"حرق 20 جنديا مصريا أحياء".. السيسي يهاتف لابيد والقاهرة تطالب تل أبيب بالتحقيق

الأحد 10 يوليو 2022 08:10 م

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، أنها كلفت سفارتها بتل أبيب بمطالبة إسرائيل بفتح تحقيق لاستيضاح وقائع تاريخية مثارة إعلاميا عن حرب 1967 التي احتلت الأخيرة بسببها أراضي مصرية.

فيما أثار الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" القضية ذاتها خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء إسرائيل "يائير لابيد"، اليوم، ووعد الأخير بالبحث في القضية بعمق، وإطلاع المسؤولين المصريين على آخر المستجدات.

وفي اليومين الماضيين، كشف الصحفي الإسرائيلي المختص في شؤون الأمن "يوسي ميلمان"، وصحيفتا يديعوت أحرونوت وهآرتس العبريتان، عن "حرق 20 جنديا مصريا على الأقل أحياء خلال حرب 1967، ودفنهم في مقابر جماعية لا تحمل أي علامات بمخالفة لقوانين الحرب ودون الإعلان عن قتلهم" .

وردا على ذلك، أفادت الخارجية المصرية، في بيان، بأنه "تم تكليف سفارتها في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلاميا، والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات".

وطالبت سفارتها بمطالبة إسرائيل بـ"إفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة".

وأضافت: "تواصل السفارة المصرية في إسرائيل متابعة هذا الموضوع".

وحرب 1967 خاضتها إسرائيل ضد دول عربية واحتلت بسببها أراضي منها شبه جزيرة سيناء المصرية، قبل أن تحررها مصر بحرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، ويتلوها بسنوات معاهدة سلام بين البلدين.

يأتي ذلك فيما أثار "السيسي" التقارير حول المقبرة الجماعية للجنود المصريين الذين أحرقتهم إسرائيل أحياء في حرب عام 1967، في اتصال هاتفي مع "لابيد".

وأعلن مكتب "لابيد" أن "السيسي رفع التقرير حول المقبرة الجماعية للجنود المصريين خلال حرب الأيام الستة".

وأكد أن "لابيد أشار إلى أنه وجه سكرتيره العسكري الميجور جنرال آفي جيل بالبحث في القضية بعمق وإطلاع المسؤولين المصريين على آخر المستجدات".

ولفت إلى أن الزعيمين اتفقا على دفع موعد الاجتماع بينهما قريبا.

من جانبها، قالت الرئاسة المصرية، في بيان، إنه تم "الاتفاق على قيام السلطات الإسرائيلية بتحقيق كامل وشفاف بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية اتصالا بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967 حول الجنود المصريين المدفونين في القدس".

وبخصوص المجزرة المرتكبة بحق الجنود المصريين، قال "ميلمان"، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، الجمعة: "بعد 55 عاما من الرقابة الشديدة، يمكنني أن أكشف أن ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا قد أحرقوا أحياء، ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية بمدينة اللطرون (قرب القدس)، دون وضع علامات عليها، ودون تحديد هويتها، مخالفا بذلك قوانين الحرب".

وأضاف: "حدث ذلك خلال حرب الأيام الستة"؛ أي حرب 1967.

وحول أسباب تواجد الجنود المصريين في تلك المنطقة، أشار "ميلمان" إلى أن الرئيس المصري الراحل "جمال عبدالناصر"، كان قد وقع قبل أيام من نشوب الحرب، اتفاقية دفاع مشترك مع ملك الأردن الراحل "حسين بن طلال"، الذي كان يسيطر على الضفة الغربية.

وأضاف أنه بناءً على هذه الاتفاقية "نشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة الغربية بالقرب من اللطرون، والتي كانت آنذاك أرضا حراما، وكانت مهمتهم هي الهجوم داخل إسرائيل والاستيلاء على اللد والمطارات العسكرية القريبة".

وتقع اللطرون على الطريق الواصل بين القدس ويافا، وتبعد نحو 25 كيلومترا غرب القدس، وعقب حرب عام 1948، تم الاتفاق بين إسرائيل والأردن على جعلها منطقة محرمة.

وفي حرب عام 1967، احتلت إسرائيل اللطرون، وضمتها، وهي اليوم من ضواحي مدينة القدس الغربية.

وأضاف "ميلمان"، موردا تفاصيل ما جرى: "وقع تبادل إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي وأعضاء كيبوتس نحشون (تجمع زراعي تعاوني)؛ هرب بعض الجنود المصريين، والبعض أُخذوا كأسرى، وقاتل البعض بشجاعة".

وتابع: "عند نقطة معينة، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف هاون وأضرمت النيران في آلاف الدونمات غير المزروعة من الأدغال البرية في الصيف الجاف".

وأكمل "ميلمان": "مات ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حريق الأدغال".

ونقل الصحفي الإسرائيلي عن "زين بلوخ" (90 عاما)، الذي كان في ذلك الوقت القائد العسكري لكيبوتس نحشون، (كيبوتس يساري) قوله: "لقد انتشر الحريق سريعا في الأدغال الحارة والجافة، ولم يكن لديهم فرصة للهروب".

وأضاف مواصلا النقل عن "بلوخ": "في اليوم التالي جاء جنود من الجيش الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتربة".

وتابع "ميلمان": "بلوخ وبعض أعضاء (كيبوتس) نحشون شاهدوا برعب الجنود الإسرائيليين، وهم ينهبون الممتلكات الشخصية للجنود المصريين، ويتركون المقبرة الجماعية بدون علامات".

وأكمل الصحفي الإسرائيلي: "الآن، وبعد رفع الرقابة العسكرية يضيف بلوخ أن حجاب الصمت يناسب الجميع؛ القلة الذين عرفوا لم يرغبوا في الحديث عنه؛ شعرنا بالخجل؛ ولكن قبل كل شيء كان قرار الجيش الإسرائيلي في خضم الحرب".

وأشار "ميلمان" في تغريداته إلى أن الوثائق العسكرية الرسمية غير السرية، تحذف "مأساة اللطرون من سجلاتها".

وفي حرب 1967، هزم الجيش الإسرائيلي الجيوش العربية، واحتل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (كانت تحت السيطرة الأردنية) وقطاع غزة (كان تحت السيطرة المصرية)، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل حرب 1967 يوسي ميلمان

حرب 1967 بين أمس واليوم

(إسرائيل) خططت لضرب سيناء بالقنبلة الذرية خلال حرب 1967

إسرائيل تعد مصر بالنظر في قضية حرق جنودها أحياء ودفنهم