استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

نداء النابلسي الأخير!

الجمعة 12 أغسطس 2022 05:26 ص

نداء النابلسي الأخير!

باتت الضفة الغربية اقرب لحرب العصابات والعمليات الخاطفة والكمائن التى وجدت لها ظهيرا في قطاع غزة و اراضي 1948 المحتلة.

زخم المقاومة استمد كثيرا من قوته بتاثير من تنامي قوة المقاومة في قطاع غزة وصعود ثقافة المقاومة في أراضي 1948 المحتلة.

الضفة الغربية أبعد ما تكون عن الهدوء واقرب ما تكون الى الانتفاض والمواجهة الشاملة مع المحتل بعد ان عاشت مخاض طويل اقترب من نهايته.

اتسع نطاق المواجهة وزمانها قبل أن تغتال قوات الاحتلال القائد إبراهيم النابلسي واثنين من المقاومين مقدماً نداءه الأخير للمقاومين بالضفة الغربية بعدم إلقاء السلاح.

المواجهات في نابلس الأعنف والأكبر من حيث سرعة اتساع ساحة المواجهة والعمر الزمني؛ والأهم لرمزية المدينة وأهميتها الاقتصادية والثقافية للشعب الفلسطيني.

الحياة تدب مجددا في المقاومة بالضفة تغذيها انتهاكات الاحتلال ونجاح المقاومة بغزة وفشل نهج السلطة 18 عاما وهو ما أكده نداء النابلسي الأخير قبل استشهاده.

* * *

لم يختلف صباح يوم الثلاثاء الماضي عن سائر الايام التي سبقته في نابلس من مواجهات واشتباكات مع الاحتلال سوى أن المعركة بين المقاومين والعدو اتسع نطاقها وامتد زمانها قبل أن تتمكن قوات الاحتلال من اغتيال المقاوم إبراهيم النابلسي بصحبة اثنين من المقاومين مقدماً نداءه الأخير للمقاومين في الضفة الغربية بعدم إلقاء السلاح.

المواجهات في نابلس الأعنف والأكبر من حيث سرعة اتساع ساحة المواجهة والعمر الزمني؛ والأهم لرمزية المدينة وأهميتها الاقتصادية والثقافية للشعب الفلسطيني.

ورغم أن المواجهة في نابلس كانت الأعنف فإنها لم تكن المواجهة الوحيدة في الضفة الغربية خلال الساعات الاولى من صباح اليوم الثلاثاء؛ اذ شهدت بلدة سلوان جنوب الأقصى عملية اقتحام جنود الاحتلال "وادي قدوم" في البلدة؛ مع توقعات بأن تشهد المزيد من القرى والبلدات مواجهات روتينية: تتباين مستوى القوة فيها من مكان لآخر.

إذ لا تكاد قرية أو بلدة أو مدينة في الضفة الغربية تخلو من مواجهات مع الاحتلال إما تصديا لعملية اقتحام واعتقال أو اغتيال أو تصديا للمستوطنين أو لمواجهة مشروع استيطاني جديد؛ أو كمين وعملية اطلاق نار لمقاومين على أحد الحواجز التابعة للاحتلال؛ و لا يخلو يوم من اقتحام للمسجد الاقصى وتدنيس باحاته بطقوس تواراتية.

الضفة الغربية أبعد ما تكون عن الهدوء واقرب ما تكون الى الانتفاض والمواجهة الشاملة مع المحتل بعد ان عاشت مخاضا طويلا اقترب من نهايته.

فالضفة الغربية باتت اقرب لنمط حرب العصابات والعمليات الخاطفة والكمائن التى وجدت لها ظهيرا في قطاع غزة و اراضي 1948 المحتلة؛ فزخم المقاومة استمد كثيرا من قوته بتاثير من تنامي قوة المقاومة في قطاع غزة وصعود ثقافية المقاومة في أراضي 1948 المحتلة.

في المقابل فان السلطة في خضم المواجهة كرست نفسها كلاعب ثانوي محدود التاثير فهي ابعد ما تكون عن توفير الغطاء السياسي والامني للمقاومة؛ فرغم المواجهة التي دامت ساعات صباح اليوم في نابلس بقيت السلطة في غيبوبة كاملة لم يتخللها حتى اتصال بالمبعوث الاممي وينسلاد لوقف الهجوم على البلدة القديمة لتكتفي ببيان ادانة صادر عن خارجية السلطة اسوة بدول الاقليم والجوار.

هجمات الاحتلال اليومية على الضفة الغربية والاعتقالات التي فاقت الـ 400 اسير خلال النصف الاول من العام الى جانب ارتقاء ما يقارب الـ70 شهيدا وهدم العشرات من البيوت ؛ مؤشرات على ان الضفة الغربية دخلت هذا العام مرحلة جديدة من الصراع مع الكيان الاسرائيلي بعد ان فشلت ماكينته العسكرية طوال الاشهر الست الماضية في وقفها رغم الاعتقالات والاغتيالات المرفقة بضغوط اقتصادية.

المواجهة البلدة القديمة في نابلس اليوم عادت لتؤكد طبيعة التغير المضطرد في الضفة الغربية التي انخرط فيها كوادر واجنحة من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح الى جانب سرايا القدس وكتائب ابو علي مصطفى والقسام؛ فالحياة عادت لتدب من جديد في المقاومة داخل الضفة، تغذيها الانتهاكات الاسرائيلية ونجاح المقاومة في قطاع غزة مقابل فشل النهج الذي تبنته السلطة في رام الله خلال الـ 18 عام الماضية بشكل خاص؛ وهو ما أكده النداء الاخير للنابلسي قبل استشهاده.

* حازم عياد كاتب وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

إبراهيم النابلسي فلسطين حرب العصابات الضفة الغربية المقاومة سرايا القدس كتائب شهداء الأقصى الانتهاكات الإسرائيلية غزة