استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اعتذار من نتنياهو للسيد الرئيس!

الثلاثاء 29 ديسمبر 2015 11:12 ص

حسب صحيفة معاريف الإسرائيلية في عدد الأحد، فقد “نقلت إسرائيل اعتذارا رسميا لرئيس السلطة الفلسطينية “أبو مازن” بعد أن اصطدم جنود الجيش الإسرائيلي مع أفراد من الشرطة الفلسطينية قرب منزله”.

وأضافت أنهم “في محيط نتنياهو شرحوا بأن هذا ليس اعتذارا شخصيا، وإنما قُدمت للسلطة شروحات”، ونقلت عن “مصدر أمني رفيع المستوى أن إسرائيل أوضحت للسلطة بأنه لم تكن لقوات الأمن نية للعمل قرب منزل “أبو مازن”، وأن الجنود أخطأوا في التوجيه”.

وكان الحادث قد وقع، بحسب الصحيفة “عندما قام جنود الجيش الإسرائيلي باجتياح ليلي لاعتقال مشبوهين بالإرهاب، فاقتربت القوة من منزل “أبو مازن”، واصطدمت برجال أمن فلسطينيين منعوها من مواصلة طريقها”، وكان أن “ثار جدال صاخب لمدة 15 دقيقة قبل أن تقرر القوة الإسرائيلية اختيار مسار بديل”.

صائب عريقات علق على القصة قائلا: “كان ذلك فعلا حقيرا، فقد كانوا في حديقة منزله تماما، يقتربون من بيته كي يقولون له فقط “نحن هنا”. أنا لا أعرف لماذا ابتلع “أبو مازن كل ذلك؟”. سؤال وجيه!!

قصة طريفة بطبيعة الحال، فقد أدى الحادث إلى حصول محمود عباس على اعتذار نادر من نتنياهو، كما قيل، ولا ندري إن كان قد اتصل به شخصيا، أم تم نقل الاعتذار إليه بطريقة أخرى، كما ذهبت المصادر الإسرائيلية.

في أي حال، فقد أكدت القصة ما كان يعرفه جميع المعنيين، ممثلا في أن الجيش الإسرائيلي يدخل ويخرج ويعتقل ويطارد كما يشاء، وصولا إلى حديقة بيت الرئيس الذي يعلم الجميع أيضا أنه لا يتحرك من مكان إلى مكان، من دون إذن إسرائيلي، أما الخروج من فلسطين فلا بد له من اتصال مع ضابط في “بيت إيل”؛ بحسب عريقات في تسريب صوتي له انتشر العام الماضي.

نحن إذن إزاء سلطة بلدية، لا صلة لها بالأمن، اللهم إلا في سياق من التعاون مع المحتل الذي يوكِل إليها مهمات معينة، فيما يباشر عمله أحيانا بيده، حيث يدخل إلى مناطق (أ) بحسب تصنيفات أوسلو، ويعتقل كما يشاء دون أن تُطلق عليه رصاصة واحدة، وحتى عندما اقتربت القوة من بيت الرئيس لم تُرفع في وجهها البنادق، وكل ما جرى حسب “معاريف”، هو “مجرد صرخات، وربما دفعات”.

لا شك أن هذا “الاحترام”؛ ولم يكن كذلك بحسب عريقات، يتعلق باحترام السيد الرئيس لنفسه ولمهماته، ووفائه لمهمات سلطته، ولو تورط في عُشر ما تورط فيه ياسر عرفات قبل حصاره في المقاطعة، لكانت النتيجة أسوأ على الأرجح.

ولأن السيد الرئيس، قد بلغ الثمانين، ولا يليق أن يتعرض لحصار من ذلك النوع، فهو يحترم نفسه، ولا يفعل ما يثير أعصاب المحتلين، ويتركهم تبعا لذلك يدخلون ويخرجون آمنين مطمئنين، وإن بدا غير قادر على منع بعض الصدامات معهم من قبل بعض الشبان.

ثم يأتي السيد الرئيس ويحدثك عن انتفاضة شعبية، أو “هبة شعبية”، بحسب تعبيره، ولا ندري أية هبة تلك التي لا تحول بين المحتلين وبين الدخول لاعتقال من يشاؤون، فيما نعلم أن بوسع عباس أن يعلن مناطق (أ) في أقل تقدير مناطق محررة، ويمنع المحتلين من دخولها عبر الجماهير الحاشدة، لكن المشكلة أن فعلا كهذا قد يصنف انتفاضة أو قريبا من ذلك، وهو لا يحب الانتفاضات، وأقسم أنها لن تحدث في حياته!!

والسؤال هو: إلى متى يسمح الشعب الفلسطيني بهذه المهزلة، وإلى متى تسكت حركة فتح عليها؛ هي التي لو تمردت على مهمة حزب السلطة الخادمة للاحتلال، لكان الموقف برمته مختلفا، ولكان بالإمكان المضي في برنامج انتفاضة شاملة يمكها تحقيق الكثير في مواجهة الغزاة. طبعا إذا تم خوضها بروحية دحر الاحتلال دون قيد أو شرط، وليس بروحية العودة إلى طاولة التفاوض من جديد، بعد تحسين الشروط!!

  كلمات مفتاحية

إسرائيل نتنياهو السلطة الفلسطينية محمود عباس جيش الاحتلال الإسرائيلي الشرطة الفلسطينية أبومازن

لا مجال للمقارنة!