فايناشال تايمز: كيف تحركت أوبك+ ضد الولايات المتحدة؟

السبت 8 أكتوبر 2022 09:53 م

"لم تكن مكافأة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية هي الزيادة المأمولة في إنتاج النفط، ولكن خفضًا رئيسيًا بمقدار مليوني برميل يوميًا من قبل مجموعة أوبك + التي تحالفت مع روسيا منذ عام 2016".

هكذا تحدثت افتتاحية صحيفة "فايناشال تايمز" البريطانية، الجمعة، بعنوان "معركة السيطرة على سوق النفط العالمية"، التي وصفت زيارة "بايدن"، المفاجئة لولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، كانت أمرا مثيرا للجدل.

وتقول الصحيفة إن "هذا الخفض جاء قبل 5 أسابيع من الانتخابات النصفية الأمريكية حيث يمكن أن تلعب أسعار البنزين دورًا حاسمًا".

وتضيف أنه "يشير إلى أن الرياض تتمسك بسرعة بعلاقتها مع موسكو، حتى مع تصعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحربه في أوكرانيا".

وتضيف أن مسؤولين سعوديين و"أوبك" يؤكدون على أن التخفيضات لم تكن بدوافع سياسية، بل جاءت في مواجهة ركود محتمل في أوروبا وأماكن أخرى من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الطلب.

كما يقولون إنهم يحاولون وضع حد أدنى للأسعار وحماية الإيرادات وزيادة الطاقة الإنتاجية.

وترى الصحيفة أنه على الرغم من تلك التصريحات، فإن "التحرك لخفض الإنتاج الآن هو جزء من صراع أوسع للسيطرة على سوق النفط العالمية".

وتضيف أن "السعودية منزعجة من المحاولات التي تقودها الولايات المتحدة للتأثير على الأسعار، حيث ضغطت إدارة بايدن من أجل تحديد سقف لأسعار النفط الروسي وترى أوبك في ذلك محاولة لتغيير ميزان القوى نحو الدول المستهلكة وتخشى أن مثل هذه الآلية قد يتم استخدامها في يوم من الأيام ضدها".

وتقول الصحيفة، إن "أوبك" تحاول استعادة السيطرة على السوق وإثبات أنها لا يزال لديها القدرة على تحديد السعر.

وتضيف أنه من المؤكد أن السعودية تحاول إرسال إشارات سياسية لرئيس أمريكي وصفها بـ"المنبوذة"، بعد القتل الوحشي للصحفي "جمال خاشقجي"، وتهدف إلى إظهار أن لديها أصدقاء آخرين في بكين ونيودلهي وموسكو.

وتقول الصحيفة إن "ولي العهد السعودي قد يكون قد أسرف في استخدام القوة، حيث من غير المرجح أن تقدم الصين والهند وروسيا حماية أمنية للسعودية تماثل التي قدمتها الولايات المتحدة على مدى عدة عقود. كما قد يؤدي ارتفاع أسعار النفط الآن إلى تعميق أي ركود وشيك وما ينتج عن ذلك من تدمير للطلب".

يقول "روجر ديون"، مراقب "أوبك" المخضرم في مزود البيانات "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايت"، في مذكرة له، إن التخفيضات تمثل "تسليحًا للنفط".

ويلفت إلى أن توقيت ومكان الاجتماع كانا إشارة متعمّدة من المنظمة، مضيفًا أن وجود نائب رئيس الوزراء الروسي الخاضع للعقوبات الأمريكية لمناقشة تشديد الإمدادت النفطية، مع اقتراب فصل الشتاء وقيام روسيا فعليا بإضفاء الطابع العسكري على صادراتها من الغاز إلى أوروبا، يبعث برسالة واضحة.

وحسب "ديون"، فإن "المسار العدائي للسعودية سيزيد من المخاطر التي تنطوي على ارتفاع أسعار النفط".

وبالنسبة للسعودية، التي اعتمدت منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري كجزء من تحالف الطاقة مقابل الأمن خلال حربين في الخليج وهجمات 11 أيلول/ سبتمبر، فإنها تبرز ثقة جديدة في قدرتها على التحرر من الضغط الأمريكي والتصرف بما يخدم مصالحها التجارية والدبلوماسية، وفق "ديون".

والأربعاء، أقر "أوبك+" الذي يضم الدول المنتجة للنفط "أوبك" وحلفاء آخرين بينهم روسيا، خفض الإنتاج اليومي بمقدار مليوني برميل يومياً بدءاً من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأثار القرار ردة فعل أمريكية واسعة، حيث أعرب الرئيس "جو بايدن" عن شعوره بـ"خيبة الأمل"، فيما قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إنه قرار "قصير النظر".

كما وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، "كارين جان بيير"، القرار بـ"الخاطئ"، وقالت إنه يصب في مصلحة روسيا، ويعني أن دول التحالف تصطف إلى جانب موسكو، في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية.

فيما دعا أعضاء ديمقراطيون في الكونجرس، إلى خفض حاد في المبيعات العسكرية للسعودية، بينما قدم 3 نوّاب تشريعات لإنهاء وجود القوات الأمريكية في كل من السعودية والإمارات ردّاً على قرار خفض الإنتاج.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أوبك السعودية أوبك+ بايدن النفط أسعار النفط إنتاج النفط

بعد صدمة أوبك.. أمريكا تبيع 10 ملايين برميل من احتياطها النفطي

تحالف أوبك+.. السعودية وروسيا بمواجهة أميركا؟!