«صنداي تايمز» تكشف عن لقاء سري بين «بوتين» وزعيم «طالبان»

الاثنين 28 ديسمبر 2015 09:12 ص

نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تقريرا يتضمن تصريحات لمسؤولين كبار في حركة «طالبان» يقولون إن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، عقد اجتماعا غير معلن مع زعيم الحركة الملا «أختر منصور»، وتناقشا بشأن تقديم روسيا مساعدات لحركة «طالبان».

وقال المسؤولون في حركة «طالبان» إن «الكرملين» يدعم تمردهم حتى يجعل العاصمة الأفغانية كابول أكثر ارتباطا بموسكو، مثلما كانت بعد الاجتياح السوفييتي عام 1979.

ويعتقد أن «بوتين» التقى «منصور»، على مأدبة عشاء في قاعدة عسكرية بطاجكستان في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما كان يزور العاصمة دوشنبه لحضور اجتماع إقليمي لمكافحة الإرهاب.

ولكن متحدثا باسم «الكرملين» نفى حضور «بوتين» الاجتماع، ووصف التقارير بأنها محض ادعاءات.

ووفقا للصحيفة فإن «بوتين» قلق من أن يكون لتنظيم «الدولة الإسلامية» موطئ قدم في أفغانستان، والمناطق التي تقع على الحدود مع دول سوفيتية سابقة مثل تركمانستان وطاجيكستان.

وقال قائد في «طالبان» إن الحركة حصلت على وعد من قبل الروس أن يقدم لها دعم مادي وأسلحة روسية، في محاولة لتدارك الوضع قبل اندلاع أعمال عنف في مناطق مهمة في إقليم هلمند، الذي يخضع لسيطرة الحركة، وفقا للصحيفة.

من جهتها نفت حركة «طالبان» تصريحات مسؤول روسي الأربعاء الماضي، وجود أي تبادل للمعلومات مع موسكو وعن حاجتها لمساعدة أي جهة فيما يتعلق بـ«الدولة الإسلامية».

وأضافت الحركة في بيان لها: «ليس لدينا أي اتصال أو مناقشات مع أي كان في هذا الشأن».

وعلى الرغم من تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» في شرق أفغانستان، تؤكد «طالبان» في رسالتها أن خصومها ليس لديهم وجود سوى في منطقة صغيرة واحدة فقط من الولايات الـ34 في البلد، وهذا الأمر لا يشكل مصدر قلق.

وتحاول «طالبان» منذ سقوط نظامها في 2001، الحفاظ على معاقلها في شرق أفغانستان، حيث يتمركز مقاتلون يقولون إنهم ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» تدريجيا منذ بداية السنة، خصوصا في ولاية ننغرهار على الحدود مع باكستان.

وكان ممثل «الكرملين» الخاص بشؤون أفغانستان «زامير كابولوف» قال الأربعاء، إن تنظيم «الدولة الإسلامية» هو العدو الأول لموسكو و«طالبان».

وقال لـ«وكالة الأنباء الروسية» (انترفاكس): «إن مصالح طالبان تتطابق موضوعيا مع مصالحنا»، مضيفا: «قلت من قبل أن لدينا قنوات اتصال مع طالبان لتبادل المعلومات».

توتر عميق داخل الحركة

من جانبها كشف صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن خطاب توبيخ وزجر وجهه مجموعة من الزعماء الدينيين لحركة «طالبان» هذا الشهر، لزعيم الحركة الجديد الملا «أختر منصور»، بسبب حملة عنيفة يشنها ضد القادة المعارضين له، وهو ما اعتبرته الصحيفة إشارة على توتر سياسي عميق داخل الحركة.

واطلعت الصحيفة على نسخة من الخطاب الذي أكده بعض قادة «طالبان» خلال مقابلات صحفية، لكن من غير الواضح ما إذا كان الخطاب أكثر من مجرد انتكاسة لزعم «طالبان» الجديد، الذي يحاول تعزيز سلطته منذ تسميته زعيما جديدا في يوليو/تموز الماضي، وفي ظل هيمنته على أكبر مصادر تمويل الحركة بما فيها الاتجار بالأفيون.

وأضافت الصحيفة أن قادة وأعضاء المجلس الحاكم لحركة طالبان الذي يتخذ من مدينة كويتا الباكستانية مقرا له، اختلفت آراؤهم حول مدى التأثر الذي أحدثه هذا الخطاب من جانب الزعماء الدينيين، لكنهم أجمعوا على أنه يكشف عن عدم ارتياح إزاء الصراع الداخلي والحملة الدموية التي أمر بها «منصور»، ومن ضمنها نشر مئات المقاتلين من الحركة لاغتيال قائد رفيع منافس له خلال الشهر الجاري.

وقالت الصحيفة إن الخطاب يبث حالة التناحر على السلطة داخل حركة «طالبان» منذ إعلان الحركة الصيف الماضي موت مؤسسها الملا «محمد عمر» منذ عامين على الأقل.

لكن المسؤولين الغربيين والأفغان حاولوا اعتبار تلك الصراعات الداخلية مؤشرا على ضعف الحركة، وهو أمر ليس هناك دليل عليه على أرض الواقع، إذ حقق متمردو «طالبان» مكاسب كاسحة في أفغانستان.

وأوضحت الصحيفة أن الخطاب ما هو إلا دليل على غياب الوفاق بين الملا «منصور» وأحد أكبر غرمائه داخل «طالبان»، وهو الملا «قيوم ذاكر» أحد معتقلي «جوانتانامو» السابقين وأحد أبرز القادة العسكريين للحركة.

ورغم أن الملا «ذاكر» دعا إلى الوحدة بين صفوف «طالبان» وأبلغ قادته أنه والملا «منصور» يعملان معا، فقد قيل إن الأول شعر بسخط كبير بسبب صعود الأخير لقمة السلطة الصيف الماضي.

وأشارت تقارير إلى أن «ذاكر» استشهد بالخطاب الذي أصدره مجلس رجال دين «طالبان» لحث قادته على رفض أي أوامر من قبل «منصور» لعمل أي حملات قمع داخلية.

وقالت الصحيفة إن الخطاب المؤلف من 15 صفحة ويحمل تاريخ الـ7 من الشهر الجاري كتبه حوالي أربعين زعيما دينيا في كويتا يرفضون فيه منح الشرعية الدينية لقيادة الملا «منصور»، وأدانوا جميعهم حملته القمعية الأخيرة على مقاتلين في الحركة، مشيرين إلى أن «منصور» ما يزال يفتقر للمكانة التي تمكنه من الإعلان عن خرق هؤلاء المنشقين للقانون.

وأشارت الصحيفة إلى تصريح لـ«قري يوسف أحمدي» المتحدث باسم «طالبان»، سعى فيه للتقليل من شأن الخطاب، وأصر على أن معظم الأسماء الموقعة عليه ليست شخصيات بارزة دينيا، وأن توقيعات العلماء المعروفين قد تم تزييفها، غير أن مسؤولين آخرين في «طالبان» قالوا إن الخطاب حقيقي، رغم اختلافهم حول مدى تأثيره، وأن الخطاب يتم التحدث عنه على نطاق واسع داخل صفوف الحركة.

وأوضحت الصحيفة أن استشهاد الملا «ذاكر» بالخطاب في تعليماته إلى المقاتلين، يشير إلى أنه يحاول إثارة مسألة قيادة الملا «منصور» للحركة، بعدما ظل «ذاكر» صامتا لشهور منذ استقالته كقائد للعمليات العسكرية لـ«طالبان» احتجاجا على تولي «منصور» زعامة الحركة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الملا «ذاكر» دعا من تحته من القادة إلى الاجتماع الأسبوع الماضي في كويتا بباكستان، وأمدهم بخطاب من صفحتين يركز بشكل رئيسي على الحكم الديني الذي أصدره زعماء المجلس الأعلى الحاكم، وحثهم على تجنب القتال الداخلي ورفض أي أوامر لقتال أخوتهم، كما أرسل «ذاكر» مبعوثين إلى مقاتلي «طالبان» في أقاليم أخرى من أفغانستان.

وفي خطاب الملا «ذاكر»، الذي حصلت «نيويورك تايمز» على نسخة منه، يقول إنه كان من بين قلة علمت بموت الملا «محمد عمر في 2013 جراء مرض السل.

ونقلت الصحيفة عن القائد في «طالبان»، «قري فصيح الدين»، أن الملا «ذاكر» لا ينوي الدخول في صراع مع الملا «منصور» حول قيادة الحركة، لكنه وعده بحفظ ماء وجهه إذا ما أعلن ببطء تخليه عن القيادة وفتح الطريق أمام قائد جديد.

  كلمات مفتاحية

روسيا طالبان فلاديمير بوتين أختر منصور الدولة الإسلامية طاجكستان

مبعوث «بوتين» للأزمة السورية تجاهل السعودية خلال جولة شملت 5 دول بينها (إسرائيل)

«أردوغان»: رفضت طلب «بوتين» الانضمام لحلف رباعي يضم «الأسد»

روسيا: نتواصل مع «طالبان» لقتال «الدولة الإسلامية»

ما الذي يجمع «بوتين» مع «دونالد ترامب»؟

«بوتين» يستبعد تطبيع العلاقات مع تركيا ويؤكد: لن تقرر قوة خارجية مستقبل سوريا

الكرملين ينفي اجتماع «بوتين» مع «قاسم سليماني» في موسكو

مبعوث أمريكي: 30% فقط من غارات روسيا تستهدف «الدولة الإسلامية»

«فلاديمير بوتين».. بطل (إسرائيل)!

ترجيحات بمقتل زعيم طالبان الأفغانية في غارة أمريكية

تقارب بين «طالبان» وموسكو وطهران يثير مخاوف واشنطن وكابول

مقتل 140 جنديا أفغانيا في هجوم لطالبان على قاعدة عسكرية في مزار شريف