ تعتمد في أغلبها على صادراتها من النفط والغاز خاصة بالنسبة للجزائر وليبيا.

وهو الأمر الذي يجعل من قدراتها الذاتية على تحمّل ضغوطات الأزمات الخارجية والداخلية أمرا محدودا مثلما هو الحال اليوم في تونس.

لا تحتاج منطقة المغرب العربي اليوم شيئا مثل حاجتها إلى إصلاحات اقتصادية ومالية جذرية قادرة وحدها على ضمان الأمن الاجتماعي لشعوبها وعلى تحصينها من الهزات الاجتماعية المحتملة وذلك على المستوى المتوسط.

ولا يمكن تحقيق ذلك دون إصلاحات سياسية هيكلية جذرية تستطيع محاربة شبكات الفساد التي منعت كل محاولات الخروج من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الوطني المسؤول.

* د. محمد هنيد أستاذ محاضر في العلاقات الدولية، جامعة السوربون، باريس.

المصدر | الوطن

  كلمات مفتاحية

المشهد المغاربي، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، الأزمة الاقتصادية والغذائية، إصلاحات سياسية هيكلية، الاقتصاد الريعي،