أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، «ستيفان دوغاريتش»، أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، «ستيفان دي ميستورا»، سيزور السعودية، مساء اليوم الإثنين، ويتوجه لاحقا إلى إيران.
ونقلت وكالة «فرانس برس» للأنباء عن «دوغاريتش» قوله إن «دي ميستورا سيزور الرياض مساء اليوم».
ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأممي في العاصمة السعودية أعضاء الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن مؤتمر المعارضة السورية؛ لمناقشة الترتيبات قبيل مؤتمر «جنيف3» المتوقع عقده نهاية الشهر الجاري.
وبدأت الهيئة اجتماعاتها منذ يوم أمس الأحد؛ لتحديد وفدها للمفاوضات مع حكومة «بشار الأسد» وآلية التفاوض، وتثبيت السقف السياسي المطلوب.
وتقف الرياض وطهران على طرفي نقيض من الملف السوري؛ فبينما تؤيد السعودية المعارضة المسلحة وترفض أي أي استمرار لـ«الأسد» في مستقبل سوريا، تساند إيران بقوة حليفها «الأسد» في وجه الثورة الشعبية المستمرة ضده منذ مارس/آذار 2011.
ومنذ أمس الأول السبت؛ تأزمت العلاقات السعودية الإيرانية بشدة؛ حيث قطعت المملكة العلاقات مع طهران إثر قيام محتجين إيرانيين بإحراق مقر السفارة السعودية في طهران ومقر قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.
وشهدت إيران احتجاجات تندد بإقدام السلطات السعودية على تنفيذ حكم القصاص (الإعدام بقطع الرقبة) على رجل الدين الشيعي السعودي، «نمر باقر النمر».
ولا يعرف بعد ما إذا كان زيارة «دي ميستورا» للسعودية وإيران تأتي في إطار مساعي رأب الصدع المتفاقم في العلاقات بين البلدين أم لا، خاصة أن هذا الصدع قد ينعكس بالسلب على محاولات إيجاد حل للملف السوري، وخاصة مؤتمر «جنيف3»، الذي تسعى القوى الدولية إلى عقده.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفقت دول كبري معنية بالملف السوري، خلال اجتماع في فيينا، على خطوات لإنهاء القتال في سوريا، الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص خلال قرابة خمس سنوات. وتشمل هذه الخطوات تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج.
كما نص اتفاق فيينا، الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، على السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من يناير/كانون الثاني الجاري.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب ثورة شعبية بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوأد هذه الثورة؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.