مسؤول خليجي يزور لبنان حاملا رسالة من إسرائيل: لا نريد حربا

الأحد 7 أغسطس 2022 08:50 ص

زار مسؤول خليجي، العاصمة اللبنانية بيروت، حاملاً رسالة مفادها بأن إسرائيل وافقت على جميع طلبات لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وأنها لا تريد الحرب، إلا أنها تطلب منحها بعض الوقت لإنجاز الانتخابات المبكرة.

جاء ذلك، خلال لقائه مع مسؤولين من "حزب الله"، محذرا من أن "أي قرار تتخذه إسرائيل اليوم وقبل الانتخابات، سيساهم برفع أسهم (رئيس الوزراء السابق) بنيامين نتنياهو ويعيده إلى السلطة"، حسبما نقلت صحيفة "الراي" الكويتية.

وقال مصدر، إنه حال عودة "نتنياهو"، فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة "لن تعطي أي تنازل، وستذهب الأمور نحو التأزم مرة أخرى، مع ارتفاع احتمالات الحرب من جديد".

وقبل أيام، كشف وزير الخارجية والمغتربين اللبناني "عبدالله بوحبيب"، أن المفاوضات في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، دخلت مراحل متقدمة.

وعقدت 5 جولات من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في مقر القوات الدولية "اليونيفيل" في منطقة رأس الناقورة جنوب لبنان في الفترة من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2020، وحتى  14 مايو/أيار2021.

وحسب المصدر، فإن "رد حزب الله أتى حازماً"، لافتة إلى أن "الانتخابات الإسرائيلية لا تعني الحزب، وهوية رئيس الوزراء المقبل لن تغير شيئاً في الإنذار الذي وجهه الحزب، وأن المهلة الأخيرة المعلنة تبقى كما هي".

وأضاف: "حزب الله مصمم على تنفيذ تهديداته أكثر من أي وقت مضى".

والشهر الماضي، حذّر الأمين العام لحزب الله اللبناني "حسن نصرالله"، من اندلاع حرب في حال عدم حصول لبنان على حقه من الغاز والنفط من البحر المتوسط، مشيرًا إلى أنّ جماعته قادرة على منع إسرائيل من استخراج الغاز.

ويعتبر بعض قادة "حزب الله"، أن احتمالات الحرب الشهر المقبل، انخفضت من 50 إلى 40%، إلا أنها "ما زالت حاضرة"، وهذا يعتمد على الرد الإسرائيلي على مطالب إنهاء ترسيم الحدود وبدء العمل بالتنقيب من الجانب اللبناني، وإلا سيبدأ الحزب بـ"الرد التدحرجي ضد سفن التنقيب وفق مبدأ استفادة الجميع من الطاقة في آن واحد أو... لا أحد".

وتحاول إسرائيل الاستحواذ على ثروات الغاز في البحر المتوسط، إذ إنها تنقّب في حقول مثل "ليفياثان" و"دولفين" و"داليت" و"تمار" و"تانين"، لكنها أعلنت مؤخرا، عن نيتها البدء بالتنقيب في حقل جديد أطلق عليه اسم "كاريش".

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه اعترض 3 مسيّرات تابعة لحزب الله، كانت في طريقها إلى منطقة حقول الغاز شرقي المتوسط. ليعيد التصعيد الأخير وتصريحات نصر الله، ملف الصراع اللبناني الإسرائيلي إلى الواجهة.

وتقول القيادة العسكرية الإسرائيلية إن "حزب الله استطاع فرض هذه المعادلة التي أعلنها أمينه العام، وتثبيت معادلة ردع جديدة، معلناً للمرة الأولى عن نيته البدء بالحرب وفرض التوقيت والتلويح بسلاح الردع الذي سيبدأ باستخدامه".

وهذا ما لم يحصل أبداً منذ قيام "حزب الله" عام 1982، إذ كانت إسرائيل هي التي تقرر توقيت الحرب، وهي التي تعتبر نفسها الأقوى في المنطقة وتمتلك قوة الردع بما فيها القوة النووية.

ورغم عدم توافر معلومات رسمية عن قدرات "حزب الله" العسكرية، مقارنة بقدرات الجيش الإسرائيلي، إلا أنّ مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية الأمريكي، أورد جانبًا من تلك القدرات التي تعتمد على الردع الصاروخي بصورة كبيرة.

وعام 2021، ذكر الأمين العام لحزب الله أن تعداد أفراد حزبه هو 100 ألف مقاتل ويزيد.

ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فقد امتلك الحزب حوالي 15 ألف صاروخ عشية حرب لبنان عام 2006.

كما يمتلك حزب الله أيضًا صواريخ أرض-أرض وكاتيوشا عيار 107 أو 122 مليمترًا، وفجر 1 صيني الصنع عيار 107 مليمترات، وفلق 1 و2، وشاهين 1 عيار 333 مليمترًا الإيراني الصنع وغيرهم، فضلًا عن آلاف من القذائف المضادة للدبابات.

ويجمع القادة الإسرائيليون، وعلى رأسهم رئيس الأركان "أفيف كوخافي"، ورئيس الاستخبارات العسكرية "أهارون حاليفا"، ورئيس دائرة الأبحاث "عميت ساعر"، ورئيس جهاز الموساد "ددي برنياع"، ورئيس جهاز الشاباك "رونين بار"، ومستشار الأمن القومي "إياك حولتا"، على أن إسرائيل غير قادرة على ردع "حزب الله".

وناقش هؤلاء مجتمعين الاحتمالات التي يمكن لإسرائيل أن تتعرض لها، وقدموا توصية إلى القادة السياسيين مفادها بأن "لا خيار يمكن لإسرائيل أن تتبناه ليغير حزب الله قراره المعلن، والذي أكد أنه جاد في تنفيذه".

ووفق مراقبين، فلم يعد هناك أدنى شك أن إسرائيل سترضخ لطلبات "حزب الله" وتوقيتاته، إلا أن المشكلة لديها تبقى في كيفية إخراج سيناريو قبولها بشروط "نصرالله"، بأقل ضرر سياسي داخلي ممكن.

ولم تعد تستطيع إسرائيل التهديد بقصف الضاحية الجنوبية، لأن "حزب الله" وضع معادلة "الضاحية مقابل تل أبيب.. والمبنى مقابل المبنى.. والجسر مقابل الجسر".

وتعيد هذه التوترات الذاكرة بمحطات القتال بين لبنان وإسرائيل، فعام 1978 غزا الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان، بحجة مطاردة المقاتلين الفلسطينيين.

وفي عام 1982، اجتاحت إسرائيل الحدود اللبنانية وسيطرت على أجزاء من بيروت، حيث راح ضحية هذا الاحتلال أكثر من 14 ألف لبناني وفلسطيني.

أما عام 1985، فانسحب الاحتلال إلى الحدود اللبنانية حيث شكلت منطقةً حدودية عازلة داخل الجنوب اللبناني.

بعد ذلك تمت عمليات لتبادل الأسرى بين لبنان وحزب الله، ومن ثم بدأت إسرائيل عدوانها إثر عملية أسر جنديين من جيشها يوم 12 يوليو/ تموز 2006، استمرت 33 يومًا وقتل فيها أكثر من 1100 في لبنان معظمهم من المدنيين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

لبنان إسرائيل حزب الله ترسيم الحدود مسؤول خليجي حرب

الوسيط الأمريكي يصل إلى لبنان لبحث ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل

هوكشتاين إلى لبنان لبحث أزمة الطاقة وترسيم الحدود مع إسرائيل

محلل فلسطيني: إسرائيل ضربت غزة من أجل غاز لبنان

مسؤول لبناني: الاعتداء على غزة أخّر ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل