لليوم الخامس على التوالي، تتواصل الحرائق المهولة في ضواحي مركز مولاي عبدالسلام، في شمال المغرب، بعد نشوب نيران جديدة في منتزه بوهاشم، التابع لإقليم تطوان.

فيما يتدخل حاليا أسطول القوات المسلحة الملكية، والوقاية المدنية لإخماد أماكن الجمر المتبقية، لإخماد أكبر حريق تشهده البلاد خلال العقدين الأخيرين.

ووفق صحف محلية، تحاول طائرات "كنادير" التابعة للقوات الملكية الجوية، محاصرة النيران المنتشرة في منتزه بوهاشم، فيما تعمل فرق الإطفاء جاهدة لتطويق رقعة الحريق في بعض المناطق القريبة من دوار تازروت.

وتتدخل حاليا 3 طائرات لمحاصرة النيران المندلعة، منذ الإثنين، فيما تساهم طبيعة التضاريس، وهبوب رياح الشرقي، في اندلاع وانتشار النيران من جديد في عدد من المساحات الخضراء المعروفة في منطقة بوهاشم.

ونقلت صحيفة "هسبريس"، عن مصدر مغربي مسؤول، إن السلطات المحلية تحاول محاصرة النيران بالتنسيق مع عناصر من الجيش والدرك الملكي، من خلال إعدام البؤر المشتعلة وتنظيف الغطاء النباتي الغابوي.

وقدمت فرق تابعة للقوات المسلحة الملكية إلى مركز مولاي عبدالسلام، من أجل تقديم الدعم الأرضي للعمليات، لاسيما في منطقة دار الحيط ولحصن وتازروت، التي مازالت إلى حدود اللحظة تشهد اندلاع حرائق مهولة قريبة من السكان.

وسيطرت فرق الإطفاء على الحرائق، التي كانت تحيط بمركز مولاي عبدالسلام، وكانت تهدد الساكنة، خاصة على مستوى دوار تازيا.

وتواجه فرق الإطفاء في منطقة بني عروس، أحد أكبر الحرائق التي شهدتها المملكة على الإطلاق، حيث لم تشهد أي منطقة في البلاد حريقا مشابها.

ووفق المصدر ذاته، وصلت تعزيزات جديدة إلى منطقة اشتعال النيران، بالقرب من مركز بني عروس، حيث توافدت شاحنات نقل المياه تابعة للوقاية المدنية وأجرت تدخلات ميدانية لوقف زحف النيران.

والخميس، قرر القضاء المغربي، ملاحقة شخص للاشتباه في إضرامه نارا من طريق الخطأ، أدت إلى اندلاع حرائق أتت على غابات في شمال المملكة خلال الأيام الأخيرة.

وقررت المحكمة الابتدائية بمدينة العرائش، ملاحقة رجل يقطن بإحدى القرى المجاورة "للاشتباه في تورطه في جنحة إضرام نار عن طريق الخطأ"، مشيرا إلى أن التحقيق معه أظهر "غياب أي قصد جنائي" للحادث.

وكانت السلطات في إقليم العرائش أجلت الأربعاء 935 عائلة من 15 قرية في إجراء وقائي، بموازاة مواصلة جهود السيطرة على الحرائق التي اندلعت في غابات منذ بضعة أيام.

وتسببت حرائق الغابات التي اندلعت في بؤر عدة شمالي المملكة، بمقتل 4 أشخاص منذ منتصف يوليو/تموز.

وقال وزير الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات "محمد صديقي"، إن المساحة الإجمالية المتضررة من حرائق الغابات الأخيرة في مناطق عدة في شمال المغرب بلغت 10 آلاف و300  هكتار.

وللمقارنة، دمر 2782 هكتارا من الغابات في 285 حريقا، بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2021، ولا سيما في منطقة الريف الجبلية (شمال).