استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

توازن العلاقة الهش بين تركيا والكيان الصهيوني

الاثنين 22 أغسطس 2022 04:45 م

توازن العلاقة الهش بين تركيا والكيان الصهيوني

بعد إعلان تبادل السفراء بين تركيا والكيان صفقة أسلحة إسرائيلية لقبرص تتضمن نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي للدفاع الجوي.

صفقة السلاح الإسرائيلي لقبرص سبقتها مناورات عسكرية جمعت جيش الكيان بالجيش القبرصي مثيرة جدلاً كبيراً حول أهدافها ودوافعها.

الاحتفاء الاسرائيلي بالاختراقات في العلاقة مع تركيا أو في المكاسب السياسية المتوقعة يصعب أن تجد ما يوازيها على الجانب التركي.

العلاقة بين الكيان الصهيوني وتركيا محط اهتمام فيما يتعلق بحساب المكاسب والخسائر، خاصة أن الكيان لا يرى حرجاً في تسليح قبرص.

الحملات السياسية والإعلامية العلنية المناهضة لموقف تركيا من المقاومة الفلسطينية تراجعت، علما أن تركيا لا تسلح المقاومة أو قوات السلطة في رام الله.

تفتح تركيا أبوابها للفلسطينيين (سلطة وحماس) مقابل احتفاظ الكيان بعلاقات متينة مع خصومها بقبرص واليونان؛ معادلة هشة لا يعول عليها لتطوير واستقرار العلاقة بينهما.

تبادل السفراء بين الكيان وتركيا بعد قطيعة دبلوماسية دامت 4 سنوات لم يمنع الكيان من تزويد خصوم تركيا في قبرص بأسلحة تعزيز قدرتها على تحدي تركيا في ترسيم الحدود المائية والتنقيب عن الغاز والنفط.

* * *

لم تمضِ أيام قليلة على إعلان أنقرة نيتها تبادل السفراء مع الكيان الصهيوني على لسان وزير خارجيتها تشاووش أوغلو؛ لتكشف صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية اليوم الأحد عن صفقة أسلحة تتسلم بموجبها سلطات قبرص الرومية نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلية للدفاع الجوي.

تبادل السفراء بين الكيان الصهيوني وتركيا بعد مرور أربعة أعوام على القطيعة الدبلوماسية لم يمنع الكيان من تزويد خصوم أنقرة في قبرص الرومية بالأسلحة، معززة بذلك من قدرة نيقوسيا على تحدي أنقرة في ملف ترسيم الحدود المائية والتنقيب عن الغاز والنفط، خصوصا أن صفقة السلاح سبقها مناورات عسكرية جمعت الكيان بالجيش القبرصي مثيرة جدلاً كبيراً حول أهدافها ودوافعها.

تركيا التي اكتفت على لسان وزير خارجيتها تشاووش أوغلو الأربعاء الفائت بالتعليق على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الكيان بالقول إن "تبادل السفراء لا يعني استغناء أنقرة عن مبادئها، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس"، عادت للمشهد اليوم الأحد بدعوة سريعة ومفاجئة وجهتها انقرة للرئيس الفلسطييني محمود عباس لزيارة تركيا، ولقاء الرئيس التركي طيب رجب اردوغان.

مكاسب قادة الكيان الصهيوني من من استعادة العلاقات الدبلوماسية مع تركيا كانت واضحة، دون التخلي عن الشريك اليوناني والقبرصي، أو أي كلف سياسية أو اقتصادية كبيرة، ليحتفي بها رئيس وزراء الكيان في الحكومة المؤقتة يائير لبيد كإنجاز انتخابي بعد ان كشف مكتبه عن اتصال هاتفي جمعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتهى باتفاق لتبادل السفراء.

تبادل السفراء يصب في صالح حملة لبيد الانتخابية بمواجهة نتنياهو وحزب ليكود، والتي أعد لها بعناية من خلال الحملات العسكرية على قطاع غزة والعمليات اليومية في الضفة الغربية؛ إرضاءً لليمين والمستوطنين، مقدماً تبادل السفراء كإنجاز تطبيعي جديد لحكومته الانتقالية التي يتشاركها مع وزير الدفاع غانتس.

الاحتفاء الاسرائيلي بالاختراقات التي حققتها في العلاقة مع تركيا أو في المكاسب السياسية المتوقعة يصعب أن تجد ما يوازيها على الجانب التركي، غير أن الحملات السياسية والإعلامية العلنية المناهضة لموقف تركيا من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والقدس تراجعت، علما أن تركيا لا تسلح المقاومة الفلسطينية، ولم يعرف عنها القيام بتسليح قوات السلطة في رام الله أيضا؛ ما يجعل العلاقة بين الكيان وأنقرة محط اهتمام فيما يتعلق بحساب المكاسب والخسائر، خصوصاً أن الكيان لا يرى حرجاً في تسليح قبرص.

علاقة جديدة بين تركيا والكيان الصهيوني رسمت ملامحها صفقات السلاح الاسرائيلي وتصريحات وزير الخارجية تشاويش أوغلو وزيارة عباس، لتبقي مساحة واسعة للحركة والمناورة للطرفين تفتح فيه تركيا أبوابها للفلسطينيين في السلطة وحماس، مقابل حفاظ الكيان الصهيوني على علاقات متينة مع خصوم أنقرة في قبرص؛ معادلة دقيقة وهشة يصعب المراهنة عليها لتطوير واستقرار العلاقة بين تركيا والكيان الصهيوني مستقبلاً.

* حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

تركيا الكيان الصهيوني السلاح الإسرائيلي قبرص اليونان فلسطين لبيد غانتس