في إشارة لتقدم العلاقات.. رويترز تكشف كواليس زيارة رئيس المخابرات التركية إلى سوريا

الجمعة 16 سبتمبر 2022 05:46 ص

زار رئيس المخابرات التركية "هاكان فيدان"، خلال الأسابيع الماضية، العاصمة السورية دمشق، في مؤشر على "تقدم جهود روسية لإذابة الجليد" بين أنقرة والنظام السوري.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن 4 مصادر، القول إن رئيس المخابرات التركية عقد عدة اجتماعات مع رئيس مخابرات النظام السوري في دمشق "علي مملوك"، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقال مصدر وصف بأنه (إقليمي مؤيد لدمشق)، إن "فيدان" و"مملوك"، التقيا هذا الأسبوع في العاصمة السورية.

وأضاف مسؤولون أتراك والمصدر الإقليمي، أن هذه الاتصالات تعكس تحولاً في السياسة الروسية، في وقت تعد فيه موسكو نفسها لصراع طويل الأمد في أوكرانيا، بينما تسعى لتأمين موقعها في سوريا، حيث تدعم قواتها رئيس النظام "بشار الأسد"، منذ عام 2015.

وذكرت الوكالة أن "من شأن أي تطبيع في العلاقات بين أنقرة ودمشق أن يغير معالم الحرب السورية المستمرة منذ 10 سنوات".

ويُعد الدعم التركي من العوامل الرئيسية لاحتفاظ المعارضة السورية بمواطئ قدم لها في الشمال الغربي للبلاد.

ووفقاً لمسؤول تركي كبير ومصدر أمني تركي، بحث "مملوك" و"فيدان"، خلال الاجتماعات الأخيرة، احتمال عقد لقاء بين وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، ووزير خارجية النظام السوري "فيصل المقداد" في نهاية المطاف.

وسبق أن كشف "جاويش أوغلو" عن عقد لقاء قصير مع "المقداد"، في بلجراد، خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد خلاله أن "الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج" من الأزمة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة "القضاء على الإرهابيين".

وقال المسؤول التركي: "تريد روسيا أن تتجاوز سوريا وتركيا خلافاتهما وتتوصلا لاتفاقات محددة تصب في مصلحة الجميع، بما في ذلك تركيا وسوريا".

وأضاف أن أحد التحديات الكبيرة تكمن في رغبة تركيا في إشراك المعارضة السورية المسلحة في أي محادثات مع النظام السوري.

إلى ذلك، قال مسؤول أمني تركي إن "روسيا سحبت تدريجياً بعض مواردها العسكرية من سوريا للتركيز على أوكرانيا"، وطلبت من تركيا تطبيع العلاقات مع "الأسد" لـ"تسريع الحل السياسي" في سوريا.

وقال المصدر المتحالف مع النظام السوري، إن روسيا "حثت دمشق على الدخول في محادثات مع أنقرة"، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو لـ"تأمين موقفها وموقف الأسد إذا اضطرت لنقل قوات إلى أوكرانيا"، حسب تعبيره.

وتكبدت روسيا خسائر فادحة على الأرض في أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية.

وقال المصدر إن الاجتماعات الأخيرة، ومن بينها زيارة قام بها "فيدان" إلى دمشق استمرت يومين في نهاية أغسطس/آب الماضي، سعت إلى "تمهيد الطريق لجلسات على مستوى أعلى".

وذكر المسؤول التركي البارز أن أنقرة لا تريد أن تملأ القوات الإيرانية أو تلك المدعومة من إيران، والتي تنتشر بالفعل على نطاق واسع في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، الفراغ الذي ستخلفه عمليات الانسحاب الروسية.

وأشار المسؤول الأمني التركي إلى أن روسيا أيضاً "لا تريد للنفوذ الإيراني أن يتسع، لأن هذا من شأنه أن ينتقص من وجودها".

وقال دبلوماسي مقيم في المنطقة، إن روسيا سحبت عدداً محدوداً من القوات من جنوب سوريا في وقت سابق هذا الصيف، والتي شغلتها لاحقاً قوات تابعة لإيران.

وبينما تحدث "فيدان" و"مملوك" بالفعل على نحو متقطع خلال العامين الماضيين، فإن وتيرة وتوقيتات الاجتماعات الأخيرة تشير إلى "وجود حاجة ملحة الآن للتواصل"، حسب "رويترز".

وقال المصدر الإقليمي المتحالف مع دمشق، ومصدر آخر رفيع المستوى في الشرق الأوسط، إن الاتصالات التركية السورية "أحرزت الكثير من التقدم"، دون الخوض في تفاصيل.

بينما قال مصدر إقليمي ثالث متحالف مع النظام السوري، إن العلاقات التركية السورية بدأت تتحسن وتتقدم إلى مرحلة "تهيئة الأجواء للتفاهم".

وبدا التقارب التركي مع النظام السوري في حكم "المستحيل" في المراحل المبكرة من قمع الثورة السورية.

ووصف الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في وقت سابق "الأسد" بأنه "إرهابي"، وقال إنه لا يمكن للسلام أن يتحقق في سوريا، وهو على مقعد الرئاسة.

لكن في تغير واضح في لهجته الشهر الماضي، قال "أردوغان" إنه لا يمكنه "استبعاد الحوار والدبلوماسية مع سوريا في المطلق".

وتأتي الاتصالات التركية السورية أيضاً على خلفية سلسلة من الاجتماعات بين "أردوغان" والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، من بينها اجتماع مقرر الجمعة في أوزبكستان.

وبعد زيارة أخيرة لموسكو، قال "أردوغان" إن "بوتين" اقترح على تركيا "التعاون مع دمشق على طول حدودهما المشتركة".

وتجري أنقرة منذ سنوات محادثات مع طهران وموسكو، أبرز داعمي دمشق، في إطار "مسار أستانا" الهادف إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع، بموازاة جهود الأمم المتحدة في جنيف.

وأدت اتفاقات تهدئة ضمن هذا المسار إلى وقف هجمات عسكرية واسعة نفذتها قوات النظام السوري خصوصاً في إدلب.

وتسبّب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا سوريا روسيا هاكان فيدان علي مملوك أردوغان الأسد

تركيا توضح تصريحات جاويش أوغلو حول النظام السوري

دعوة تركيا للتصالح بين المعارضة السورية والنظام تثير غضبا

صحيفة تركية: أردوغان أبدى استعداده للقاء الأسد