كيف يخوض العرب انتخابات الكنيست المقبلة؟

الأحد 18 سبتمبر 2022 10:52 ص

انهارت "القائمة المشتركة"، وهي تحالف سياسي كان يضم ثلاثة أحزاب تمثل العرب في إسرائيل، قبيل الانتخابات التشريعية الخامسة التي تشهدها إسرائيل في أقل من 4 أعوام، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على التمثيل السياسي العربي في الكنيست، وأن يساعد كذلك في عودة رئيس الوزراء السابق "بنيامين نتنياهو"، إلى السلطة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت متأخر الخميس، إن حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" (بلد) سيخوض الانتخابات من دون تحالفات مع الحزبين الآخرين في القائمة المشتركة.

وإذا لم يحصل الحزب على عدد الأصوات الكافي، فمن المرجح ألا يكون ممَثلاً في الكنيست، ما يعني أن الأصوات التي حصدها ستذهب هدراً.

وأكد "التجمع" أنه قدم التنازلات العديدة المتعلقة بتمثيله في القائمة المشتركة، استجابة لمطلب الشارع بالوحدة ولإيمانه بضرورة تنظيم العرب على أساس قومي، و"هذا ينسحب على الاتفاقية الأخيرة أيضا، حيث قدم تنازلات عديدة وركز على أهمية تصويب الأداء السياسي، إلا أن الجبهة والتغيير قد تنصلتا من هذه الاتفاقيات، كما يعلم الجميع"، وفي بيان.

واتهم "التجمع"، حزبي "الجبهة" و"العربية للتغيير" بعد الالتزام باتفاق سابق موقع بين الطرفين، يقضي بألا تدعم القائمة أيّاً من المعسكرين الإسرائيليين، وألا تسمي مرشحاً لرئاسة الوزارء.

وكان حزب "القائمة العربية الموحدة"، انسحب من "القائمة المشتركة"، في أواخر يناير/كانون الثاني 2021، فأصبحت تتألف من ثلاثة أحزاب عربية، بدل 4 خاضت الانتخابات التشريعية سابقاً.

وأصدرت كل من "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" و"الحركة العربية للتغيير"، بيانًا مشتركا أكدتا فيه خوض الانتخابات بتركيبة ثنائية، تشمل كافة شرائح المجتمع العربي في البلاد، إلى جانب القوى التقدمية اليهودية.

وأكدت قائمة "الجبهة" و"العربية للتغيير" أنهما "قدمتا كل التنازلات على صعوبتها للحفاظ على القائمة المشتركة، ووفقًا للاتفاقيات التي توصلوا إليها الأسبوع الماضي، وكان التجمع الرابح الوحيد فيها، إذ ضمنت له هذه الاتفاقية مضاعفة تمثيله".

وأضاف البيان: "رغم هذا كله تفاجأنا وبشكل غير مفهوم وبدون أي مقدمات أن التجمع يصر، تحت وطأة الخلافات الداخلية، على ضرب الوحدة، ونقض الاتفاقيات في الدقيقة التسعين، للمطالبة برئاسة الكتلة، والتنصل من التناوب الذي أعد أساسا لتعزيز حضور الأهل من النقب في الكنيست، وليس من باب المحاصصة الحزبية كما يروج".

وحذرتا من أن "التجمع" قد يقوم بمحاولة أدلجة الخلاف بين مركبات المشتركة، مؤكدتين: "تجربة العمل المشترك في الأعوام الأخيرة مع التجمع وكذلك المفاوضات الأخيرة أثبتت أن هذه الخلافات مصطنعة ويتم تضخيمها في نهاية الأمر لمصالح فئوية ضيقة".

وعبرت قائمة "الجبهة" و"العربية للتغيير" عن جاهزيتها التامة لخوض الانتخابات بالقائمة الثنائية، وقال البيان: "نحن قادرون بهمة أهلنا ومجتمعنا على تجاوز هذه الخلافات كافة وسنعمل على أن يؤدي خطابنا إلى رفع نسبة التصويت لتعزيز حضور صوت مجتمعنا الوطني".

وبذلك يخوض العرب في إسرائيل الانتخابات التشريعية المقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، ضمن ثلاثة قوائم، بعدما قدّم حزب "القائمة العربية الموحدة"، قائمة انتخابية في وقت سابق.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه التطورات الدرامية في المشتركة إلى المزيد من عزوف الناخبين العرب عن الصناديق إلى دون الـ40%، مما يعني تراجع عدد النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، وهذا يصب المياه على طاحونة "نتنياهو" الذي سيستفيد حسابيا وانتخابيا، ويعود للحكم بحكومة أقلية، بخلاف التوقعات التي كانت حتى تفكّك المشتركة.

والناخبون العرب يشكلون 17% من الناخبين الإسرائيليين، ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة فإن ما لا يزيد عن 45% قالوا إنهم سيصوتون بالانتخابات المقبلة..

لكن ووفق تقديرات المحللين السياسيين، فإن هذه النسبة ستنخفض بسبب تفكك القائمة المشتركة.

وكما في الانتخابات السابقة، من المرجح أن تكون المعركة السياسية بين "نتنياهو" الذي يحاكم حالياً بتهم فساد، ومجموعة من الأحزاب التي تمثل تيارات سياسية مختلفة.

ولكن، من دون حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" (قومي)، فإن الحزبين الآخرين من القائمة قد يدعمان رئيس وزراء تصريف الأعمال الحالي "يائير لابيد"، خصم "نتنياهو" الأبرز.

مع ذلك، فمن غير المعروف إذا ما كان حلفاء "لابيد" من اليمين المتشدد، سيقبلون بدعم الحزبين العربيين.

ورجح استطلاع أجري مؤخراً أن لا يحصل "نتنياهو" و"لابيد" على الأكثرية (61 مقعداً في الكنيست)، بسبب التقارب الشديد بينهما، ما من شأنه أن يؤدي إلى انتخابات سادسة في البلاد.

وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، السبت، فإن "تفكك القائمة المشتركة يمكن اعتباره الحدث الأبرز في إسرائيل والأهم فيما يتعلق بانتخابات الكنيست المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".

وأوضح تقرير الصحيفة أن "الآثار المتتالية لهذه الخطوة قد تدفع إحدى الكتل السياسية الإسرائيلية لتجاوز عتبة 61 مقعداً"، مستدركاً: "لكن ليس من الواضح بعد أي منها المستفيدة من انقسام القائمة المشتركة".

ويرصد التقرير عدة سيناريوهات لمرحلة ما بعد تفكك "القائمة المشتركة"، أولها أن ينتهي الأمر لصالح "لابيد"، لافتًا إلى أن 64% من الجمهور العربي يؤيد الدخول في ائتلاف حكومي.

سيناريو آخر يطرحه التقرير العبري، يتمثل في أن يمنح تفكك "القائمة المشتركة" زعيم المعارضة الإسرائيلية "نتنياهو" النصر، وذلك عبر وصوله إلى 61 مقعداً في الكنيست المقبلة، مما يعزز فرصه بتشكيل الحكومة.

وأشار التقرير إلى أن "إقبال العرب في إسرائيل على التصويت في يوم انتخابات الكنيست سيحدث فرقاً في النتائج"، مبينًا أنه "من المتوقع حالياً أن يكون التصويت العربي في أدنى مستوياته على الإطلاق".

وأظهر استطلاع أجرته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، السبت، حصول كتلة نتنياهو على 60 مقعداً في الكنيست المقبل، الأمر الذي يمكنه من تشكيل الحكومة، في حين حصلت كتلة لابيد على 56 مقعداً، و4 مقاعد لقائمة الحزبين العربيين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

انتخابات إسرائيل القائمة المشتركة عرب إسرائيل الكنيست

قبل أسابيع من الانتخابات.. الكنيست يوافق على تفكيك القائمة العربية