اعتبر محللون أن فشل بكين الأسبوع الماضي في منع رئيس مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" أحدث تحولا في الحسابات العسكرية الصينية، وزاد من خطر المواجهة بين أكبر قوتين في العالم.

ورأي المحللون أن الرسالة أصبحت واضحة الآن بعد انتهاء المناورات العسكرية الصينية حول تايوان، وهي أن جيش التحرير الشعبي سيدعم مطالب بكين بفرض سيادتها على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.

ووفق المحللين، فإن تلك الخطوة ستكون بمثابة تحد للولايات المتحدة من شأنه أن يبقي على تصاعد التوتر ويزيد من مخاطر المواجهة.

ووفق "تشاو تونج"، الباحث في مجال الأمن بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، فإن الأزمة الحالية بين بكين وواشنطن جعلت الصين تعتقد أن الوحدة مع تايوان ربما لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوسائل القسرية.

وقال "وانج كون يي"، الذي يرأس جمعية تايوان للدراسات الاستراتيجية الدولية، إن الصين أظهرت بعد فشلها في منع "بيلوسي" من زيارة تايوان، أن لديها القوة التي تمكنها من فرض ما تقوله، وأن ما تقوله ليس مجرد "مواقف دبلوماسية فارغة".

وتابع: "التدريبات غيرت الوضع القائم بمضيق تايوان، الذي حدده الأمريكيون في الأصل. ننتظر لنرى ما إذا كان الأمريكيون سيتخذون أي إجراء لإعادة هذا الوضع إلى ما كان عليه".

فيما يتوقع محللون أمنيون أن تواظب القوات الصينية، لا سيما البحرية، على تسيير دوريات مكثفة حول تايوان، والدفع باتجاه الخط الفاصل وبسط هيمنة طويلة الأمد على الممر المائي.

وحتى قبل التدريبات، كانت الصين تقول إن لها حق السيادة على المضيق، الذي تقول الولايات المتحدة وتايوان إنه ممر مائي دولي.

والأربعاء، ومع انتهاء التدريبات العسكرية التي أجرتها حول تايوان، أصدرت الصين أول تقرير حكومي لها عن تايوان منذ عام 2000، مؤكدة من جديد تفضيلها "لإعادة التوحيد السلمي" مع تايوان.

لكنها تراجعت عن تعهدها بعدم نشر قوات في تايوان بعد توليها السيطرة.

وقال "شي ين هونج" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رينمين، إن "المواجهة بين الصين والولايات المتحدة ستنتقل إلى مستوى أعلى".

وتابع: "لا يزال الصراع المتعمد مستبعدا، لكن قرار الصين تعليق الاتصالات العسكرية جعل بالتأكيد منع الاشتباك العارض أكثر صعوبة".