"عرين الأسود" تشعل الضفة الغربية المحتلة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية

الأربعاء 26 أكتوبر 2022 06:05 ص

تتزايد شعبية مجموعة "عرين الأسود" في الضفة الغربية المحتلة، خاصة في جنين ونابلس وطولكرم في وقت يتصاعد فيه الغليان من ممارسات الاحتلال واستفزازات المستوطنين.

وفي مارس/آذار الماضي، أطلق جيش الاحتلال عملية "كاسر الأمواج" لاحتواء هذه الجماعة المسلحة، ووقف مسار العمليات التي قتلت 19 إسرائيليا هذا الربيع.

وفي أغسطس/آب الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي زعيم "عرين الأسود" البالغ من العمر 18 عامًا "إبراهيم النابلسي"، وهو ابن مسؤول في الاستخبارات التابعة للسلطة الفلسطينية، وقد أثبتت جنازته حجم الالتفاف حول المسار الذي سلكه "النابلسي".

وفضلا عن العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في جنين، فقد فرض حصارا على مخيم شعفاط ونابلس هذا الشهر، بعد عمليات أدت إلى مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين.

وكان توسع العمليات في القدس الشرقية قلقًا بشكل خاص على الإسرائيليين. وقال الصحفي الإسرائيلي "بن كاسبيت": "تشير جميع العلامات إلى أن توترات الأشهر الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين مقدمة للانتفاضة الثالثة".

ويبدو أن تصاعد العنف في الضفة الغربية يعقد حملة رئيس الوزراء الإسرائيلي "يائير لابيد"، ويفيد رئيس الوزراء السابق "بنيامين نتنياهو"، في انتخابات 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، المعقدة. وقد تحولت الأضواء إلى "إيتمار بن غفير" وهو واحد من أكثر الشخصيات راديكالية في السياسة الإسرائيلية.

ويقول "بن كاسبيت" عن "بن غفير" إنه "الرجل الذي وصف نفسه بأنه تلميذ للحاخام الراحل "مائير كاهان" الذي تم حظر حركة "أخ في إسرائيل بسبب رسائله العنصرية". وفي وقت سابق، عرض "بن غفير" صورة على جدار غرفة معيشته "لباروخشتاين" وهو المستوطن الذي قتل العشرات من المصلين المسلمين في الخليل ليصبح بطلا في نظر آلاف الإسرائيليين.

وأضاف "بن كسبيت"، "لقد كان البلطجي الشاب الذي هدد رئيس الوزراء إسحق رابين قبل فترة وجيزة من اغتياله عام 1995 وهو ضيف شهير على محطات التلفزة ويتمتع بوضع يشبه مستوى النجوم بين شباب الإسرائيليين".

في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، خرج "بن غفير" بمسدس في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية بعد مواجهة عنيفة ما أثار رد فعل سياسي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع اقتراب الانتخابات، يستفيد "بن غفير" أيضًا من هجوم المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، والتي تشعر بالانزعاج من صعوده إلى السلطة. ويرى أن هذه الهجمات هي دليل إضافي لمؤيديه على أنه يفعل الشيء الصحيح.

وحاول "نتنياهو" إبقاء مسافة بينه وبين "بن غفير"، بينما كان يغازل أتباعه، للحفاظ على احتمال تكوين حكومة يمينية تحت رئاسته. ولا يختلف ذلك عن الطريقة التي يسعى بها بعض الجمهوريين للحفاظ على مسافة من الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب". لكن قبل أيام فقط أعلن "نتنياهو" أن "بن غفير" سيكون عضوا في حكومته المقبلة.

ينشغل الناخبون العرب داخل دولة الاحتلال بتزايد الانتهاكات والعنف بحقهم، وقد فقدوا ثقتهم في النظام السياسي، مما قد يعقد احتمالات "لابيد" للعودة إلى منصبه بعد الانتخابات.

وفي انتخابات العام الماضي، دعم حزب القائمة العربية تحالف "بينيت لابيد"، وهي المرة الأولى التي انضم فيها حزب عربي إلى حكومة إسرائيلية. لكن تدهور الأوضاع أفقد ثقة فلسطينيي 48 في فائدة هذا المسار السياسي. لذلك، من المتوقع حدوث انخفاض حاد في المشاركة العربية في الانتخابات القادمة".

ويخلص "بن كسبيت" إلى أن "جميع مكونات الانفجار البركاني الكبير موجودة، فالقوى الأكثر اعتدالاً تتراجع، فيما تعاني السلطة الفلسطينية من أزمة عميقة في القيادة والشرعية، ما أدى إلى فقدان السيطرة على المسلحين".

وحاليا، لا يتحمل "لابيد" أن يُنظر إليه على أنه مستسلم للعمليات الفلسطينية قبل الانتخابات الحاسمة. ويجب أن يستعد للتعامل مع شرارة يمكن أن تحول الجمر المشتعل إلى شعلة كاملة قبل أيام من الانتخابات.

المصدر | داود كتاب | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو لابيد عرين الأسود أوكرانيا

"عرين الأسود" الفلسطينية تدعو للاشتباك مع المستوطنين في بيت لحم والخليل

بينهم شقيق شهيد من عرين الأسود.. الاحتلال يعتقل 20 فلسطينيا بالضفة الغربية

كتيبة جنين وعرين الأسود.. مرحلة جديدة من المقاومة الفلسطينية

انطلاق الانتخابات الإسرائيلية.. نتنياهو يراهن على الفوز ولابيد وجانتس يلاحقاه

الانتخابات الإسرائيلية.. تداعيات هائلة لصعود الصهيونية الدينية

الثاني خلال ساعات.. استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال شمالي الضفة (صور)

غزة.. حماس تحتفل في ذكرى انطلاقتها بعرض عرين الأسود العسكري