استبعد الأمين العام لمنظمة "أوبك"، الكويتي "هيثم الغيص" خروج روسيا من التحالف مع المنظمة (أوبك+)، رغم الإجراءات التي من شأنها تخفيض الإمدادات الروسية نهاية العام، ضمن العقوبات ضد موسكو، محذرا من أن تعويض النفط الروسي "ليس بالمهمة السهلة".

وألقى "الغيص" باللوم على صناع السياسات والمشرعين وضعف الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز، في ارتفاع أسعار الطاقة، قائلا إن "أوبك" لا تتحمل مسؤولية هذا الارتفاع.

وواصلت "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا التنسيق بشأن سياسة إنتاج النفط في ظل ظروف سياسية مضطربة، إذ فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا لإرسالها قوات إلى أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.

وقال "الغيص"، الذي تولى منصبه في الأول من أغسطس/ آب الجاري، إنه على الرغم من التوقعات بأن الإجراءات التي اتُخذت ستخفض إمدادات النفط الروسية بحلول نهاية العام، فمن المرجح أن تظل روسيا جزءا من اتفاق التعاون الموقع بين أعضاء "أوبك+" في يوليو/تموز 2019.

وتابع أمين "أوبك": "نود تمديد الاتفاق مع روسيا والمنتجين الآخرين من خارج أوبك… من الصعب للغاية بالنسبة لي أن أتخيل أن الاتفاق لن يستمر"، بحسب "رويترز".

واعتبر أن تعويض النفط الروسي "ليس بالمهمة السهلة" وأن خفض الإنتاج الروسي سيكون له "تداعيات شديدة على المستهلكين"، لكنه عبر عن ثقته في أن السوق ستتكيف.

في سياق متصل، أوضح "الغيص" أن صناع السياسات والمشرعين وضعف الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز هم من يتحملون اللوم في ارتفاع أسعار الطاقة وليس "أوبك".

وأدى نقص الاستثمار في قطاعي النفط والغاز في أعقاب هبوط الأسعار بسبب "كوفيد-19" إلى انخفاض كبير في الطاقة الإنتاجية الفائضة لأوبك وحد من قدرة المنظمة على الاستجابة بسرعة لمزيد من التعطيلات المحتملة في الإمدادات.

واقترب سعر خام برنت من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 147 دولارا للبرميل في مارس/آذار بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات.

ورغم أن الأسعار قد انخفضت منذ ذلك الحين، فإنها لا تزال مرتفعة مما أثقل كاهل المستهلكين والشركات على نطاق عالمي.

وقال "الغيص": "لا تلوموا أوبك، بل لوموا صناع السياسات والمشرعين لديكم، لأن أوبك والدول المنتجة كانت تضغط من أجل الاستثمار في النفط والغاز".

وقلل "الغيص" من الانخفاضات الأخيرة في أسعار النفطـ، قائلا إنها جاءت بسبب المبالغة في مسألة تباطؤ الاقتصاد الصيني بسبب "كوفيد-19"، مؤكدا تفاؤله من ارتفاع الطلب مجددا

وسجلت الأسعار أدنى مستوى لها في ستة أشهر عند أقل من 92 دولارا هذا الأسبوع.

وخلص "الغيص" إلى أن انخفاض الأسعار جاء بسبب "قلق وخوف وتكهنات غير دقيقة"، معتبرا أن "السوق الفعلية تشهد زيادات في الطلب".

وعدلت "أوبك" وروسيا وحلفاء آخرون فيما يعرف بتجمع "أوبك+" عن تخفيضات إنتاج النفط القياسية التي نفذوها عام 2020 في ذروة جائحة كورونا، وتعمل على رفع إنتاج النفط بواقع مئة ألف برميل يوميا في سبتمبر/أيلول.