4 سيناريوهات تستخدم فيها روسيا السلاح النووي.. تعرف عليها

الأحد 18 سبتمبر 2022 12:13 م

"اقرؤوا عقيدتنا العسكرية.. كل شيء مذكور هناك".. هكذا رد المتحدث باسم الكرملين على سؤال حول متى يمكن استخدام روسيا للأسلحة النووية.

ولم يوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية "ديمتري بيسكوف"، أية تفاصيل حول هذه العقيدة، والتي كانت على مدى سنوات طويلة مدار جدل.

وجاء رد الكرملين بعد اتهامات متواترة من دول غربية بإمكانية لجوء الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية، ربما في تفجير استعراضي فوق البحر الأسود أو بالمحيط المتجمد الشمالي أو داخل الأراضي الأوكرانية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إنه "لا أدلة حتى الآن على أن بوتين بصدد نقل أسلحة نووية"، لكنها أكدت أن واشنطن قلقة، لأن "أخطر لحظات الحرب في أوكرانيا لم تأتِ بعد".

وتلفت الصحيفة إلى أن التصريحات الأمريكية الأخيرة، تشير إلى نقاش داخل المؤسسات العسكرية الأمريكية، حول كيفية الرد على قيام روسيا بتفجير نووي استعراضي أو تجربة نووية.

ويؤكد العديد من الخبراء والمسؤولون العسكريون خصوصاً في واشنطن، أن روسيا تخلّت عن العقيدة السوفييتية التي تقضي بعدم المبادرة لاستخدام السلاح النووي.

وتتميز العقيدة العسكرية الروسية بمبدأ يسمّى "التصعيد من أجل احتواء التصعيد"، والذي قد يشمل شنّ ضربة أولى بسلاح نووي منخفض القوة، لإجبار حلف شمال الأطلسي على التراجع.

وحسب العقيدة العسكرية الروسية، فإن موسكو تحتفظ لنفسها بالحق في استخدام الأسلحة النووية رداً على استخدام أسلحة نووية وأنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل ضدها، أو ضد حلفائها، وكذلك في حالة العدوان على روسيا باستخدام الأسلحة التقليدية بما يشكل تهديداً لوجود الدولة.

ورغم إعلان روسيا أكثر من مرة أنها تعتبر الأسلحة النووية وسيلة ردع ودفاع فقط، إلا أن بنود عقيدتها النووية -وفي أحدث تعديل عليها جرى 2020 تضمنت عدة أمثلة- ستدفعها لاستخدام ترسانتها من الأسلحة غير التقليدية في وجه أي خطر يتهدد سيادة البلاد ووحدة أراضيها، وحماية مصالحها ومصالح حلفائها أيضاً.

واللافت في هذه الأمثلة أنها لا تتطلب أن تكون الضربة الأولى من دولة معادية، إذ يمكن لموسكو استخدام السلاح النووي في ضربة استباقية.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي "سيرغي ريابكوف"، قال في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، إن موسكو ستستخدم الأسلحة النووية، إذا كان وجودها مهدداً، وهذا موجود في العقيدة العسكرية الروسية، وفق قوله.

وقال "ريابكوف" لقناة "روسيا 24" التلفزيونية، إن العقيدة العسكرية الروسية، ووثيقة "أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي"، حددتا بشكل شاملٍ جميع السيناريوهات التي يمكن فيها نظرياً استخدام الأسلحة النووية.

وهنا تبرز 4 سيناريوهات، يمكن عبرها أن يضغط الرئيس الروسي على الزر النووي "الأحمر"، الذي ظهر معه في أكثر من مناسبة إبان العملية العسكرية التي بدأها ضد أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.

السيناريو الأول:

حصول روسيا على بيانات موثوقة تؤكد عزم جهة ما إطلاق صواريخ باليستية تجاه أراضيها أو أراضي حلفائها.

السيناريو الثاني:

تعرض روسيا أو أحد حلفائها لهجوم بأي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل، والتي تشمل الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، بكلمات أخرى الأسلحة غير التقليدية.

السيناريو الثالث:

يمكن لروسيا أن تستخدم ترسانتها النووية حتى لو استهدفت بأسلحة تقليدية، لكن في حال كان هذا الاستهداف يهدد وجود الدولة.

السيناريو الرابع:

في حال تعرض مواقع حكومية أو عسكرية حساسة إلى هجوم من قبل عدو ما، فإن العقيدة النووية الروسية تتيح لها استخدام السلاح النووي للرد.

وقبل أسبوعين، نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن الرئيس الروسي السابق "ديمتري ميدفيديف" وجّه تحذيرا نوويا صارخا لأمريكا وحلفائها، متهما إياهم بالرغبة في الاستفادة من الصراع العسكري في أوكرانيا من أجل تفكيك روسيا وإقصائها من المجال السياسي.

وفي تقرير لها، نقلت المجلة عن إحدى رسائل "ميدفيديف" نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، على "تليجرام"، بعد تشييع الزعيم السوفياتي السابق "ميخائيل غورباتشوف": "هذه هي الأحلام القذرة للمنحرفين الأنجلوساكسونيين الذين ينامون بفكرة سرية حول تفكك دولتنا، ويفكرون في كيفية تمزيقنا وتقطيعنا إلى أجزاء صغيرة".

وأضاف "ميدفيديف" أن مثل هذه المحاولات خطرة ولا يجوز الاستهانة بها، "هؤلاء الحالمون يتجاهلون بديهية بسيطة: التفكك القوي لقوة نووية هو دائما مثل لعب الشطرنج مع الموت، حيث يُعرف على وجه التحديد متى تنتهي اللعبة، وهو مثل يوم نهاية البشرية".

والجمعة، وجّه الرئيس الأمريكي "جو بايدن" نظيره "بوتين" من استخدام أسلحة كيميائية أو نووية تكتيكية، قائلا في مقتطفات بُثّت من مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي إس" (CBS): "لا تفعل.. لا تفعل.. لا تفعل".

وأوضح "بايدن": "سيتغيّر وجه الحرب بشكل لا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية"، مضيفا "سيصبحون (الروس) منبوذين في العالم أكثر من أي وقت مضى".

واستعادت أوكرانيا مناطق واسعة في الشرق من القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة، بفضل الأسلحة النوعية التي زوّدها بها حلفاؤها الغربيون.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

نووي سلاح نووي روسيا أوكرانيا أمريكا الغرب

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بقصف محطة نووية وكارثة تلوح بالأفق

روسيا: الغرب قد يشعل حربا نووية بسبب أوكرانيا

جورج فريدمان: هذه خيارات التصعيد الروسي خلال المرحلة المقبلة

بـ"رسائل غامضة".. واشنطن تحذر موسكو من مغبة استخدام النووي

بلومبرج: بوتين قد يستخدم السلاح النووي في أوكرانيا لهذا السبب