قال أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" إن بلاده تؤمن بأهمية الحوار بين دول الخليج وإيران، معربا عن استعداد للتوسط بين إيران والولايات المتحدة على غرار ما فعلته قطر بين حركة "طالبان" الأفغانية وواشنطن.

وقال الشيخ "تميم"، في مقابلة مطولة مع مجلة "لو بوان" الفرنسية، الأربعاء، إن الجمع بين الأطراف المتحاربة هو جزء من سياسة قطر، ضاربا المثل بحركة "طالبان" الأفغانية والولايات المتحدة.

وقال أمير قطر في هذا الإطار: "اضطلعنا بدور الوسيط، تجاوباً لطلب أصدقائنا الأمريكيين، واستمرت المفاوضات لسنوات، وشهدت تقلبات عديدة، ولا شك بأن ما حصل العام الماضي لم يكن متوقعاً".

وأكد: "بشكل عام، تعاونا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية بما فيها فرنسا".

وفيما يخص الشأن الإيراني، قال الأمير "تميم" إن الدوحة لم تتلق طلباً بشكل رسمي للتوسط بينها وبين خصومها وأبرزها واشنطن، مردفا: "لكننا على تواصل مستمر مع حلفائنا الأمريكيين ومع الإيرانيين على حد سواء، لأن إيران دولة مجاورة".

وشدد على أهمية العلاقات القطرية الإيرانية للدوحة وطهران، لافتا إلى أن قطر وإيران تتشاركان حقلا كبيرا للغاز، في إشارة إلى حقل غاز الشمال.

وأردف مشددا: "من واجبنا ومصلحتنا أن نقوم بكل ما في وسعنا لجمع الأطراف معاً وتشجيعها على التوصل إلى تسوية سلمية، نحن لا نضع حدوداً أمام أنفسنا عند اختيار أطراف الحوار، شريطة إيمان هذه الأطراف بالتعايش السلمي، لكننا لسنا مستعدين للتحاور مع من يعارض ذلك".

ومقابل دور قطر في جميع الدول المتنافرة أو المتصارعة، أكد الشيخ "تميم" أن الدوحة "ليست مستعدة بطبيعة الحال للتحاور مع الإرهابيين والجماعات العنيفة".

وشهدت الأشهر الماضية تعزيزا من قطر لتموضعها في المنطقة كأحد أبرز القوى في إدارة الصراعات، بحكم علاقاتها المتميزة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، والتي اكتملت بعد المصالحة الخليجية والتقارب القطري السعودي، بعد أن قادت الأخيرة مع الإمارات والبحرين ومصر جهودا لمحاصرة قطر ومقاطعتها عام 2017.

وكانت العلاقات القطرية الإيرانية محور انتقاد لدول الحصار آنذاك، حيث تم الطلب من الدوحة إعلان قطع العلاقات مع طهران، لكن الأولى رفضت وشددت على عدم الحق في التدخل بسياساتها وخياراتها السيادية، لاسيما أن إيران بادرت بفتح موانئها مع قطر عقب الحصار لنقل الأغذية واللوجيستيات.

واستمرت العلاقات القطرية الإيرانية بالنمو على أساس التعاون المشترك، خاصة أن البلدان يتقاسمان السيادة على حقول للغاز والنفط تتطلب استمرار وجود حوار وتفاهم متجدد.