رغم مخاوف أمريكا.. تعاون إماراتي صيني واسع بمجال الذكاء الاصطناعي

الأربعاء 19 أكتوبر 2022 03:27 م

قال وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي "عمر العلماء"، إن بلاده تبدي اهتماما باستخدام التكنولوجيا الصينية، في خطوة قد تؤجج غضب الولايات المتحدة التي تضغط لوقف تعاون حلفائها مع الصين في مجال التكنولوجيا.

جاءت تصريحات "العلماء"، خلال محادثة جمعته مع صحيفة "نيهون كيزاي شيمبون" اليابانية، أكد فيها أن خطواتهم نحو التقارب مع الصين، تأتي على الرغم من التحذيرات الأمريكية.

وتعني هذه التصريحات أن أبوظبي غير متخوفة من قدرة بكين أو أي شريك على الوصول إلى البيانات الحساسة في القطاعات الحيوية، وقد حفزت هذه الشكوك رفض واشنطن توريد مقاتلات "إف 35" إلى الإمارات.

وحسب صحيفة "نيزافيسمايا" الروسية، فإن حديث "العلماء" جاء بالتزامن مع مناقشة شركاء واشنطن تداعيات فرض قيود هذا الشهر على بيع الرقائق اللازمة لإجراء البحوث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتقنيات أشباه الموصلات الأخرى إلى الصين.

وعليه؛ يحتاج مصنعو التكنولوجيا الذين تشملهم هذه العقوبات الحصول على ترخيص تصدير خاص.

وقد كشف مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" علنًا أن الغرض من هذه القيود هو منع بكين بأي وسيلة من الحصول على رقائق تمكنها من تطوير مجال الذكاء الاصطناعي.

وذكرت الصحيفة أن القيادة الإماراتية حاولت تجاهل المخاوف من أن تعاونها متعدد الأطراف مع الصين يعيق علاقة أمنية وثيقة مع حليفها الخارجي، لكن وفقا لمعطيات زمن ما قبل الوباء التي نشرتها مجلة "الإيكونوميست" البريطانية؛ مثلت الإمارات "بوابة" لحوالي ثلثي الصادرات الصينية المتجهة نحو أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.

في الشأن ذاته؛ يقدر المسؤولون الصينيون أن الاستثمار المباشر غير المالي لبلدهم في الإمارات يناهز نسبة 50 بالمئة من إجمالي الاستثمار الصيني في العالم العربي.

ونقلت الصحيفة عن "جاي بيرتون"، وهو أستاذ مساعد بكلية فيساليوس في بروكسل، قوله إن السلطات الأمريكية تود تواجدها في نفس القارب مع الإمارات والسعودية عندما يتعلق الأمر بدور الصين.

ويضيف "بيرتون": "تعتبر الولايات المتحدة الصين منافسها الرئيسي على المدى الطويل، حتى لو كان وجودها محدودًا ومركزًا على الشرق الأوسط اقتصاديًّا بشكل أساسي. ولهذا السبب، تشعر واشنطن بالقلق من تفاعل حلفائها وشركائها المقربين مع قوة آسيوية في مناطق يمكن أن تكون مهددة من الناحية الأمنية".

إلى جانب ذلك؛ يلفت "بيرتون" الانتباه إلى أن دول الشرق الأوسط لها مصالحها الخاصة التي لا تتوافق دائمًا مع مصالح أمريكا، قائلًا: "تعتقد هذه الدول أن الولايات المتحدة إما في حالة انهيار أو أنها لم تعد ملزمة بالمنطقة كما كانت من قبل".

وبحسب "بيرتون"، فإن اللاعبين في الشرق الأوسط يمتلكون خططًا خاصة تهدف لتنويع الاقتصاد، وتتطلب التنفيذ والاستثمار والتجارة. وعليه؛ فإن الصين تعتبر مهمة كونها شريكًا كبيرًا من حيث التجارة والأعمال في الشرق الأوسط.

ويعتقد "بيرتون" أن الولايات المتحدة تحاول تطبيق سياسة الترغيب والترهيب على الإمارات عندما يتعلق الأمر بالصين، مضيفًا: "من ناحية وافقت إدارة (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب على بيع مقاتلات (إف 35) إلى الإمارات، لكن عقب وصول بايدن إلى السلطة طالبت إدارته الإمارات بتقديم ضمانات بعدم مشاركة المعارف العسكرية التكنولوجية الأمريكية مع الصينيين أو زعزعة المكاسب النوعية لإسرائيل. ذلك، ما دفع الإمارات إلى  إلغاء الصفقة".

ويرجع "بيرتون" اهتمام الولايات المتحدة باتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي لا فقط إلى رغبتها في استعادة الاتصالات الرسمية وتوحيد الشركاء الأمريكيين؛ بل من أجل تقليص تأثير الصين، وعلى عكس ما يعتقده الأمريكيون؛ ترى الصين أن التعاون الوثيق بين هذه الدول يخدم مصالحها الخاصة.

ويتابع "بيرتون" مؤكدًا أن الولايات المتحدة تقف عاجزة فيما يتعلق بتعاون السعودية والإمارات مع الصين؛ لا سيما أن إظهار الامتعاض من طرفها لم يعد يؤتي ثماره، وذلك ما كشف عنه الخلاف الأخير بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بشأن قرار "أوبك+" لخفض الإنتاج.

وفي نهاية التقرير؛ ينوه "بيرتون" بأن الانتقال من سياسة التهديد إلى التنفيذ على غرار المقاطعة وفرض عقوبات قد يكون خطوة خطيرة لن تؤدي إلا إلى تفاقم العداء.

ويأتي التعاون الغماراتي الصيني، في وقت تقض فيه محاولات دول الخليج العربي اتباع سياسة خارجية مستقلة مضجع إدارة "بايدن".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين الإمارات التكنولوجيا الصينية أمريكا الذكاء الاصطناعي

وزير الثقافة الإماراتي يصف علاقات بلاده بالصين بـ«الاستراتيجية والقوية»

"مناقشة جيدة" بين بلينكن وبن زايد حول قضايا المنطقة

تطور مذهل للذكاء الاصطناعي.. هل يتسبب بأزمة اقتصادية وسياسية في الدول العربية؟